قد يكون ما ستقرؤونه تالياً أقرب للخيال من الحقيقة! وقد نكون قد سمعنا جميعاً عنه وظنناه لوهلة، شيء أسطوري ولا يحدث إلا في أفلام الخيال العلمي أو في الأمنيات. لكن الواقع يوجد 100 شخص حول العالم مصابون بمتلازمة اللهجة الأجنبية!
متلازمة اللهجة الأجنبية، تعني أن المصاب بها يفقد القدرة على الحديث بلهجته أو لغته الأصلية، ويبدأ بالحديث بلغة أخرى لم يكن يعرفها سابقاً ولم يكن يتمكن من الحديث بها، وهو الأمر الذي سلطت عليه الضوء صحيفة «الاندبندنت البريطانية» التي عرضت قصة سيدة أميركية تدعى آبي فيندر خضعت لعميلة جراحية، فقدت على إثرها صوتها ولم تكن تستطيع الحديث، قبل أن تتمكن من الحديث باللغة الروسية بعد أسبوع كامل من دون أن يكون لها صلة بروسيا أو لغتها وهو الأمر الذي أكده أطباء السيدة الأميركية، الذين أشاروا أيضاً إلى وجود 100 حالة حول العالم تعاني ذات المتلازمة دون وجود تفسير علمي لها.
وتعرف مجلة «Webmd الطبية» متلازمة اللهجة الأجنبية، بأنها اضطراب في الكلام الحركي، وتشير إلى وجود أسباب تؤدي إليها، أبرزها حدوث تلف في الدماغ بسبب سكتة دماغية، اكتشفها أول مرة طبيب الأعصاب الفرنسي بيير ماري عام 1907.
لكن الدكتور ماري يؤكد أن حدوث هذه المتلازمة لا تعني نسيان المريض بها لغته الأم على الإطلاق، لكن لكنته تصبح أقرب للحديث بلكنات دول ضمن البيئة المحيطة به، مثل تحدث الياباني بلكنة كورية أو تحدث الأميركي بلكنة بريطانية على سبيل المثال.
بدورها نشرت صحيفة «ذا كونفرزيشن الأميركية»، حكاية شخص بريطاني في الخمسينيات من عمره، كان يخضع للعلاج من سرطان البروستات النقيلي، تحولت لكنته بالحديث إلى لهجة إيرلندية دون أن يكون له أي علاقة بإيرلندا، وكان الشخص الأول الذي يصاب بالمتلازمة من متلقيي علاج السرطان.
يقول موقع «Medical news» أن معظم المصابين بمتلازمة اللهجة الأجنبية، مصابون أساساً بانفصام بالشخصية أو الاكتئاب أو الخرف، وتبدأ إصابة الشخص بالمتلازمة عند إصابة منطقة بروكا في دماغه، وهي منطقة تقع في الفص الأمامي في أحد جانبي المخ وغالباً ما تكون في الجانب الأيسر من العقل البشري، ووظائف هذه المنطقة مرتبطة بإنتاج الكلام، ولغاية اللحظة لا يوجد أي تفسير علمي حول الأسباب المؤدية للإصابة بها.