يبدو أن هوس الناس، وترحيبهم غير المسبوق بالتطور التكنولوجي، واستخدام التقنيات الرقمية المتقدمة لن تتوقف، خاصة في ظل انتشار تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي لاتزال تدهش الناس، الذين يقبلون باندفاع كبير للتعامل معها.
آخرة الدراسات العلمية البحثية، التي أنتجتها هجرة الناس نحو التطبيقات الرقمية، هو ما نشرت عنه صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، بأن جامعة كاليفورنيا الأميركية أصدرت دراسة قام بها باحثوها، تفيد بأن الناس يميلون إلى تصديق ردود ونتائج الاستفسارات الصحية، التي تصلهم من ChatGPT أكثر من إجابات الأطباء البشر، كما يعتقد 79% منهم أن ردود تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر شعوراً بآلامهم، وأسرع في الإجابة وأعلى جودة في التشخيص.
وتضمنت إجابات ChatGPT معلومات دقيقة جداً، وكانت محيطة بالحالة المرضية بشكل أكثر تحليلاً، مقارنة مع ردود الأطباء البشر، حيث اختار الفريق البحثي 195 استفساراً صحياً، أجاب عليها أطباء بشريون في منصة صحية بالعاصمة واشنطن، ثم قام فريق الدراسة البحثية بسؤالها على روبوت الدردشة في تطبيق ChatGPT للذكاء الاصطناعي.
وقامت لجنة مكونة من ثلاثة أطباء بمراجعة كل الأسئلة، والإجابات دون معرفة أيٍّ منها الذي كتبه الطبيب، والذي كتبه روبوت الذكاء الاصطناعي.
وما أثار ضجة حول نتائج هذا الدراسة، هو استطاعة ChatGPT اجتياز اختبار المعيار الذهبي المطلوب من قبل طلاب الطب، لممارسة المهنة في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا يعني أن تطبيق الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون بديلاً جاهزاً عن الكادر الطبي البشري هناك.
واللافت أن أعضاء لجنة التقييم منحوا إجابات ChatGPT متوسط درجات جودة يبلغ أربعاً، ومتوسط درجة تعاطف يبلغ 4.67، فيما صنفوا إجابة الطبيب بـ3.33 للجودة، و2.33 للتعاطف. وكانت الردود ذات الجودة الجيدة أو الجيدة جداً أعلى 3.6 مرات، بالنسبة إلى روبوت المحادثة مقارنة بالأطباء، وكانت الردود الوجدانية أعلى بـ9.8 مرات، على الرغم من أن إجابات التطبيق كانت أطول بأربعة أضعاف من إجابات الأطباء البشريين.