رصد ثلاثة علماء في مشروع "إيفنت هورايزون تلسكوب"، المعني بمراقبة البيئة المحيطة بالثقوب السوداء، الذي بدأ عمله عام 2012، ثقباً أسود في الفضاء يفسر الظروف الجوية والأحداث المتضاربة للجسيمات العالية الطاقة التي يحتويها الفضاء.
والتقط فريق العلماء صورة الثقب الأسود، باستخدام 16 تلسكوباً في مواقع مختلفة على الأرض، شكلت معاً طبقاً رصد بحجم كوكب، حيث تبلغ كتلة الثقب 6.5 مليارات، ويماثل كتلة الشمس، حيث يقع هذا الثقب على بعد 54 سنة ضوئية من الأرض.
ويظهر في الصورة ظلام الثقب الأسود، وما يدور حوله من مواد ساطعة، حيث تظهر الصورة ضوءاً منبعثاً بطول موجي أطول، ما يوسع ما يمكن رؤيته.
وبحسب فريق العلماء، يصعب عادة رصد الثقوب السوداء بحكم طبيعتها، إذ إنها عبارة عن كيان يتمتع بقوة سحب هائلة، لا تستطيع أي مادة أو حتى ضوء الإفلات منها بمجرد الوقوع في جاذبيتها. وتوجد ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز معظم المجرات، وبعضها لا يلتهم فقط أي مادة محيطة به، وإنما يطلق أيضاً دفقات ضخمة وملتهبة من جسيمات عالية الطاقة بعيداً في الفضاء.
ويصف عالم الفيزياء الفلكية المشارك، أيضاً، في الدراسة كازونوري أكياما، من مرصد هايستاك، التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الأمر بالقول: "هذا ما كان علماء الفلك والفيزياء الفلكية ينتظرون رؤيته لأكثر من نصف قرن.. إنه فجر عصر جديد ومثير".
فيما بين رو سين لو، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة بدورية نيتشر العلمية، وهو عالم فيزياء صيني، أن الصورة توضح طبيعة الاتصال بين تدفق (المواد المسحوبة إلى الداخل)، بالقرب من الثقب الأسود الفائق الكتلة، ومصدر الانبثاق".
فيما رأى الباحث الألماني، توماس كريتشباوم، أن صورة الثقب الأسود ستساعد في فهم أكبر للفيزياء المعقدة، في ما يتعلق بالثقوب.