لكل مهنة يعمل الناس بها عواقب، فلا يوجد إطلاقاً عمل سهل وآخر صعب، لكن بعض الأعمال تتطلب مجهوداً إضافياً لإتمامها، وخبرات متعددة للتعامل مع آليات تنفيذها، كما تعد من الأعمال الخطرة التي قد تقود ممارسيها للإصابة بالأمراض.

ووفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن مهنة رجل الإطفاء تعد من أخطر المهن، نظراً لإمكانية إصابة العاملين بها بالأمراض السارية والحروق، فضلاً عن إصابتهم بأمراض تؤدي بهم إلى الوفاة.

ونشرت الصحيفة البريطانية دراسة أجريت على موظفي خدمة الطوارئ والإطفاء في اسكتلندا، وبينت أن معدل وفيات السرطان لديهم أعلى بـ1.6 مرة من غيرهم، كما بينت الدراسة أن رجال الإطفاء أكثر عرضة للوفاة بخمس مرات بسبب النوبات القلبية، وأكثر عرضة بثلاث مرات للوفاة بالسكتات الدماغية.

وتوصل الباحثون إلى أن المواد السامة، التي يمكن أن يستنشقها رجال الإطفاء، هي السبب الأول في ارتفاع معدلات الوفاة بينهم.

ويؤدي استنشاق المواد السامة إلى ارتفاع نسب الإصابة بسرطانات المريء والجهاز الهضمي، كما ترتبط معدلات الوفيات بسرطان الدم بالتعرض لمواد كيميائية أخرى، مثل البنزين، سواء من خلال ملامسة الجلد أو الاستنشاق.

وأثارت نتائج الدراسة البحثية الرعب بين موظفي اتحاد رجال الإطفاء في اسكتلندا، حيث حث رئيس الاتحاد، ريكاردو لا توري، المعنيين على زيادة معدات السلامة العامة، والحرص أكثر أثناء تنفيذ المهام المطلوبة منهم.

ودعا لا توري إلى التأمين بشكل متواصل على تدابير المراقبة الصحية، ومحاولة تقليل التعرض للملوثات في أماكن العمل، جنباً إلى جنب العمل مع أداء رجل الإطفاء وظيفته بمهنية واقتدار.

وكانت كوبا قد شهدت، في شهر أغسطس الماضي، حادثاً مروعاً ذهب ضحيته 16 رجل إطفاء أثناء محاولتهم إطفاء الحريق الذي نشب في مستودع للنفط، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". واندلع الحريق في مستودع للنفط، حيث تم العثور على جثتَيْ رجلَيْ إطفاء في البداية، قبل أن يتم العثور على بقية جثث الرجال الآخرين الذين لقوا مصرعهم في مكان الحادث.

وبحسب تقرير الطب الشرعي الكوبي، كان من المستحيل إجراء عملية استخراج للحمض النووي من جثامين الضحايا، بسبب تعرض جثثهم لدرجات حرارة عالية، ولساعات طويلة.