يحتار الأطفال الصغار بين رغبتهم في تقليد آبائهم بصيام شهر رمضان، وبين شعورهم بالعطش والجوع، خاصة في مثل هذه الأيام التي تبلغ في ساعات صيام اليوم الواحد 14 ساعة، يقضون معظمها في المدرسة، أو في اللعب بالحدائق والساحات.

ويمكن تدريب الطفل، الذي يرغب بالصيام، من خلال تهيئته نفسياً وعقلياً لفكرة الصيام، والمغزى منه، حتى يستوعب الطفل فكرة الصيام، لذا من المهم البدء مع الطفل بطريقة التدرج بالصيام بحسب عمره، فيمكن أن نطلب منه الصيام إذا كان صغيراً حتى أذان الظهر، ثم زيادة ساعات الصيام تدريجياً حتى يتعود خطوة بخطوة على صيام الشهر بأكمله مثل الكبار.

ويحتاج الأطفال الصغار إلى السوائل لصحة الجسم ونمو الدماغ، حيث يؤثر انخفاض الطاقة في الطفل، ويدفعه للغضب والعصبية والتوتر، لهذا السبب يمكن تقديم العصائر الطبيعية والشوربات وطبعاً الماء، والطلب منه أن يتناولها خلال فترة الإفطار الخاصة بمرحلته العمرية.

من المهم جداً، أن يحظى الطفل الصائم بالتشجيع على ما فعله، ولأنه غالباً سيكون جائعاً، على الأم أن تهتم بوجود أطعمة غنية متنوعة على مائدة الإفطار، ومنها الألياف، مثل: حبوب القمح، البقوليات، الخضروات، إضافة إلى البروتين، مثل: اللحوم الخالية من الدهون، المكسرات، ومنتجات الألبان.

إدراك الطفل لمفهوم الصيام يعني أنه سيفهم أن تناول السكريات سيزيد الرغبة لديهم في تناول المزيد منها، كما أن السكريات تزيد من العطش أثناء النهار، ولهذا السبب يفضل تجاهلها أو التقليل منها إلى الحد الأدنى.

وللحصول على الطاقة، يمكن الطلب من الطفل ممارسة الرياضة ليلاً، وإخباره بضرورة شرب الماء والسوائل بكثرة أثناء ممارسة لعبته المفضلة.

وعلى الأمهات الانتباه لضرورة عدم إجبار الأطفال على تناول كميات كبيرة من الطعام، بحجة أنهم صائمون منذ ساعات طويلة، فزيادة حجم الوجبات قد يسبب للطفل عسر هضم، ويفضل تقسيم وجبة الإفطار المخصصة للطفل إلى أقسام عدة صغيرة، يمكن أن يتناولها خلال فترة الإفطار.