يترقب الناس شهر رمضان الفضيل، الذي تغير أجواؤه وطقوسه العادات اليومية، مثل: الصحو والنوم ومواعيد تناول الطعام والذهاب والعودة إلى العمل، ويحاولون استثماره في تغيير عاداتهم اليومية وتحويل أيام الشهر الفضيل إلى أوقات لتحسين حالتهم النفسية، لما يتضمنه رمضان من روحانية إيمانية عالية.
ولا يمكن أن يغير حلول شهر رمضان بعض العادات التي ترافق الناس طوال الشهور الأخرى من العام، إن لم ينبع قرار التغيير من داخل الشخص نفسه، وأهم العادات التي يسعى الناس لتغييرها بهدف تحسين حالتهم النفسية، السيطرة على الغضب والتخلص من التوتر وإيقاف التدخين، بهدف الحفاظ على صحة الجسم والروح.
وأشارت المجلة الدولية لأبحاث الطب إلى أن الصيام يحسن الحالة النفسية ويهذب النفس، من خلال تعويد الشخص الصائم على الالتزام بالعادات الحسنة لشهر كامل، حيث يستطيع الاستمرار في نفس الطريق إذا نبع الأمر لديه من قناعة داخلية.
ويؤدي الانقطاع عن تناول الطعام والشراب إلى تحسين مستويات الإدراك والتفكير لدى الصائمين، ويساعدهم الوقت الذي يحصلون عليه بانتظار ساعة الإفطار، على ترتيب أولوياتهم اليومية بما ينعكس إيجاباً على علاقاتهم الأسرية والاجتماعية.
ومعروف بين الصائمين أن الشهر الفضيل له تأثيرات إيجابية تتعلق بالحالة المزاجية والنفسية، حيث يسري لديهم دائماً شعور بأن شهر رمضان قادم لإحداث التغيير الإيجابي في حياتهم.
ولشهر رمضان دوافع قوية ومؤثرة جداً في توجيه سلوك الإنسان بحيث تصعب مقاومتها، فقد يعتقد البعض في النظرة السطحية للأمور أن هذا الحرمان سيصبح عبئاً على الفرد، ويغير سلوكه بشكل سلبي، ولكن ما يحدث فعلياً هو العكس تماماً، وهذا ما أثبتته دراسة بحثية أجراها المكتب الوطني للأبحاث في الولايات المتحدة الأميركية، حول الممارسات الدينية للشعوب، حيث وجدت الدراسة علاقة فريدة بين صيام رمضان ومستوى الشعور بالسعادة والرضا عند المسلمين، ووجدت أن الصائمين يشعرون بالسعادة والراحة النفسية خلال صوم شهر رمضان المبارك. ويعود ذلك إلى عوامل عدة تحدث خلال هذا الشهر بكل ما يحمله من شعائر دينية وصفاء روحي، إضافة إلى ما يطبع به العلاقات الاجتماعية والإنسانية.