سواء في شخصية عاشق ولهان، أو «زعيم» في حارة دمشقية، أو سائق تاكسي كوميدي، أو قائد تاريخي.. فلديه دائماً قدرة على إبهار المشاهد وجذبه؛ لمتابعته ومشاهدته.. إنه النجم السوري سامر المصري، الذي عرفه الجمهور بعشرات الشخصيات، منها: «أبو شهاب»، و«أبو جانتي»، وهو اليوم «لؤي سلوم» في «ستيليتو»، الذي انتهى عرضه قبل أيام قليلة، وقريباً سيطل النجم السوري بشخصية الخليفة عمر بن الخطاب في مسلسل «معاوية»، الذي يصوره حالياً في تونس.. عن «ستيليتو»، وشخصيته فيه، وتحضيراته لموسم رمضان القادم؛ كان لنا معه هذا الحوار:
• قدمت في «ستيليتو» شخصية «لؤي سلوم»، التي حازت إعجاب الجمهور، ما المختلف في هذه الشخصية؟ وكيف ترى العمل عامة؟
- «لؤي سلوم» من الشخصيات الرئيسية، وحظيت بتفاعل جماهيري كبير؛ لأنها واقعية وباتت موجودة بكثرة في مجتمعاتنا العربية، ولا يمكن أن أذكر المختلف في هذه الشخصية، لكن يمكن أن أذكر ما يميز هذه الشخصية خاصة، وشخصيات المسلسل عامة، إنها موجودة في مجتمعاتنا وواقعية، وتم عرض شخصية «لؤي سلوم» كما هي في الواقع بشكل مباشر دون تجميل أو التفاف أو تحايل بطريقة ما على حقيقة كلِّ «لؤي سلوم» في مجتمعاتنا. وأكثر ما لفتني في «لؤي» عند قراءة النص، هو تلك التقلبات التي تعيشها الشخصية والصراع الداخلي، فهو رجل عاشق، وأب حنون، وفي النهاية من غير الممكن أن يستطيع إنسان أن يخصص دقة قلب للعائلة، والدقة التي تليها لحبيبته، إذ سيصبح هناك اختلال في نظامه. أما تجربة المسلسل، فكانت متعبة للجميع، خاصة أن قسماً كبيراً من الفريق لم يعتد مثل هذه التجارب، وأنا شخصياً كنت متخوفاً من هذه التجربة الطويلة؛ فالالتزام بتصوير عمل طويل كان من أبرز التحديات التي واجهتني. لكن، منذ الأيام الأولى، تبدد هذا الخوف، في ظل الأجواء العائلية الجميلة التي كان الفريق بأكمله يعيشها، وما وصلنا من ردود أفعال لطيفة من الجمهور نفض عنا غبار التعب، الذي عانيناه على مدار عشرة أشهر.
• كيف تعاملت مع هذه الشخصية، وما مدى تأثرك بالشخصية الأصلية في النسخة التركية؟
- لم أشاهد الشخصية الأصلية في المسلسل التركي، وتعاملت مع النص كأنه لمسلسل جديد، وشخصية «لؤي» تجسد للمرة الأولى. ورغم أن معظم الزملاء شاهدوا النسخة التركية، فإنني لم أشاهدها، وصممت على تقديم دور جديد برؤية ومنظور شخصيين، لهذا من تابع النسخة التركية سيجد اختلافاً كبيراً في هذه الشخصية، ووصلني مثل هذه التعليقات لاحقاً من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
• تعرض العمل للكثير من الانتقادات، وفي المقابل حقق جماهيرية واسعة.. ما سر هذا التناقض؟
- أي عمل ناجح من الطبيعي أن يكون هناك انقسام بالآراء تجاهه، وهذه حالة طبيعية وصحية، فبمجرد أن تقتطع من وقتك لتكتب عن المسلسل، سواءً بشكل إيجابي أو سلبي؛ فهذا دليل على أن المسلسل استطاع أن يلامس شيئاً فيك، ويدفعك لتعبر عنه.
• شخصياً.. تعرضتَ للانتقاد بسبب المشاهد الحميمة التي أديتها، فما ردك؟
- هذه ليست لقطات استعراضية، وإنما لها مبررات درامية، وموظفة بشكل دقيق في المشاهد.
دراما جديدة
• لو وقفت وجهاً لوجه مع «لؤي سلوم»، ماذا ستقول له؟
- «لؤي سلوم» موجود في مجتمعاتنا، فهو الرجل الذي يخون زوجته، ويستسهل ذلك دون الشعور بالذنب، ودون معرفة مخاطر هذا الأمر، وما يمكن أن يولده من تفكك أسري، ومشاكل نفسية للأطفال، وغيرها؛ ولهذا أقول لـ«لؤي» ومن يشبهه: «إذا شعرت بالملل، فيمكنك أن تكسره بطرقٍ ثانية، يمكنك أنت أن تكون المبادر، وأن تخلق أجواء حلوة ومتجددة مع زوجتك. عندما تخون زوجتك يمكن أن تعيش لحظات سعادة، وتكسر الملل، لكن في الوقت نفسه سيأتيك يوم وتدفع ثمن كسر قلب سيدة عاشت معك على الحلوة والمرة».. وفي النهاية مفهوم السعادة الحقيقي هو الأسرة المتفاهمة والمترابطة.
• هل توافق على أن هذا العمل شكل جديد للدراما العربية؟
- ليس بالمعنى الحرفي هو الشكل الجديد للدراما العربية، فـ«ستيليتو» مسلسل جميل متماسك، سلط الضوء على قضية مهمة في المجتمع، لم يسبق التطرق إليها بهذا الوضوح، واستعرض إيجابيات وسلبيات العلاقات الزوجية، وعلاقات أفراد المجتمع، بما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية. لكن بكل تأكيد في عالمنا العربي هناك قصص ومشاكل وأزمات، يتم تسليط الضوء على بعضها، لكن نحن نحتاج إلى شجاعة أكبر من المنتجين؛ لإتاحة المجال للمزيد من القصص المكتوبة بأقلام عربية، لتواكب العصر والتطور المتسارع الذي يشهده العالم.
• ندى أبو فرحات ونور علي.. مَن منهما الأقرب إليك؟
- (ضاحكاً) «نايلة» زوجتي وأم أولادي، و«ميرا» حبيبتي. بينما ندى ونور صديقتان وزميلتان، وأكنُّ لهما كل المحبة والاحترام والتقدير.
تكريم الجمهور
• تم تكريمك عن «نزوح» في مهرجانات عالمية وعربية عدة.. اليوم ماذا تقول عن هذه التجربة؟
- فيلم «نزوح» من أهم التجارب بالنسبة لي؛ فمن خلاله استطعنا أن نسلط الضوء على جزء بسيط من معاناة شعب مزقته الحروب والأزمات، وبالتحديد على عائلة بسيطة، تمثل شريحة واسعة من المجتمع السوري. في رأيي أهم جائزة حصل عليها الفيلم هي جائزة تصويت الجمهور في مهرجان فينيسيا؛ فبالنسبة لنا كممثلين هذه الجائزة دليل على قدرتنا على ملامسة مشاعر الجمهور، وبالتالي يمكننا أن نقول إننا تمكنا من إيصال الرسالة، وتحقيق الهدف المنشود من هذا الفيلم.
• ما تحضيراتك لموسم رمضان القادم؟
- هناك أعمال عدة؛ فمؤخراً انتهيت من تصوير فيلم «البخاري»، وهو فيلم روائي طويل، يروي سيرة أحد أبرز علماء الحديث في التاريخ الإسلامي، أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وأنا أجسد شخصية البخاري منذ سن الأربعين حتى وفاته.
• ما مدى شعورك بالرضا عما قدمته حتى الآن؟
- أشعر بالرضا عما قدمته محلياً وعربياً وعالمياً. لكنني أسعى، دائماً، إلى تقديم الأفضل، خاصة الأعمال التي تبقى عالقة بذاكرة الناس، وقريبة منهم، وتلامس همومهم ومشاكلهم، وأفراحهم، ويومياتهم بكل تفاصيلها.