لا يتوقف هوس البشر بالبحث عن فرص للحياة والعيش في كواكب المجموعة الشمسية، ويبدو أن نظرية الحياة بعيداً عن كوكب الأرض صارت متاحة أقرب نظرياً، خاصة في ظل تسابق وكالات الفضاء العالمية لفحص مكونات هذه الكواكب، وإرسال فرق بحثية تجمع المعلومات عنها بانتظام.

ووفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية، تنطلق اليوم الأربعاء من مقاطعة غويانا الفرنسية الواقعة في أميركا الجنوبية، أول مهمة فضائية تهدف إلى استكشاف الأقمار الجليدية، التي تدور حول كوكب المشتري، في مهمة تستمر ثماني سنوات، وتبلغ تكلفتها 1.4 مليار دولار. ويحمل المسبار اسم "مستكشف الأقمار الجليدية للمشتري"، ويسعى لكشف ميزة غير معروفة في نظامنا الشمسي.

ويعتقد العلماء المكلفون بالمهمة بوجود ماء أكثر مما هو موجود على سطح الأرض، ما يجعل كوكب المشتري صالحاً للعيش في حال تحقق ذلك. 

يقول العالم أوليفر ويتسي إن أي مكان ليكون صالحاً للحياة، عليه أن يحتوي طاقة داخلية وماءً سائلاً، ويضيف: "كل الدراسات التي قمنا بها في السنوات الأخيرة، تجعلنا نعتقد أن الأقمار الجليدية حول كوكب المشتري تجعلنا شبه متيقنين بوجود كمية وافرة من الماء هناك".

وكان كوكبا الزهرة والمريخ هدفاً قائماً لسنوات طويلة من قبل علماء الفضاء، بل وصل الأمر إلى اكتشاف كميات وافرة جداً من الماء على سطح الكوكبين، لكن أمنيات غزو هذين الكوكبين تبخرت، بعد أن تيقن العلماء أن درجة الحرارة على سطح كوكب الزهرة مثلاً تبلغ 475 درجة مئوية، تكفي لإذابة الرصاص، ما يعني استحالة العيش الآدمي هناك، فيما فقد كوكب المريخ غلافه الجوي، ما يعني أن مياهه السطحية لا يمكن السيطرة على مخزونها، ولم تنجح محاولات معرفة كمية المياه الموجودة تحت سطحه حتى الآن.

على صعيد متصل، كشفت دراسة أميركية أن أبرز أقمار كوكب المشتري، وهي: غانيميد، كاليستو وأوروبا، يغطي محيطاتها الجليد، وهي بارقة أمل كبرى لإمكانية نجاح استيطان الحياة فوق كوكب المشتري.