فاطمة خصيف: الكاراتيه تزيل الطاقة السلبية
خاضت لاعبة الكاراتيه، فاطمة خصيف، غمار التحدي في «بريمييرليغ» الدوري العالمي مؤخراً، الذي يعتبر البوابة الكبرى لزيادة مستوى التصنيف العالمي، ورفع معدل النقاط في سباق المشاركة بالبطولات الكبرى، فعلى الرغم من صغر سنها، فإنها تضع نصب عينيها، ومنذ طفولتها، حلماً واحداً، لم تتخلَّ عنه، وهي في طريقها إلى تحقيقه يوماً تلو آخر، وهو رفع علم الإمارات في الأولمبياد. وقد واجهت الصعوبات، وخاضت التحديات بمنتهى الثقة؛ حتى استطاعت أن تتغلب عليها؛ لتصنف في المركز السابع عالمياً تحت 21 عاماً، وتحصد الميداليات والجوائز، فالمستقبل بالنسبة لها خطى مدروسة، لا تقبل الهزيمة، ولا يوجد لليأس مكان في قاموس حياتها.. التقت «زهرة الخليج» لاعبة الكاراتيه الإماراتية؛ للتعرف إلى بطولاتها في عالم الكاراتيه، وما ترنو إليه مستقبلاً؛ فكان الحوار التالي:
• ما الدوافع الأساسية، التي قادتك إلى اختيار لعبة الكاراتيه تحديداً؟
- والدتي هي التي شجعتني على الالتحاق بلعبة الكاراتيه؛ كونها من ألعاب الدفاع عن النفس، وتساعد من يمارسها على المحافظة على لياقته البدنية، كما أنها تحسن الصحة النفسية، وتزيل الطاقة السلبية.
• كيف كانت بدايتك في عالم الكاراتيه؟
- بدايتي كانت منذ أن كنت بالمرحلة الدراسية، وكنت أذهب إلى النادي لأتدرب بعد اليوم الدراسي، ثم بدأت المشاركة في بطولات محلية، بعدها التحقت بمنتخب الكاراتيه، وبعد ذلك بدأت أحصل على بطولات عالمية.
• ماذا أضافت هذه اللعبة إلى شخصيتك؟
- تعلمت الكثير من المهارات، منذ أن بدأت ممارسة رياضة الكاراتيه، ومن أهم المهارات التي تغيرت شخصيتي: الاعتماد على النفس، والانضباط في المواعيد، والثقة بالنفس أيضاً.
• ما أصعب التحديات التي واجهتكِ عندما قررت احتراف الألعاب القتالية؟
- كل إنسان في الحياة يواجه التحديات وليس الرياضيون فقط. بالنسبة لي كنت أواجه صعوبة في التوفيق بين دراستي في كلية التقنية، وبين التدريبات، ورغم هذا فقد وجدت الكثير من الدعم والتشجيع من نادي الشارقة للمرأة، وانتقلت للدراسة في جامعة الشارقة، وأدين بالفضل لحرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كما أشكر مدربتي هالة بودي على كل ما قدمت لي من مساعدة.
تأهل مستحق
• كيف ترين تأهلك لتمثيل كاراتيه الإمارات في «بريمييرليغ العالم»؟
- أعتبر هذا الحدث تكليفاً وليس تشريفاً، وقد شعرت بالفخر والسعادة لأنني أمثل دولتي الغالية، خاصة أنني قد وصلت إلى أعلى 100 على مستوى العالم، حيث إنني واجهت الكثير من الصعوبات حتى حققت هذا الإنجاز، ووصلت إلى هذه المرحلة، ورغم أنني تعادلت في أول مباراتين، وخسرت الثالثة، فإن مشاركتي في هذه البطولة كانت السبب في أن أستعد لبطولات عالمية، مثل: البطولات الآسيوية، وبطولة العالم التي ستقام في نهاية عام 2023، لأن مقابلة لاعبات من مختلف دول العالم، جعلتني أحرص على تكثيف التدريبات، وأكسبتني الكثير من مهارات تطوير الأداء.
• هل هناك رياضات ذكورية، لا تناسب الفتاة؟
- الرياضة تساعد على اللياقة البدنية، ونقاء الذهن والتفكير الجيد بشكل إيجابي طوال الوقت، ولا فرق في هذا بين رياضة الكاراتيه أو غيرها، المهم هو أن يكون لدى المرأة شغف باللعبة التي تمارسها حتى تستطيع أن تبدع فيها وتتميز، بل وتنافس الذكور، وتتفوق عليهم في بعض الأحيان.
• ما المهارات التي يجب أن تتوافر في لاعبة الكاراتيه؟
- ينبغي أن تتحلى لاعبة الكاراتيه بالروح الرياضية والصبر، والمثابرة، والانضباط والحفاظ على مواعيد التدريب باستمرار، وأن تكون لديها ثقة بنفسها وقدراتها، وهذه الصفات أعتقد أنها لابد أن تتوفر في جميع الألعاب الرياضية، وليس الكاراتيه فقط.
• كيف توفقين بين التدريبات وبين حياتك الدراسية!
- منذ أن كنت في المرحلتين: «الإعدادية»، و«الثانوية»، وجدت من إدارة المدرسة الكثير من الدعم والتشجيع والتعاون؛ كي أوفق بين دراستي وأوقات التدريبات، لكنني بدأت في مواجهة الصعوبات عندما التحقت بكلية التقنية، إلى أن وجدت الحل، وانتقلت إلى جامعة الشارقة.
• ما البطولة التي تتمنين المشاركة فيها بالمستقبل القريب، ولماذا؟
- الأولمبياد هي البطولة التي أتمنى المشاركة فيها قريباً، وأتمنى أن أرفع اسم بلادي بها، وفي مرحلة التتويج أرفع علم دولة الإمارات عالياً خفاقاً، وهذا حلمي منذ أن التحقت بلعبة الكاراتيه.
تصنيف عالمي
• ماذا يعني لك تصنيفك في المركز السابع عالمياً تحت 21 عاماً؟
- أعتبر أن ما وصلت إليه إنجاز عظيم في لعبة الكاراتيه، ورغم الصعوبات التي واجهتني، فانني استطعت أن أحققه، ولن أنسى مساعدة المدربين وحيد وناصر، ودعم صديقتي حوراء العجمي، وكابتن الفريق أحمد سالم، الذين لولاهم لما استمررت في هذه الرياضة الشاقة.
• إذا لم تكوني لاعبة كاراتيه، فما الرياضة الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
- كنت أمارس السباحة قبل الكاراتيه، ولولا انشغالي بالكاراتيه كنت سأكمل ممارسة السباحة، التي أعشقها وتعتبر رياضتي المفضلة، وكنت سأصبح سباحة عالمية.
• كيف تنظرين إلى مستقبل المرأة الإماراتية في رياضة الكاراتيه؟
- وصلت المرأة الإماراتية إلى أعلى المناصب في جميع المجالات، ومنها المجال الرياضي، فأصبحت تنافس وأثبتت جدارتها حتى وصلت إلى العالمية، وكل هذا ليس بغريب عليها، بعد كل الدعم الذي حصلت عليه من القيادة الرشيدة.
• ما خططك المستقبلية على الصعيدين الشخصي والرياضي؟
- أخطط في المستقبل لإكمال دراستي العلمية، وأصبح طبيبة أشعة، وأحصل على ميداليات عالمية، وأحافظ على المستوى الذي وصلت إليه، وأطور من نفسي؛ حتى أصل إلى أعلى المراتب علمياً ومهنياً ورياضياً.