هلال رمضان، هو هلال أول ليلة من ليالي شهر رمضان الفضيل، ويعد موعداً لدخول شهر رمضان وبداية الصيام، والهلال هو: القمر عند تناقص حجمه، أول الشهور القمرية وآخرها. ورؤية هلال شهر رمضان تكون بعد انتهاء آخر اليوم التاسع والعشرين من أيام شهر شعبان، حيث ينتهي اليوم بغروب الشمس، وإذا رؤي هلال شهر رمضان في أول الليلة، فهي أول ليلة من ليالي شهر رمضان، وبذلك يدخل الشهر ويجب صوم شهر رمضان.
ودخول أي شهر من أشهر السنة الهلالية يستلزم انقضاء الشهر الذي قبله، ويمكن معرفة دخول الشهر بحساب منازل القمر، في علم الفلك، لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع الإسلامي لا يعتمدان على حساب المنازل، حيث لم يطلب في نصوص الشرع الرجوع لذلك، بل باتباع قواعد الشرع، وهي: رؤية هلال شهر رمضان، أو استكمال عدة الشهر ثلاثين يوماً عند عدم الرؤية للهلال.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرُؤيتِهِ، وأفطِروا لرؤيتِهِ، وانسُكوا لها، فإن غُمَّ عليكُم، فأكمِلوا ثلاثينَ، فإن شَهِد شاهدانِ؛ فصوموا وأفطِروا". وهذا يعني أن رؤية الهلال من شاهدين عدلين تثبته، وهذا القول منقول أيضاً عن ابن شهاب الزهري، وكذلك مالك والليث والأوزاعي، وقد أخذ بهذا الرأي المالكية في حالَي الصحو والغيم، وفي البلد الكبير والصغير، فيثبت الصيام والفطر ودخول شهر ذي الحجة برؤية عدلين.
وفي أيامنا الحالية، ومع تقدم العلم وطرق الرصد، تتم العودة في كثير من الأحيان إلى الدراسات والأرصاد الفلكية الدقيقة لتحري الهلال، وتحديد أول أيام شهر رمضان الفضيل، ويوم عيد الفطر.
وعلى الرغم من أن الحسابات الفلكية تتوافق مع الرؤية الشرعية في كثير من الأحيان، فإن الكلمة النهائية والرسمية لبدء شهر الصيام 1444 هجرياً، أو الشهور الهجرية يكون وفقاً لما تعلنه دور الإفتاء والسلطات الرسمية في العالمين العربي والإسلامي، بناءً على ما تسفر عنه الرؤية الشرعية.
فلكياً.. أعلن مركز الفلك الدولي موعد أول أيام شهر رمضان المبارك، وأن دولاً ستتحرى الهلال يوم الثلاثاء المقبل، وأخرى الأربعاء. وبحسب المركز، فإن بعض الدول بدأ شهر شعبان فيها يوم الثلاثاء 21 فبراير الماضي، وأن تلك الدول ستتحرى هلال شهر رمضان المبارك يوم غدٍ الثلاثاء 21 مارس الحالي، ومنها: الإمارات، والسعودية، وقطر، ومصر.
أما الدول التي بدأ شهر شعبان فيها يوم الأربعاء 22 فبراير، ومنها: إندونيسيا وماليزيا وبروناي والهند وبنغلاديش وباكستان وإيران وعُمان والأردن والجزائر والمغرب وموريتانيا، فستتحرى هلال رمضان يوم الأربعاء 22 مارس، الموافق 29 من شهر شعبان.
وبحسب مركز الفلك الدولي، فإن الدول التي تتحرى الهلال يوم الثلاثاء 21 مارس، فإن رؤيته في ذلك اليوم مستحيلة لغروب القمر قبل الشمس ولحدوث الاقتران بعد غروب الشمس، وبالتالي ستكمل هذه الدول عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً، ليكون يوم الخميس 23 مارس غرة شهر رمضان فيها.
وفي ما يتعلق بالدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء 22 مارس، فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التليسكوب من شرق العالم، في حين أنها ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من وسط آسيا وشرق أوروبا وجنوب القارة الأفريقية، وهي ممكنة بالعين المجردة بسهولة نسبياً من غرب آسيا، ومعظم أفريقيا، وغرب أوروبا والأميركتين. وتوقع مركز الفلك الدولي إعلان غالبية هذه الدول رؤية الهلال يومئذ، ليكون يوم الخميس 23 مارس غرة شهر رمضان فيها أيضاً.
وبالنسبة لوضع الهلال يوم الأربعاء 22 مارس في بعض المدن العربية والإسلامية، فإن الحسابات السطحية للهلال وقت غروب الشمس كما يلي:
- أبوظبي: يغيب القمر بعد 50 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و11 دقيقة.
- الرياض: يغيب القمر بعد 51 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و35 دقيقة.
- عمّان والقدس: يغيب القمر بعد 55 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 21 ساعة و11 دقيقة.
- القاهرة: يغيب القمر بعد 55 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 21 ساعة و21 دقيقة.
- الرباط: يغيب القمر بعد 64 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 23 ساعة و34 دقيقة.
وقال مركز الفلك الدولي إن الرؤية في أبوظبي والرياض وعمّان والقدس والقاهرة والرباط ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي. وتبين الخارطة المرفقة مدى إمكانية رؤية هلال شهر رمضان يوم الأربعاء 22 مارس من جميع مناطق العالم، حيث تكون:
- رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر لغروب القمر قبل الشمس أو/و لحدوث الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
- رؤية الهلال غير ممكنة بالتليسكوب أو بالعين المجردة من المناطق غير الملونة.
- رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التليسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
- رؤية الهلال ممكنة باستخدام التليسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
- رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.