ميريهان حسين: فكرت في الاعتزال.. وفشلت!
بروحها المرحة، وعفويتها المحببة، تميزت عن بنات جيلها، إذ تمتلك مواهب متعددة; فهي ممثلة لها وزنها، ومطربة تتمتع بصوت مميز، وربما ساعدتها على هذين الأمرين موهبتها الخاصة في تقليد الشخصيات الفنية البارزة.. إنها الفنانة المصرية ميريهان حسين، التي ولجت أبواب النجومية قبل ما يقارب العقدين من بوابة «ستار أكاديمي»; لتقرر اليوم أن تلجها مجدداً من خلال العودة إلى احتراف الغناء، وها هي تكشف - في حوارها مع «زهرة فن» - تفاصيل عودتها إلى الغناء، وسبب تأخرها كل هذه المدة:
* آخر أعمالك «الونش»، وهو من المسلسلات الطويلة.. أخبرينا عن هذه التجربة!
- في الحقيقة، «الونش» تجربة جميلة بالنسبة لي، بداية من ترشيحي للدور، وقبولي، وأدائي. أحببت شخصية «نوارة» ووجدتها غنية للعمل عليها، كنت أريد أن أقدم شخصية مختلفة عن الشخصيات العادية والبعيدة عني بطريقة كلامها وتفكيرها، لذلك جذبتني جداً، وتحمست للعمل عليها; لدرجة أنني كنت أذهب للتصوير، وأنا أحمل ورقة كبيرة تحتوي على مفاتيح الشخصية وطريقة كلامها، وكانت ردود الأفعال عليها رائعة، وعلى المسلسل بشكل عام، إذ حقق نسب مشاهدة عالية، وهذه ميزة المسلسلات التي تكون خارج السباق الرمضاني; إذ إنها تأخذ حقها في العرض والمتابعة، ولا تكون هناك منافسة بين المسلسلات; فيتابعها الناس بروية. كانت هناك إشادة بشخصية «نوارة»، فالمؤلف كتبها بطريقة جميلة، وأنا عملت عليها جيداً بشكل شخصي; لدرجة أن المؤلف انبهر بتقديمي لها بشكل مختلف عن النص، وبدأ يكتب الحلقات بناء على أدائي الذي قدمته بالمشاهد.
* المسلسلات الطويلة مجزية مادياً للممثل، لكن فنياً هل تنفعه، وما رأيك في الأعمال القصيرة؟
- الأعمال القصيرة لها ميزاتها; فهي وجبة سهلة تتم مشاهدتها على المنصة في يوم أو ساعات، وهذا يواكب لغة العصر في ظل انشغال الكثيرين. بالنسبة للممثل، لا يستغرق الأمر وقتاً لتصوير المسلسل، وأنا أحب الأعمال القصيرة، لكن عندما يأتيني عمل طويل بساعات طويلة ونص جيد لا أستطيع رفضه، فلكل منها جمهوره، ولاتزال لدينا ربات بيوت لديهن أوقات فراغ يشاهدن المسلسلات الطويلة، ويرتبطن بها، كما أن نقل المشاهدة إلى المنصات ساعد في عودة نجاح الأعمال الطويلة.
* هل نجحت الدراما المصرية في المسلسلات الطويلة؟
- نعم، لدينا القوة والمقدرة على المنافسة، وهناك تجارب عربية عظيمة حققت نجاحاً كبيراً بالحلقات الطويلة، خاصة الأعمال العربية المشتركة، لكن تبقى الدراما المصرية قادرة على ذلك، وقدمنا أكثر من نموذج ناجح، وأصبحت هناك أسواق لكل المسلسلات. مثلاً، في مصر زمان لم نكن نشاهد أعمالاً غير مصرية، أما الآن فنشاهد الأعمال اللبنانية والسورية والخليجية.
* فضلت أن تكوني خارج السباق الرمضاني.. هل كان ذلك قرارك أم لم تجدِي ما يناسبك؟
- لا لم يكن قراري، فأنا أحب الظهور في رمضان مع أنه سلاح ذو حدين; إذ يكون هناك عدد كبير من الأعمال وبعضها يظلم في هذا السباق، وما عرض عليَّ لم يناسبني، خاصة أنني في «الونش» قدمت بطولة مع محمد رجب، ولم أجد شيئاً بعد «نوارة» يستفزني للعمل، وأيضاً «الونش» أخذ وقتاً كبيراً مني، وعندما بدأ العمل على مسلسلات رمضان كنت مازلت بالتصوير، ولذلك لم أتفرغ لعمل آخر، وهذا ما أخذه الناس عني.
* هناك ممثلات تفصَّل لهنَّ الأدوار.. متى ستصلين إلى هذه المرحلة؟
- أنا أعمل بكل طاقتي لأقدم كل ما عندي، ولا أستسهل أبداً في أي مرحلة من مراحل العمل، وأي دور أقبله أجتهد فيه. إلى الآن عندما أذهب إلى التصوير، أشعر بأنني أقوم بهذا الأمر لأول مرة; لذلك أنا مقتنعة بأن الفرصة ستأتي يوماً.
* أنت متعددة المواهب، وتابعك الجمهور منذ «ستار أكاديمي».. هل تشعرين بأنك أخذت حقك؟
- لا لم آخذ حقي، وإن سألتني: لماذا؟.. فسأقول: منذ تخرجي في «ستار أكاديمي»، اصطدمت بواقع الوسط الفني الاحترافي المختلف تماماً عن برنامج تقديم مواهب، فالبرنامج يصنع لك نجومية كبيرة غير موجودة عند فنانين آخرين يمثلون منذ سنوات. حقيقةً، إن الوسط فيه محسوبيات وعلاقات شخصية، وهناك موهوبون كثيرون يظلمون; لأنهم لا يجيدون بناء العلاقات، سواء سابقاً أو في السنوات الأخيرة منذ ظهور «السوشيال ميديا»; إذ اختلفت المقاييس فأصبح هناك من يفتقرون إلى الموهبة، لكنهم نجوم على «السوشيال ميديا»، فهم أشخاص عاديون لكنهم يقدمون محتوى يهم الناس، وأصبح الجمهور يتطلع إلى أي أمر غريب يلفت الانتباه. وأصبح أولئك الأشخاص يمثلون في مسلسلات كثيرة. الذين التحقوا بمهنة التمثيل، مؤخراً، من جيل «السوشيال ميديا» لديهم وعي أكثر منا، ويعلمون أموراً كثيرة نجهلها، وهذا ما يدفعنا إلى أخذ خبرة التعامل، بينما بالنسبة إليهم الأمر سهل.
* هل هذا ما جعلك ذات يوم تقولين إنك تفكرين في الاعتزال؟
- نعم، راودتني هذه الفكرة مرات عدة، وكنت أتغلب عليها وأصبر; لأني لن أتخلى عن حلمي، لكن منذ فترة أشعر بالإحباط، وأشعر بالظلم، خاصة مع تكرار هذه الأمور، وأقول ربما أضع نفسي بمكان لا أحد يقدرني فيه، فيجب أن أغادر، وهل من الصحيح أن أبقى أقاتل، أم لا بد أن أغادر؟.. ووصلت إلى نتيجة مفادها أنني يجب أن أقاتل; لأنني مقتنعة بنفسي وبموهبتي، وسأبقى أقاتل إلى أن أجد الفرصة التي أتمناها; لأنني للأسف أجد نفسي بين الأدوار ذاتها، وهذه غلطة كبيرة عند المخرجين والمنتجين، إذ يجب أن يروك في دور غير متوقع; لذلك رفضت أدواراً كثيرة لأثبت أنني أجيد الأدوار الأخرى، وقد حدث أكثر من مرة أن يرسلوا إليَّ دوراً، وأختار غيره، وتتم الموافقة عليه; فبدأ المخرجون والمنتجون يرونني في أدوار أخرى، وهذا النهج سأستمر عليه إلى أن تأتي الفرصة الحقيقية.
* من الشخصية التي تتمنين تقديمها على الشاشة؟
- أتمنى أن أقدم دور أكشن; لأن هذه الشخصيات لا تعرض عليّّ، رغم أنني رشيقة، ولياقتي البدنية عالية، وأتدرب باستمرار. كما أنتظر أن يأتيني دور استعراضي; لأنه شغفي الأول حيث دخلت «ستار أكاديمي» لأغني، ولأن البرنامج يحقق مزيجاً بين التمثيل والغناء والاستعراض، فاخترت هذا البرنامج لهذا السبب، وقد عرضت عليَّ إعلانات ورفضت هذا الأمر، وقبلت «ستار أكاديمي»; لأنه يحقق شغفي.
* كيف يمكن أن تستفيدي من التقليد؟
- كممثلة طبعاً، لأنني كممثلة بحاجة إلى ذاكرة تحتفظ بالتفاصيل; لأتمكن من تقديم أي شخصية أراها في الواقع، وهذا هو التقليد أن أصدق الشخصية التي أراها، وأن آخذ من أي شخصية في الأسواق، أو اللقاءات مع أي شخص تستهويني تفاصيله، فأركز فيها وأحفظها، ثم أخرجها في أي شخصية أقلدها.
* من الشخصية التي جربت تقليدها.. وفشلت؟
- لا أتذكر أنني حاولت تقليد شخصية وفشلت; فكل ما قدمته نجحت فيه، وهناك شخصيات صورتها، لكن لم أعرضها بعد، وسأعرضها في الوقت المناسب.
* مَنْ الفنانة المصرية التي تريدين تقليدها؟
- التقليد الذي أقوم به هو لشخصيات أحبها، ومعجبة بها. وأنا أرغب في تقليد شيرين، لكنني لم أتقنها بعد.
* قلدت فيروز.. هل مقدرتك على تقليد فنانين مصريين بالسهولة ذاتها مع غيرهم؟
- نعم; لأن لديَّ القدرة على التقاط اللهجات بسهولة; فأتكلم لبناني وسوري وأفرق بين اللهجتين، أيضاً أتكلم تونسي وعراقي.
* ما جديدك اليوم؟
- أحضر للعودة إلى الغناء وهو سبب دخولي الوسط، لكن بسبب التمثيل ابتعدت عنه، والناس لا يعلمون أن التمثيل مرهق جداً، ويأخذ وقتاً كبيراً، وطبيعة عمل الممثل تختلف عن المطرب. التمثيل عطلني عن الغناء; فأخذ من وقتي ومجهودي; لذلك أركز اليوم على الغناء، وبالفعل اشتريت 3 أغنيات وانتهينا منها، ويبقى فقط أن أضع صوتي عليها.
* اليوم.. ماذا عن مشاعرك؟
- لست محبطة، ولديَّ حماس، لذا قررت العمل باجتهاد، وانتظار الفرص التي أتمناها.