يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، في ما بينهم، أسئلة تتعلق بمدى قدرة الهواتف الذكية، التي يقضون في تصفحها ساعات طويلة على التنصت عليهم، وقدرتها على سماع ما يقولونه.
ويعتمد هؤلاء على حوادث متكررة حدثت معهم، في ما يخص الإعلانات التجارية، التي تظهر أمامهم فور الحديث عبر الهاتف عن احتياجاتهم، وما يبحثون عنه، وهو الأمر الذي دفعهم للاعتقاد بأن بعض تطبيقات الهواتف تحلل الكلمات التي تسمعها، وتستفيد منها في توجيه الإعلانات إلى صفحات المستخدم.
واللافت أن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تتبعت تقريراً نشرته إحدى شركات أمن المعلومات المتخصصة في بريطانيا، قامت بإجراء العديد من التجارب حول دقة الموضوع، لتعلن الشركة عن قدرة بعض التطبيقات على سماع المتحدثين على الهواتف وتوجيه الإعلانات المناسبة لهم بحسب حديثهم، وأشار التقرير إلى أن الهاتف النقال يقوم بالفعل بالتجسس على صاحبه، ومن ثم يتم استخدام ذلك في الإعلانات التجارية، التي يتم إظهارها للشخص بناء على اهتماماته.
وتحدد شركة "NORDVPN" البريطانية المدة الزمنية بين الحديث عن منتج ما عبر الهاتف، وظهور إعلان يروج هذا النوع من المنتجات عبر صفحات المتحدث على مواقع التواصل، بأنها أقل من 10 دقائق!
ويقع المتحدث ضحية "التطفل الصوتي"، نظراً لأن الهواتف الذكية الحديثة تربط أرقام الهاتف، والإيميل والمنصات الاجتماعية معاً في حزمة معلوماتية واحدة.
وبحسب دراسة بحثية أجرتها الشركة البريطانية على 10 آلاف شخص، خلصت إلى أن 45% منهم أكدوا مشاهدتهم إعلانات عن منتج أو خدمة لم يبحثوا عنها، لكنهم تحدثوا عنها مؤخراً، أو شاهدوها على التلفزيون.
وتحدث ظاهرة "التطفل الصوتي" بفضل التطبيقات التي تستمع إلى ضوضاء الخلفية، والمحادثات الخاصة المحتملة أيضاً، كما يمكن أن يكون ميكروفون الهاتف عاملاً رئيسياً في رصد ما يتحدث به الشخص أو ما يبحث عنه. وتلتقط الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية الكلمات من خلال الميكروفونات، وتستخدم البيانات لتظهر الإعلانات المتعلقة بما يتحدث به الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال تصفح الإنترنت، وهذا ما يفسر على ما يبدو طلب العديد من التطبيقات إذن المستخدم للوصول إلى الميكروفون.