بضربات فرشاة تستلهم من التراث والأساليب الفنية المختلفة، يجعل التشكيلي السعودي، فيصل عبدالعزيز الخريجي، من أفكاره قصة أنيقة، صاخبة الألوان، في حركة مستمرة للبحث عن الجديد الجريء؛ إذ مضى في مسيرته الفنية منفتحاً على كل المدارس، منشئاً فلسفته التشكيلية الخاصة به، التي استلهم منها أفقاً مغايراً للغة بصرية متفردة، تقود المتلقي إلى عوالم من الدهشة والحضور الجمالي.. في حوارنا معه، نضيء جانباً من تجربته:
• ما أبرز ملامح رسالتك الفنية؟
- أمارس الفن كهواية وشغف، وأطمح - من خلاله - إلى نشر ثقافة الجمال بشكل مختلف، فأعمالي تمزج الثقافة والفن التكعيبي والسريالي؛ لإبراز جواهر الثقافة والتراث السعودي والعربي الأصيل، الذي تولد من سلسلة حضارات مختلفة جمعها دين الإسلام. وتتمحور أعمالي حول أعمال فنية تراثية، تكمن في الأزياء القديمة، والنقوش، والعادات والتقاليد، وكيف تطورت الثقافة؛ لتتعايش، وتبرز حداثياً.
• هل عبرت لغتك البصرية عن تشكيل مختلف لثقافتك؟
- نعم، فأعمالي تمزج الفن السريالي والتكعيبي؛ لتظهر جمال الثقافة، والزوايا المختلفة لها بشكل جميل، ومغاير للعادة.
• من خلال مشروعك الفني تساهم في محو الأمية التشكيلية.. إلى أي مدى نجحت في ذلك؟
- الفن التشكيلي قديم ومنتشر عالمياً، وبدأ حالياً في الانتشار بين فنانين محليين كثيرين، بمدارس رسم عدة. ومع هذا الانتشار، ينمو الحب للفن التشكيلي؛ حيث تتسنى للجميع الفرصة لرؤية جماله، من خلال تنوعه.
نضج تشكيلي
• هل وصلت إلى نضجك التشكيلي، وامتلكت أسلوبك الفريد؟
- لا أعتقد أن أي فنان يستطيع الوصول إلى النضج التشكيلي؛ فالتجارب التي لا تنتهي جزء من حياة كل فنان، وفي كل مرحلة يكتشف الفنان أسلوباً جديداً ومختلفاً للرسم، يكوّن عالمه الفني الخاص به. وحالياً، أضع بصمتي بأسلوب فريد؛ حيث إنني أمزج عناصر ثقافية مختلفة لمدارس رسم عدة، أهمها: التكعيبية، والسريالية. لكنني أطمح إلى أن أستمر في التجارب؛ لتطوير موهبتي، وتجربة مدارس وأساليب ومواد رسم جديدة ومختلفة.
• كيف تتعامل مع صور تراث منطقتك، وما مدى تأثيرها في مفردات لغتك البصرية؟
- صور تراث منطقتي أكبر مصدر لإلهامي في الفترة الحالية؛ فتراث المملكة العربية السعودية قديم وعريق، وفيه الكثير من الأشياء، التي لم تمر علينا من قبل، وجميعها تتميز بجمال خاص ومتفرد، ما يلهمني دائماً القيام بأعمال جديدة من خلاله؛ فالتراث يأتي على أشكال عدة، منها: الأزياء، والنقوش، والعادات والتقاليد بمنطقة معينة، وحتى الرقصات والأمثال الشعبية، ولكلٍّ منها جمالها الفريد.
• لماذا سميت «بيكاسو العرب»، وكيف استطعت أن تُخرج من التقليد لوحات أصيلة؟
- سميت «بيكاسو العرب»؛ لمشابهة أعمالي لأعمال بيكاسو؛ فهو الأب الروحي للمدرسة التكعيبية في الرسم، ويعد من أعظم الفنانين على مدى التاريخ، وتتأثر أعمالي كثيراً بأسلوبه. لكن، رغم أنه فناني المفضل؛ فإنني أحاول الخروج عن أسلوبه، وتجربة مدارس مختلفة في الرسم؛ ليصبح لي اسمي الخاص، إذ إنني أطمح مستقبلاً إلى أن يُضرب بفني المثل للفنانين الصاعدين.