رحل الفنان العالمي، الذي مارس الكثير من المهن الفنية، ولقب بالعديد من الألقاب، عن هذا العالم قبل أيام قليلة، وعرف هاري بيلافونتي بكونه مغنياً شهيراً، وممثلاً وكاتب أغانٍ، ومنتجاً فنياً، عدا اكتسابه شهرةً واسعة كونه أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
وما أن أنهى بيلافونتي تجنيده في البحرية الأميركية حتى بدأ مسيرته الفنية على الفور، فقد عكف على تلقي دروس التمثيل، واستطاع تسجيل اسمه كواحدٍ من أشهر الممثلين والمغنين بذلك الوقت.
واستطاع الفنان، الذي عرف بكونه بطلاً شعبياً، التفرد برقم قياسي بذلك الوقت، إذ إنه باع أكثر من مليون نسخة من ألبومه "كاليبسو" في عام 1956، كما ظل هذا الألبوم الغنائي في صدارة أفضل ألبوم على مدار 31 أسبوعاً.
وعرف بيلافونتي بكونه أكثر فنان أسود تحقيقاً للربح في ذلك الزمن، الأمر الذي فتح باب التساؤلات عن الثروة التي تركها المغني الراحل بعد وفاته.

 

 

 

تشير تقارير صحافية موثوقة إلى أن ثروة بيلافونتي الصافية بلغت ما مقداره 30 مليون دولار، وقت وفاته بتاريخ 25 أبريل من هذا العام 2023، وهو ما أكدته صحيفة مشاهير نت وورث، معتبرةً أنه استطاع جمع هذه الثروة من نجاحه الكبير في عالم صناعة الموسيقى والسينما، وأن الدخل الذي جناه الفنان من هذين الجانبين لهما النصيب الأكبر بتلك الثروة المليونية.
وبعيداً عن عالم الفن وتألقه وتميزه به، فقد عرف بيلافونتي بأعماله الإنسانية، وكان صديقاً مقرباً للراحل مارتن لوثر كينغ، ودعم عائلته دائماً، كما أنه استخدم الكثير من أمواله وثروته لإنقاذ نشطاء الحقوق المدنية والمتظاهرين في الولايات المتحدة الأميركية.
ورغم أن عدداً كبيراً من أبناء هذه الجيل قد لا يعرفون الفنان الكبير الراحل، لكنه كان واحداً من الذين نالوا أرفع الجوائز العالمية، سواء على المستوى الفني أو الإنساني، وقد استطاع نيل جائزة غرامي، وجائزة توني، وإيمي، خلال مسيرته الطويلة.

 

 

كما اعتبر غناؤه في الملاهي الفاخرة بتلك الأوقات إنجازاً لم يسبقه إليه أحد، إذ إنه كان أول فنان أسود يسمح له بالظهور بتلك الملاهي التي لا يدخلها سوى الأشخاص ذوو الشهرة والمكانة الكبيرة في أميركا.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد نعت الفنان الكبير من خلال بيان، جاء فيه: "بالإضافة إلى تأثيره في الملايين بسحره الفريد وجاذبيته في الموسيقى والسينما والمسرح، كرس السيد بيلافونتي حياته للكفاح من أجل حقوق الإنسان وضد الظلم بجميع أشكاله، لقد كان ناشطاً شجاعاً من أجل الحقوق المدنية، وصوتاً قوياً في النضال ضد الفصل العنصري ومكافحة الإيدز، والسعي للقضاء على الفقر".