شارك نجم كرة القدم الإماراتية المعتزل، علي ثاني، في كسوة الكعبة الشريفة لموسم الحج 1445 هجرية.
وقال النجم المونديالي، الذي شارك رفقة منتخب الإمارات في بطولة كأس العالم 1990 في إيطاليا، وسجل هدفاً ضد منتخب يوغسلافيا، إنه يتشرف بالمشاركة في حياكة جزء من ستار كسوة الكعبة الشريفة.
ودرجت العادة، في السنوات الأخيرة، على أن يقوم بعض الأشخاص الذين لهم وزن اعتباري بالمشاركة في كسوة الكعبة المشرفة.
أما كسوة الكعبة، فهي قطعة من الحرير الأسود المنقوشة عليه آيات من القرآن بماء الذهب، وتكسى بها الكعبة، ويتم تغييرها مرة في السنة، وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة، وبرع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، حيث إنه يعتبر شرفاً عظيماَ في العالم الإسلامي.
والحكمة من كسوة الكعبة أنها تعتبر من الشعائر الإسلامية، وهي اتباع لما قام به النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، فقد ثبت أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري، كسا الرسول في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية، وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.
وذلك أنه عند فتح مكة، أبقى النبي صلى الله عليه وسلم كسوة الكعبة القديمة، التي كُسيت بها قبل الفتح، ولم يستبدلها، حتى احترقت الكسوة على يد امرأة تريد تبخيرها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده: أبو بكر وعمر بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان بكسوتين إحداهما فوق الأخرى، فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام. أما عن علي فلم ترد روايات أو إشارات مؤرخين إلى أنه كسا الكعبة، نظراً لانشغاله بالفتن التي حدثت في عهده، ثم واصل من بعدهم ملوك الإسلام والسلاطين في شتى العصور تعهدهم الكعبة بكسائها.
وفي الإسلام، إن كسوة الكعبة "مستحبة" على الأقل، لأن ذلك من تعظيم بيت الله الحرام، حيث ورد في القرآن: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"، وكانت الكعبة معظمة في شرائع الأنبياء السابقين، وجاء الإسلام والكعبة تُكسى، واستمر الأمر على ذلك إلى يومنا هذا.
وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام، وذلك أثناء فريضة الحج، وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة، واستبدالها بالثوب الجديد، استعداداً لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة، حيث يقوم المشاركون في عملية استبدالها عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربع على التوالي فوق الثوب القديم. وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد، نظراً لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.
ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانباً مع الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 متراً)، و6 قطع تحت الحزام، وقطعة مكتوبة عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين ثوب الكعبة وسنة الصنع، ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوبة عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.
وتغسل الكعبة مرتين في السنة: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.