شهد عام 2019 نقلات مميزة بالوسط الفني السعودي، فتمكنت الممثلة، ميلا الزهراني، من تسجيل اسمها بالساحة الفنية، من خلال مشاركتها في عدد من الأعمال، ولفتت الأنظار إليها من خلال بطولة فيلمها الأول «المرشحة المثالية»، الذي تمكنت - من خلاله - من اقتحام العالمية، حيث شارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا السينمائي، بدورته الـ76، ونافس 14 فيلماً عالمياً في جائزة «الأسد الذهبي»؛ ليصبح أول مشاركة سعودية ضمن المسابقة الرسمية لهذا المهرجان.. «زهرة الخليج» التقت الزهراني، التي تحدثت عن شغفها بالفن، وكشفت عن أسرار نجاحها وتميزها، وجوانب كثيرة من حياتها الشخصية والعملية، في الحوار التالي:

• بدأت عارضة أزياء، فهل تراجع شغفك بالأزياء بعد دخولك التمثيل؟

- لم يكن ضمن خططي أن أكون عارضة، لكن لديَّ شغف بالأزياء، وما حدث أن خبيرة تجميل نشرت صوري على حسابها؛ ففسر البعض ذلك بأنني عارضة أزياء، وبحكم أنني كنت أقضي وقت فراغي بعد التخرج في تقديم نصائح عن الأزياء من خلال «إنستغرام»؛ حظيت بعدد جيد من المتابعين، واعتقد البعض أنني «موديل». لكن فعلياً لم أسعَ إلى هذا الشيء، وشغفي بالأزياء مستمر حتى بعد دخولي الفن، حيث أختار أزيائي بنفسي، وأضع مكياجي بنفسي، كما أحرص دائماً على متابعة الحسابات المختصة لعدد من المواهب بهذا المجال.

• هل تعتقدين أن اهتمام الفنانات بـ«السوشيال ميديا» يسلط الأضواء عليهنَّ أكثر؟ 

- شخصياً، أتابع «السوشيال ميديا»، وليس من خلال إدارة أعمالي، لكنني غير موجودة كثيراً، فأنا لا أصور يومياتي، واهتمامي الأكبر بـ«إنستغرام». من وجهة نظري، لا علاقة لنجاح الفنان وشهرته بوجوده على «السوشيال ميديا»، فالأهم ما يقدمه الفنان خلال أعماله.

صاحبة قرار

• هل تعتبرين نفسك صعدت خطوةً خطوةً في عالم الفن، أم لأنك ممثلة سعودية اشتهرت أسرع؟

- مازلت في بداية مشواري الفني، لكنني أحرص على أن أكون دقيقة في اختياراتي ومشاركاتي، وأعتقد أنه لايزال لديّ العديد من الخطوات بالفن. وفي الحقيقة، لم أسع إلى الشهرة، فالبحث عنها خطأ، وإذا اهتم كل فنان بعمله، فالشهرة هي التي ستبحث عنه.

• كيف دخلت عالم التمثيل؟

- كانت هناك فترة تنتقي فيها الشركاتُ الفتيات الأكثر متابعة على «السوشيال ميديا»، وتقدمت إلى إحدى الشركات، فطلبت مني تصوير مشهد من أربعة سطور فقط. وبالفعل، صورت المشهد من هاتفي وأرسلته. حينها شعرت بأن هذا مكاني، وكنت سعيدة جداً بهذه التجربة، وبدأت البحث في المجال، وتعمقت أكثر عن طريق دورات «الأونلاين». بعدها، عرضت عليَّ المشاركة في عملي الأول «بشر» في مشهد يتم تصويره بالقاهرة. وطلب مني للمشاركة في هذا المشهد أن أكون خلال ساعتين في المطار، والأجر 3 آلاف ريال فقط. ورغم كل هذا، وافقت وسافرت؛ فقد شعرت وقتها بأن هذا طريقي بالفعل، وأيضاً المرحلة التي دخلت فيها كانت بداية السينما، ما ساهم في إثبات نفسي، ثم توالت الأعمال بعد ذلك.

• هل تؤمنين بالحظ؟ وهل أنت إنسانة محظوظة؟ 

- ما أدركه أنني لو لم أوافق على أول مشاركة لي في «بشر» لما كنت ما أنا عليه الآن، فأنا صاحبة القرار في خوض التجربة؛ ولا أرى أنني محظوظة، بل مجتهدة، بناء على رغبة، ولو لم أتجرأ لخوض هذه التجربة؛ ما كنت نجحت.

• تخصصت في الحاسب ومن هواياتك الرسم، فما علاقة التمثيل بتخصصك وهوايتك؟ 

- (تضحك) بالفعل تخصصي لا علاقة له بمجالي، لكنني لست نادمة على دراستي الجامعية، فمن خلال التجارب التي خضتها؛ اكتشفت أنني لا أحب الروتين والوظيفة، وأنها ليست الحياة التي أريدها، كما أنها لا تناسب شخصيتي.

• اليوم، أصبح دخول الفن أسهل بكثير، وذلك بسبب ما تشهده السعودية من تطور فني تحديداً.. ماذا تقولين عن ذلك؟

- هذه حقيقة لا نستطيع أن ننكرها، وأيضاً وجود مواهب فنية شبابية ساهم في أن تكون الحركة الفنية بالسعودية مميزة، ولم تبخل أيٌّ من الجهات في دعم الشباب وإبرازهم، وهذا قلل خطوات كثيرة، كان يحتاج إليها دخول الساحة الفنية.

• «المرشحة المثالية» فيلم من بطولتك، وعُرض في مهرجان فينيسيا.. حدثينا عن هذه التجربة!

- الفيلم يتناول قصة طبيبة، بحثت عن حقوقها؛ لتحقيق هدفها، ووصلت - في النهاية - إلى قناعات معينة، وعُرض محلياً وعالمياً. وأيضاً، رُشح للعديد من المهرجانات، وكان تجربة أولى لي كفيلم، ويعتبر نقلة نوعية في مشواري، خاصة أن الفيلم نافس 14 فيلماً عالمياً في جائزة الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا، وهذا مجهود فريق متكامل، وضع بصمة مهمة في السينما السعودية.

• ماذا تقولين عن تجربتك في هذا الفيلم مع المخرجة هيفاء المنصور؟

- العمل مع هيفاء المنصور كأنه دورة متكاملة؛ فلقد تعلمت منها الكثير من الأمور التي كنت أجهلها. وحرفياً، تخطيت سنوات تعليمية عدة في مجال السينما بعد عملي معها، فهي لم تبخل بنصائحها وتوجيهاتها وخبرتها، ما كان سبباً في إنجاح العمل، وأكملنا معاً المهمة بنجاح.

سر اسمي

• اسمك الحقيقي «هبة»، فمن أين جاء «ميلا»، وماذا يعني؟ وهل تندمين على عدم ظهورك باسمك الحقيقي؟

- اسم «هبة» بالتأكيد يعجبني، ولم أكن أفكر سابقاً في الشهرة، وعندما فتحت حسابات «السوشيال ميديا» كنت أشجع فريق ميلان الإيطالي؛ لذا اخترت «ميلا» كلقب، وبعدها عرفت به فحافظت عليه؛ لأنه غريب وأعجبني، ومن لم يعرفني شكلاً يعرفني من اسمي؛ فلا يوجد سوى «ميلا» واحدة، وهو اسم مميز.

* حدثينا عن عملك القادم، وهل لديك عمل «رمضاني»؟

- حالياً، أصور مسلسل «دفعة لندن» للموسم الرمضاني القادم، وهو عبارة عن الدفعة الثالثة بعد القاهرة وباريس، ومعظم أماكن التصوير كانت في لندن، والدور بطولة مشتركة مع خمس فتيات، كل شخصية من دولة مختلفة، وبالطبع أنا أمثل الفتاة السعودية  التي ذهبت للدراسة بلندن في حقبة الثمانينات، والمسلسل يتكون من 27 حلقة.

• هل أداء دور فتاة في حقبة الثمانينات كان سهلاً، خاصة أنك لم تعيشي تلك الحقبة؟

- بصراحة، أخذت الكثير من المعلومات من والدتي، وهي من المراحل الجميلة في حياة المرأة السعودية، فقد كانت متطلعة إلى التعليم والثقافة، وهناك أمور كثيرة اكتشفتها من خلال هذا الدور عن تلك المرحلة.

• كنت ضمن حضور «البحر الأحمر السينمائي»، فماذا تمثل لك دعوتك في هذا المهرجان؟

- بالتأكيد مهرجان البحر الأحمر مبهر بكل المقاييس، ولقد شاركت سابقاً في مهرجانات عالمية، والحقيقة كان المهرجان متفوقاً في التنظيم، كأنه يقام منذ سنوات، وهذا دليل على المجهود الكبير الذي يبذل فيه. وعدد الأفلام السعودية المشاركة يدل على النضج السينمائي بها، وبالتأكيد أتمنى أن أقدم فيلماً يشارك في دوراته القادمة.

أرفض الزواج

• ما الدور الذي ترفضينه، وهل سبق أن رفضت أداء مشهد معين؟ 

- الدور الذي ندمت عليه، لأنني استعجلت في المشاركة به، هو دوري في «أبو مليار» فهذا الدور لا يشبهني. أما من ناحية رفض الأدوار، فأنا لا يمكن أن أقوم بأداء دور فيه إساءة إلى الإنسانية أو لبلد ما؛ فالأدوار التي تتعدى على حقوق الآخرين، أو على شخصياتهم لا تعجبني، فالتمثيل بالنسبة لي سعادة. وسبق أن رفضت أداء مشاهد كثيرة في عمل اسمه «ضحايا حلال»، وقبل توقيع العقد طلبت تعديل المشاهد الخاصة بي، وأعتقد أن حدسي سبقني؛ فبعد عرض العمل بأربع حلقات، تم إيقافه تماماً.

• نالت الكوميديا السعودية شهرة كبيرة.. ما موقفك من الأعمال الكوميدية؟

- أعتقد أنني لا أصلح للكوميديا؛ فهي تعتمد على شخصية الفنان، وإذا لم يكن هناك حس كوميدي في الشخصية؛ فمن الصعب النجاح في الكوميديا.

• بعد انفصالك.. هل تفكرين في الارتباط مجدداً؟

- بصراحة، لا أفكر في الارتباط بعد خوض التجربة الأولى، فأنا لا أرى نفسي من اللاتي تناسبهن الحياة الزوجية، ومكتفية بوالدتي، وابنتي «تالا»، ووقتي مقسم بينهما وبين العمل.

• هل لدى «تالا» ميول فنية؟

- «تالا» عمرها 13 عاماً، وليست لديها ميول فنية، وهي فتاة ذكية ومتفوقة دراسياً، وأعتقد أنه سيكون لها مستقبل مبهر في النواحي العلمية.