تلتزم مجموعة Prada المسؤولية الاجتماعية، بما يتماشى مع خطة الأمم المتحدة 2030، وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وأطلقت برنامج «Sea Beyond»، بالتعاون مع اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لـ«اليونسكو» (IOC)، وهو برنامج تعليمي لزيادة الوعي بالاستدامة، والحفاظ على المحيطات، ويتم دعمه بنسبة مئوية من عائدات مبيعات مجموعة «Prada Re-Nylon». ومؤخراً، أقيم في مدينة البندقية أول درس في الهواء الطلق مخصص لرياض الأطفال في البحيرة، شاركت فيه «زهرة الخليج»، والتقت على هامشه لورينزو بيرتيلي Lorenzo Bertelli، رئيس المسؤولية الاجتماعية للشركات لمجموعة برادا؛ لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا البرنامج التعليمي الهادف:
• هذا التعاون مع «اليونسكو»، ماذا يعني لمجموعة «برادا»؟
- بالنسبة لنا، تعتبر «اليونسكو» شريكاً مهماً للغاية؛ لأننا نعتقد أنه إذا كنت ترغب في معالجة موضوعات استدامة المحيطات وما إلى ذلك، فتحتاج إلى معالجتها من خلال ظهور مدروس في السوق؛ للتأكد من أنك لا تخطئ، وتستثمر أموالك بطريقة موثوقة. لذا، إن «اليونسكو» هي الشريك المثالي، لأن لديها مثل هذه الخبرة الكبيرة. إنها تنتشر على مستوى العالم، ولديها أشخاص على الأرض في جميع أنحاء العالم، وهذا هو الأهم. ولأن مشروعنا حول التعليم، كان علينا إيجاد شركاء قادرين على تنفيذ تلك الأهداف على مستوى العالم، وكانت «اليونسكو» الخيار الوحيد الممكن، ونحن سعداء جداً بالتعاون معها. وأيضاً لأنه، كما قلت، سيُظهر ذلك الفرص المتاحة إذا عمل القطاعان الخاص والعام معاً. والجدير ذكره، أن برنامج «Sea Beyond» درب - منذ بدايته في عام 2019 - أكثر من 600 طالب من المدارس الثانوية الدولية. وفي يناير 2021، تم ربطها رسمياً بعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة. وتتألف النسخة الثانية من البرنامج من ثلاث مبادرات رئيسية، منها: «روضة لاغون» وهي برنامج دروس في الهواء الطلق لأطفال ما قبل المدرسة التي قمنا بها في البندقية، ودورة تدريبية مصممة خصيصاً لموظفي «Prada Group»، الذين يزيد عددهم على 13000 موظف، كجزء من هذا البرنامج.
• هل يعني هذا أنكم، في المستقبل القريب، ستأخذون هذه المشاريع والمبادرات خارج إيطاليا؟
- هي موجودة بالفعل خارج إيطاليا. ففي الواقع، منذ عام 2019، تم تنفيذ مبادرات المشروع في كثير من البلدان في العالم بالفعل، وهذه هي المرة الثانية في إيطاليا. بدأ مشروع Prada Sea Beyond Educational Program مع طلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء العالم، والآن بدأنا أيضاً بأطفال الروضات.
• العديد من علامات الأزياء الفاخرة تتبنى خيارات الاستدامة، لكن ما الذي دفع مجموعة برادا إلى القيام بمشروع لإنقاذ الكوكب؟
- بالنسبة لنا، النايلون هو أحد الخطوط الأساسية لعلامتنا التجارية والمواد المميزة لدينا، صحيح أنه جلد «سافيانو»، لكن النايلون هو إحدى أهم المواد. وبالتالي، فإن القدرة على تحويل 100% من إنتاج النايلون إلى النايلون، المعاد تدويره قبل عامين كانت - في المقام الأول - إنجازاً صناعياً كبيراً. ولإثبات أنه يمكننا فعل الكثير في ما يتعلق بالمواد، ومن ثم حقيقة أننا نستخدم مشروع التمويل والتعليم هذا لجعل جيل المستقبل أكثر وعياً بالاستدامة، ولديه سلوك أفضل في حياته، وكذلك في مشاركتهم هذه القيم مع أصدقائهم، وأولياء أمورهم، وعائلاتهم، هو أهم شيء. لذلك، نعتقد أن مشروع Prada Sea Beyond Educational Program هو على المدى الطويل، لأنه - في بعض الأحيان - لدينا مشاريع قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وهذا بالتأكيد مشروع طويل الأجل سيؤتي ثماره في العشرين إلى الثلاثين عاماً القادمة، عندما يكون هؤلاء الأطفال رواد أعمال أو مديرين تنفيذيين لشركات أو سياسيين.
• هل تقع المجوهرات الراقية المستدامة في المنظور نفسه؟
- نعم، والهدف؛ لأننا بدأنا المجوهرات الراقية من الصفر تقريباً، لذلك لم نكن في السوق بالفعل، نريد أن نفعل ذلك على طريقة «برادا»، فكنا أولى العلامات التجارية الكبرى في هذا القطاع لتحقيق الهدف، وكان طريقتنا لإظهار أن التزامنا بالبحث، والقيام بضمان الاستدامة، عملية مستمرة يجب ألا تتوقف أبداً، وأنت تعلمين أن الأمر ليس بهذه البساطة. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أننا نحاول جميعاً العمل بجد كل يوم، وتحسين تأثيرنا في الكوكب. ومن ثم آمل أن يفعل الجميع الشيء نفسه. وفي النهاية، أهم شيء هو مشاركة هذه الرسائل القيمة مع الشركات والمستهلكين الآخرين، والتأكد من أنهم يشتركون في القيم نفسها، ويقفزون على متن السفينة في هذه الرحلة.
• هل ارتبط المزيـد من العملاء والمستهلكـين بالعلامـة التجارية، بعد كل هذه المشاريع الكبيرة التي تقومون بها من أجل الكوكب؟
- أولاً نحن نقوم بذلك؛ لأننا نؤمن بأنه أمر صحيح، أكثر من رغبتنا في أن ينضم المزيد من العملاء إلى العلامة التجارية. لكن بالتأكيد، الجيل الجديد، وجيل الشباب، يهتمون حقاً باستدامة العلامة التجارية، لذا علينا القيام بدورنا، وعلى المستهلك أن يقوم بدوره.
• أنت متعدد الاهتمامات.. شغوف بسباقات الرالي، ورئيس الـ«CSR»، فماذا تعني لك المسؤولية الاجتماعية للشركات؟
- بالنسبة لي شخصياً تعني الاهتمام بما تعتقد أنه صواب، والاهتمام بمستقبلك، ومستقبل المجتمع. والمسؤولية الاجتماعية للشركات هي التأكد من أننا سنعيش في مجتمع أفضل للغد. لذلك، أعتقد أن هذا هو أهم شيء، وهذا هو أملي.
• هل من رسالة خاصة إلى منطقة الشرق الأوسط بهذا الشأن؟
- رسالتي الأولى هي أن الثقافة مناسبة للجميع، وليست مجرد أمور مملة، بل تساعدك في حياتك اليومية، وفي وظيفتك، وعلاقاتك، وفي كل شيء، ويتقاطع هذا مع هدف مجموعة برادا؛ لجعل الثقافة أكثر جاذبية للجيل الجديد.
• هل من تلميحات حول أي مشروع قادم قريباً؟
- سيكون لدينا، في غضون أسابيع قليلة، إعلان مهم، في ما يتعلق بمشروع «Sea Beyond»؛ لمواصلة مبادرات الاستدامة، ولا يمكنني أن أقول المزيد.