عليا وأروى وشيخة إماراتيات ملهمات في الثقافة والفنون
فضلاً عن كونها دار أزياء بريطانية فاخرة، مهمتها الأولى الإبداع والابتكار الحرفي، تدعم «ألكسندر ماكوين» (Alexander McQueen) قيم المجتمع، والانتماء إلى الأسرة والوطن والثقافة والتراث. ومن هذا المنطلق، أقامت الدار أول مجلس سحور في أبوظبي، كرمت خلاله النساء الإماراتيات اللواتي يعملن على تنمية مجتمع الفنون والثقافة، من خلال جهودهن الشخصية والمهنية، وهدفهن المشترك يتمثل في دفع تمكين المرأة المستمر. والمكرّمات الثلاث، هن: عليا الشامسي، وأروى النعيمي، وشيخة النويس، اللواتي نستضيفهن في تصويرٍ خاص، ونحاورهن للإضاءة على مساهماتهن القيمة في ازدهار الفن والثقافة، والحفاظ على الأصالة الإماراتية.. كلٌّ من موقعها.
تسعى إلى إنشاء منصة للتبادل الثقافي
عليا الشامسي: فخورة بوصول الفنانين الإماراتيين إلى العالمية
تجمع عليا الشامسي اهتمامات ومواهب متعددة، فهي كاتبة وشاعرة وقيّمة معارض، ومصورة لها خبرة واسعة بالعديد من المجالات الإبداعية، وغالباً، تعكس أعمالها نظرتها الإيجابية والتمكينية في الحياة، وظهرت في العديد من المعارض الدولية، كما حازت جوائز عدة، ومثلت الإمارات في العديد من المعارض الفنية الدولية، كما مثلتها كمتحدثة في معارض الكتب الدولية. بدايتها كانت كمصورة صحافية، بعد أن نالت شهادة جامعية في هذا المجال، وكانت محاضرة في الجامعة للمادة نفسها. الشامسي حاصلة على درجة البكالوريوس في التصوير الفوتوغرافي من جامعة غريفيث، أستراليا 2014، ودرجة الماجستير في الصورة الفوتوغرافية من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة 2018، وحالياً تشغل منصب مديرة البرامج الثقافية في متحف اللوفر بأبوظبي.
• ما وسائلك في التعبير عن إبداعاتك المتنوعة؟
- حينما أنظر إلى مسيرتي أرى أنه قد تتعدد وسائل التعبير، لكن كلها من التصوير إلى الرسم، ومن ثم الكتابة تحكي قصصاً بوسيلة مرئية، أو بأحرف مكتوبة.
• كيف ومتى اكتشفتِ عشقك للكتابة؟ وما الذي أسهم في نمو هذه الموهبة؟
- لديَّ ورقة تعود إلى الصف التاسع، حيث طلبت منا المدرّسة أن نكتب لبعضنا توقعاتنا، وأمنياتنا لكل زميلة، وأكثرية زميلاتي كتبن أنهن يتوقعن لي أن أستمر في مجال الفن والكتابة. أظن أن محبتي للفنون بدأت منذ الصغر.
• حدثينا عن إنجازاتك ونجاحاتك في منصبك الحالي!
- أسعى إلى إنشاء منصة للتبادل الثقافي، وتشجيع اشتراك الفنانين الإماراتيين والمقيمين. لطالما لقيت الدعم في مجالي ومسيرتي، وبدوري كمديرة للبرامج الثقافية أستطيع أن أرد الجميل بفرص للآخرين، وأتطلع لوصول الفن الإماراتي في جميع مجالاته إلى العالمية.
• ما لحظات النجاح، وربما التطور، التي جعلتك في قمة شعورك بالفخر؟
- أشعر بالفخر بوصول الفنانين الإماراتيين إلى العالمية، وتمثيل الدولة في سرد قصة الفن العالمي المعاصر.
• في زمن التكنولوجيات.. ما رأيك في الثقافة اليوم؟
- علينا أن نسأل: أين نحن في زمن الـ«Artificial Intelligence»؟ وما دور الثقافة والفنون في ضمان الإبداع الإنساني وشمولية المحتوى الذي ينتجه؟
• ما الذي يجعلك في قمة السعادة؟
- الاكتفاء بما في حياتي، والقناعة بالنعم التي أنعم الله عليَّ بها. في تلك اللحظة، أؤمن بأنني قد وصلت إلى قمة السعادة.
• من أين تستمدين الحيوية والنشاط في شخصيتك؟
- لم أفكر في هذا من قبل، لكن أستمد الإلهام من أشياء وأشخاص مختلفين، لا يمكن تحديدهم؛ لأن مصدر الإلهام لا تجده في مكان محدد؛ لأنه متعلق بالمشاعر، وليس بالأدوات أو الأشياء.
• أين تكمن قوتك؟
- لا أعرف، وأعتقد أن جمال سحر القوة التي بداخلنا غامض، وعندما يظهر ننصدم نحن به. هذا جمال الإنسان.
• ما الذي تضعينه نصب عينيك، وتهدفين إلى تحقيقه؟
- حسب المشروع، المكان والموضوع. لا أحب وضع أساليب صلبة تحدد إبداعي.
• في خضمِّ مسؤولياتك الإدارية.. كيف توازنين بين الشاعر المحلّق داخلاً، والإداري الملتزم بموقعه؟
- لا أؤمن بالتوازن المعيشي، فالأولوية تكون للعمل، لكن هويتي هي الفن، سواء في الشعر أو الرسم، لهذا لا أهتم بالمسميات الوظيفية؛ فالأهم إنجازاتي صغيرة أو كبيرة في نطاق شغفي. مازلت أشارك في معارض الكتب، وألتحق بدورات تدريبية للكتابة والرسم؛ كي لا أجد عذراً في عدم الاهتمام بهويتي ككاتبة. لكن الشيء الممتع أنني أستطيع مزج عليا مديرة البرامج الثقافية، بعليا الكاتبة؛ فهناك الكثير من الترابط في ما أفعله داخل المتحف وخارجه، وفرص تطوير ذاتي في المجال؛ لاحتكاكي بالمجتمع الفني في المعارض والمنتديات والعروض داخل الدولة وخارجها.
• أزياؤك.. هل تختارينها ككاتبة وشاعرة أم كإدارية؟
- أختار إطلالاتي وأزيائي، بالتأكيد، ككاتبة وفنانة.
•ما آخر نتاجاتك الكتابية؟
- كتاب سيخرج قريباً، كتبته في رحلة كتابة إلى بوتان. مجموعة نثر وشعر مستوحاة من هذه الرحلة، وأتمنى أن أعمل مع فنان من بوتان من ناحية الرسوم، التي ستكون جزءاً من سرد القصة.
لا تتأثر كثيراً بالصيحات والاتجاهات
أروى النعيمي: المرأة الإماراتية تعمل الكثير.. لكن بهدوء
تتركز خبرة المهندسة أروى النعيمي بإدارة المشاريع في مجال الإنشاءات للمشاريع الثقافية، فهي رائدة أعمال، وداعمة للفنون، وخبيرة إضاءة، وهي أيضاً شريكة في «بني وآل للثقافة» (Bani & Al Culture)، الشركة الاستشارية المتخصصة في بحث وتطوير مشاريع الفنون والثقافة في المنطقة، ومديرة المشاريع السابقة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. ومؤخراً، انضمت أروى إلى مكتب أبوظبي التنفيذي، وتتضمن محفظة أعمالها مساهمتها الفعالة في مشاريع ثقافية بارزة، واستخدمت أروى معرفتها الواسعة، وخبرتها البالغة 15 عاماً، في قيادة وإدارة هذه المشاريع. وهي أيضاً عضو (PMP) معتمد في (PMI)، وعضو في كل من جمعية النور والإضاءة والتأهيل القانوني لمهندسي خدمات البناء. حاصلة على بكالوريوس في الهندسة المدنية، وماجستير في الإضاءة من كلية لندن الجامعية بالمملكة المتحدة، وحاصلة على دبلوم الدراسات العليا في التصميم الداخلي من كلية تشيلسي للفنون بلندن.
• ما أبرز المحطات في بداية مسيرتك العملية؟
- بعد حصولي على الشهادات العليا في لندن، بدأت حياتي العملية كمهندسة مدنية، في المشاريع المنزلية والستاديوم والمكاتب الرئيسية. وبعد خمس سنين كمديرة مشاريع، أكملت شهادة الماجستير في بريطانيا. بعد أن عدت، التحقت بدائرة الثقافة والسياحة، وهكذا بدأت رحلتي الوظيفية، التي استمرت طوال 9 سنوات. ومؤخراً، انضممت إلى مكتب أبوظبي التنفيذي. لقد استمتعت جداً بعملي في دائرة الثقافة والسياحة؛ لأنني عملت على مشاريع قريبة لقلبي على غرار «بيت العود»، و«واحة العين»، و«منارة السعديات»، و«قصر الحصن»، و«المجمع الثقافي» مع فريق عمل لتطوير وتجديد وإدارة تلك المشاريع. بعد ذلك، شاركت في مشروع «Berklee school» في منارة السعديات. وعام 2019، أسسنا - أنا ومجموعة من الأصدقاء - شركة اسمها «بني وآل للثقافة»، حينما أدركنا عدم وجود شركة تُعنى بتطوير البرامج والمشاريع الثقافية، التي تؤثر في مجتمعاتنا، وتحافظ على تراثنا، وتعزز ثقافتنا. نحن ندعم مناسبات ومبادرات عدة، تتأصل فيها الثقافة الإماراتية، مثل احتفالات اليوم الوطني، التي قدمنا لها الدعم آخر سنتين.
• كيف تساهمون، من خلال «Bani & Al Culture»، في الحفاظ على الأصالة والثقافة الإماراتيتين؟
- استجابة للحاجة المتزايدة للمخططين والمطورين الثقافيين، الذين يفهمون المجتمع والخلفية المحلية، نقوم بالكثير من التحقق من صحة التاريخ، ونغوص في التراث غير المادي. كما نجري مقابلات مصورة، وأبحاثاً حول التراث الإماراتي، ونقوم بالكثير من الأبحاث لدعم الكيانات؛ لتطوير المحتوى، وللتحقق من صحة المحتوى التاريخي الذي يتم تطويره. فنحن ندعم التقاليد والثقافة الإماراتية كثيراً، فما نقوم به هناك، هو التأكد من أن كل ما يتم عرضه، سواء كان عرضاً، أو موقعاً إلكترونياً، أو محتوى مكتوباً صحيحاً وإماراتياً أصيلاً حقاً. وشراكتنا بدأت من مهرجان قصر الحصن.
• خلال رحلتك في الغوص بالثقافة الإماراتية.. ما أبرز الأمور التي فاجأتك؟
- فاجأتني مثابرة الإماراتيين، فمن يلتقون بنا لا يدركون حجم المثابرة والشهامة الإماراتية، ومدى قدرة الإماراتيين على التكيف والتقدم، من السفر بالجمل من مدينة إلى أخرى، لمدة 60 عاماً فقط، إلى ما نحن عليه اليوم. أعتقد أننا قادرون جداً على التكيف، وهذا أمر مذهل.
• بماذا تلهمك النساء الإماراتيات القديمات؟
- أعتقد أن الناس يقلّلون من شأن قوتهن وقدراتهن، لأنهن كن يتولين شؤون منازلهن وعائلاتهن في غياب أزواجهن، سواء في رحلات الغوص أو السفر. كل جدة لديها وفرة من التجارب الحياتية الملهمة، التي تحتذيها بنات الإمارات في التمكين والقوة والمسؤولية.
• في حياتك اليومية.. كيف يتبلور انتماؤك إلى الوطن والعائلة، وما الذي تقدمينه إلى الإمارات؟
- اليوم، أنا أم، وشخص أعطي المجتمع، أعطي الإمارات كلَّ شيء، كلَّ معرفتي، أربي لها جيلاً يعطيها كما نعطيها نحن، وكما أعطاها آباؤنا من قبلنا، هذه هي قيمتي الأولى لتربية أطفالي بطريقةٍ تغرس فيهم أن عليهم دوراً يقومون به تجاه بلدهم، أربي لهم جيلاً لا يخذلهم. ثانياً أريد أن يكون لي تأثير إيجابي في الإمارات، وأريد أن أجعلها مكاناً أفضل كل يوم، وهذا حقاً ما أسعى لتحقيقه مهنياً وشخصياً. أنا أروى، التي ترد الجميل إلى بلدها على الفرص التي أتاحها لي، بنفسي حالياً، وفي المستقبل مع أطفالي.
• ما رأيك في الإماراتيات من حولك، وما نصائحك للشابة الإماراتية في ما يتعلق بالدراسة والعمل؟
- المرأة الإماراتية متفوقة، فقد وصلت إلى كل الميادين، وخاضت كل المهن، وبرعت فيها، كما تؤمن بشقيقتها المرأة وتثق بها. وعن النصائح، هناك أمران من منطلق خبرتي: أولاً، كوني صادقة مع نفسك دائماً، وسينتهي بك الأمر إلى فعل ما تحبين. ثانياً، اغتنمي أي فرصة تحصلين عليها. أنا شخصياً، لطالما كنت محظوظة بالدعم الذي تلقيته من النساء المحيطات بي، وبالفرص التي أتاحها أمامي الرجال.
• في لمحةٍ شمولية.. كيف تلخصين أهدافك وعطاءاتك؟
- في الحقيقة، لقد نشأت على العطاء دون توقع أي شيء بالمقابل، ولا أتطلع أبداً للحصول على شيء من المجتمع، أولاً: لأنني أشعر بأن إقامة مجتمع أفضل، هي أمر جيد بما يكفي بالنسبة لي، وصنع هذا الفضاء يكفيني. ثانياً: أريد أن يتعلم مني أولادي كيف يكون رد الجميل للمجتمع، وكيف يكون العمل، وأريدهم أن يروا والدتهم تستيقظ مبكراً جداً، وتقلّهم إلى المدرسة، وتذهب إلى المكتب، وتعمل حتى العصر، وتعود لقضاء الوقت معهم. من المهم بالنسبة لهم أن يروا هذا يحدث في حياتهم اليومية. ثالثاً: مع «Bani & Al Culture» يتم الحفاظ على الأصالة الإماراتية الحقيقية، فمن المعروف أن 10% من سكان الإمارات العربية المتحدة فقط إماراتيون، ومن السهل جداً علينا أن نفقد هويتنا.
• شاركت في حلقة نقاش بسحور مجلس «ألكسندر ماكوين» الرمضاني، المحتفي بالنساء المتمكنات.. ما رسالتك في هذا السياق؟
- على قدر ما ترغب دار «Alexander McQueen» في الاحتفال، ودعم تمكين المرأة وإنجازاتها، فأنا أود ذلك؛ لأنني أعتقد أن النساء الإماراتيات استثنائيات، ولديهن مواهب غير ظاهرة، فهن يعملن بهدوء لكنهن يقمن بالكثير. وعلى الرغم من التزاماتهن الأسرية والمهنية، فإنهن يجدن الوقت لبذل المزيد، وتسطير مثل هذه الإنجازات، ومن المثير للانتباه رغبتهن في تحقيقها، ومدى شغفهن. البعض يظن أن المرأة تريد إثبات نفسها على الرجل، والأمر ليس كذلك، بل نحن نساند الرجال، وهناك أمور لا يستطيع الرجل القيام بها، لكن المرأة تستطيع، وذلك بطريقة تفكيرها، والطريقة التي تطور بها خطوط القصة أو المشاريع، والعكس صحيح، إذ هناك أمور يستطيع الرجل القيام بها والمرأة لا تستطيع ذلك. المجتمع يقوم على الرجال والنساء، ومن الجميل ما وصلنا إليه اليوم، حيث يدعم بعضنا بعضاً. وأعتقد أننا محظوظون بما يكفي؛ لوجودنا في أبوظبي؛ حيث يتم منح النساء هذه الفرص، وتقدر جهودهن ويتم دعمها أيضاً.
• مع الظروف والوقت.. ما الذي تغير في مقاربتك للموضة؟
- قبل أن أرزق بأطفال، كنت من عاشقات الموضة ومواكباتها، لكن بعد الأمومة ومسؤولياتها أصبحت أكثر عملية، وأختار الأزياء المريحة والعملية. أُعتبر شخصاً محايداً من ناحية الأزياء، ولديَّ أسلوبي الخاص، ولا أتأثر كثيراً بالصيحات والاتجاهات.
• كيف تعكس أزياء «ألكسندر ماكوين» ذوقك وأسلوبك الخاص؟
- تعجبني حدة خطوط أزياء العلامة، ولطالما أحببت أوشحة «Alexander McQueen»، وأرتديها منذ أن كنت في الجامعة؛ لأنها تضيف لمسة غير تقليدية إلى إطلالاتي المحايدة. أحب المظهر البنيوي، الذي تبتكره الدار، وهذا الجانب من تصاميمها.
شيخة النويس: دعمنا للمواهب الإماراتية يردّد صدى مسؤوليتنا الاجتماعية
تشغل شيخة النويس منصب نائب رئيس شركة روتانا «Rotana» لإدارة علاقات الملّاك، إحدى شركات إدارة الفنادق الرائدة في المنطقة، التي تمتلك فنادق في الشرق الأوسط. وهي المسؤولة عن تعزيز علاقات العمل الوثيقة بين «روتانا»، وأصحاب الفنادق، من خلال الإشراف على التواصل الفعال لأحدث التطورات والمبادرات كافة المنفذة في ممتلكاتهم. قبل انضمامها إلى «روتانا»، شحذت النويس مهاراتها المالية والتحليلية، خلال فترة ثلاث سنوات في «KPMG»، حيث كانت مسؤولة عن إجراء عمليات تدقيق البيانات المالية، ووضع خطط واستراتيجيات تدقيق ناجعة، وفحص الضوابط الداخلية لتقييم كفاءة الإجراءات.
• إلى جانب تأثير الوالد.. ما الذي وجّه اهتمامك وميولك إلى العمل في القطاع الفندقي؟
- منذ صغري، كنا نراقب شغف والدنا وحبه الكبير لعمله، وهذا ما حبب إليَّ هذا المجال. في بدايات عملي ربما لم أكن مولعة بالعمل الفندقي، لكنني مع الوقت تعلقت به؛ لأنني تعلمت بسببه الكثير. وما يجذبني إلى هذا العمل هو مساعدة الناس، والمساهمة في السياحة والاقتصاد؛ لأننا نشغل فنادقنا في معظم المدن والبلدان، وهذا يرضينا كثيراً.
• ما التحديات والإنجازات، التي حققتها وتفتخرين بها؟
- تتمثل في مساهمتي بالنمو؛ لأنك عندما تحافظين على علاقاتك، وتكون جيدة يكون النمو مُرْضياً. حققت إنجازاً كبيراً في «السعديات روتانا»، وسعيت - قدر المستطاع - إلى أن أبرز في هذا المشروع المواهب الإماراتية، فتعاونا مع فنانة إماراتية، هي أشواق عبدالله؛ لابتكار كل الأعمال الفنية في الفندق، وعن طريقها مررنا رسالة، وأخبرنا قصة لنزلائنا وزوارنا عن أبوظبي. نحن ندعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة المملوكة لمواطنين، وسعينا إلى رد الجميل إليهم هو جزء من نمونا كشركة.
• شاركتِ في مبادرة «Alexander McQueen» الثقافية.. أخبرينا عنها!
- الفن مهم؛ ولهذا جرى اختياري لأشارك في جلسة الحوار التي رعتها الدار. ولأن الدور الذي لعبته مع السعديات كان تحدياً كبيراً أمامي لتقديم الفن الإماراتي على الملأ، لاسيما أن التعامل مع الملّاك يتطلب جهداً وقتاً وتمويلاً، ثم دوري في إقناعهم بالتعاون مع فنانة إماراتية؛ لابتكار اللوحات الفنية لم يكن سهلاً، تلك اللوحات التي أعجبت كل الزائرين في ما بَعْدُ.
• ما تأثير مشاركة «روتانا» في مبادرات ثقافية كهذه، وما دوركم في ضمان الاستدامة بالإمارات؟
- نسعى لنكون أداة لتشجيع المواهب وتطويرها، ومن خلال فنادقنا نحاول التعريف بالمواهب الإماراتية أمام الناس والزوار، الذين يأتون إلينا من مختلف بلدان العالم. ويكمن دورنا في إتاحة الفرص لهذه المواهب الشابة، ودعمها، وإبراز فنونها، ما يردد صدى التزامنا بمبادئ الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية ورد الجميل إلى مجتمعنا.
• ما السياسة التي تعتمدينها كرائدة أعمال في القطاع الفندقي؟
- الثقة بالطبع، إذ يجب أن تثقي بفريق عملك، ففريق عملي مؤلف من 50 شخصاً، وأنن أؤمن به، وبتطويره، والاستثمار فيه.
• ما الدروس التي تعلمتها من والدك، وما نصائحه التي ساعدتك؟
- يؤمن والدي بالإنسان وموهبته، فحتى لو تدخلت التكنولوجيا لا يمكنها تعويض المشاركة والتفاعل اللذين سيكونان لديك مع الإنسان، فالتكنولوجيا لا يمكنها تطوير العلاقات، والثقة بالآخرين مهمة جداً للتطور. ثانياً، التواضع، فعندما تعملين في قطاع الضيافة يجب عليك تقبل النقد وآراء الآخرين، ولا يمكنك أن تكوني دفاعية، وأن تتحلي برحابة الصدر، وحب العمل، والمثابرة، والالتزام والانضباط.
• كشابة ناجحة.. كيف تنظرين إلى إنجازات المرأة الإماراتية؟
- أرى أن هذه الإنجازات لا يمكنها أن تتحقق دون دعم القيادة التي تقدم هذه الفرص. في النهاية، هناك حكومة تدعم، وقيادة تؤمن بإنجازات. لديك كامرأة إماراتية كل المقومات لتصبحي دولية: العلم، والفرص، وكل شيء، فليس لديك أي عذر؛ إذ يجب أن تنجزي وتعملي بنشاط ومثابرة، وهما صفتان تتحلى بهما المرأة الإماراتية.
• هل تقع الموضة ضمن دائرة اهتماماتك، وما أول لقاء لك مع دار Alexander McQueen؟
- أحب الموضة، فكل شخص لديه ذوقه الخاص، وأحب أن يكون لديَّ ستايل خاص بي. في قطاع الفندقة يجب أن تكون إطلالتك موفقة كل يوم؛ لأنك تلتقين الناس. لطالما لفت نظري العمل الحرفي، الكامن وراء كل قطعة من تصاميم علامة Alexander McQueen، وأسلوبها الغريب والجريء. ومنذ زمن بعيد، أقتني حقائب وملابس وأحذية من تصميمها؛ لأنها تعبر عن شخصيتي، وتعكس ذوقي، وترتقي بإطلالاتي العملية.
• ما طموحك المهني والشخصي؟
- نطمح لأن نكون أول شركة عربية تصبح عالمية، ونضاهي العلامات الرائدة في إدارة الفنادق، على غرار «Marriott»، و«Accor». وعلى الصعيد الشخصي دوام الازدهار والتطور.