يمكن لمشاعر الخوف والقلق أن تنهكنا، وتحدَّ من قدرتنا على عيش حياة مرضية. ومع ذلك، من خلال قوة اللاوعي لدينا، نستطيع التغلب على هذه المشاعر السلبية، وتحقيق شعور بالسلام والهدوء.
تمت دراسة الخوف والقلق على نطاق واسع في علم النفس وعلم الأعصاب، وألقت هذه المجالات الضوء على الآليات الأساسية لهذه المشاعر، وقدمت أيضاً رؤى حول كيفية التغلب على الخوف والقلق.
ما الخوف والقلق؟
الخوف والقلق عاطفتان متميزتان، غالباً تعتريان الناس في مواقف مختلفة.
الخوف هو استجابة لمحفز أو موقف معين ينظر إليه على أنه خطير، ويمكن أن يكون مفيداً في مواقف معينة، في حين أن القلق هو شعور أكثر عمومية بعدم الارتياح، والقلق المزمن يؤثر في حياتنا اليومية، ما يصعب علينا التركيز والنوم والعمل بشكل طبيعي.
في ما يلي 5 حيل للتغلب على مشاعر الخوف والقلق:
1 . تحدي الأفكار السلبية:
يمكن أن تؤدي الأفكار السلبية إلى الخوف والقلق. ومن المهم تحدي هذه الأفكار من خلال سؤال نفسك عما إذا كانت هذه المشاعر تستند إلى الواقع، أم أنها مجرد افتراضات. على سبيل المثال: إذا كان لديك خوف من الطيران في طائرة، فقد تخبرين نفسكِ بأن الطيران أمر خطير، وأنكِ لن تصلي أبداً إلى وجهتكِ، ومع ذلك فإن هذا لا يعتمد على الواقع، فالطيران هو أحد أكثر أشكال السفر أماناً.
2 . التدرب على التنفس العميق:
يمكن أن يساعد التنفس العميق في تهدئة الجسم وتقليل القلق، ومن المهم التنفس ببطء وعمق، وحبس التنفس لبضع ثوانٍ، ثم الزفير ببطء. تساعد هذه التقنية على تنشيط استجابة الاسترخاء في الجسم، ما يقلل التوتر والقلق، كما ينشط التنفس العميق نظامنا العصبي السمبثاوي، الذي له تأثير معاكس للجهاز العصبي الودي، وهو النظام المسؤول عن تنشيط استجابتنا للإجهاد.
3 . استخدام التأكيدات الإيجابية:
تساعد التأكيدات الإيجابية في تغيير أنماط التفكير السلبية، ويمكن استخدامها لتحدي المعتقدات السلبية، واستبدالها بمعتقدات إيجابية. على سبيل المثال: إذا كان لديكِ خوف من التحدث أمام الجمهور، فيمكنكِ استخدام تأكيدات إيجابية، مثل: "أنا واثقة وقادرة"، و"أنا مستعدة جيداً، ومستعدة لتقديم عرض رائع".
4 . تصور النجاح:
التصور هو تقنية قوية، يمكن أن تساعد على تقليل الخوف والقلق، تصوري أمراً إيجابياً، وتخيلي نفسكِ أنك نجحت في إتمام مهمة أو التغلب على الخوف. على سبيل المثال: إذا كان لديك خوف من المرتفعات، فيمكنكِ تصور نفسك تتسلقين جبلاً، أو تقفين على قمة مبنى طويل، وتشعرين بالهدوء والثقة.
5 . التدرب على الامتنان:
يساعد الامتنان على تحويل تركيزكِ من الأفكار والعواطف السلبية إلى الأفكار الإيجابية، ومن المهم أن تأخذي بعض الوقت كل يوم للتفكير في الأشياء التي تشعرين بالامتنان لها، سواء كان صديقاً داعماً، أو أحد أفراد العائلة، أو غروب الشمس الجميل، أو كتاباً جيداً.
فهم قوة عقلنا اللاواعي:
عقلنا اللاواعي هو أداة قوية يمكن أن تساعدنا على التغلب على هذه المشاعر، ويعمل العقل اللاواعي خارج وعينا، ومعالجة المعلومات والمحفزات التي لسنا على دراية بها بوعي، فقد أظهرت الأبحاث أن العقل اللاواعي يمكن أن يؤثر في أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا، حتى عندما لا نكون على دراية بها.
واحدة من أكثر الطرق فاعلية للوصول إلى قوة عقلنا اللاواعي، هي من خلال التأمل الذهني الذي يتضمن الانتباه إلى اللحظة الحالية، دون الحكم أو الإلهاء، ولقد ثبت أنه يقلل القلق والإجهاد والاكتئاب، بالإضافة إلى تحسين الوظيفة المعرفية، والتنظيم العاطفي.