تحتفي الإمارات بـ «اليوم الدولي للمرأة» الذي يصادف في 8 أغسطس من كل عام ويخصص لتسليط الضوء على واقع المرأة والجهود المتواصلة لتمكينها وتعزيز مسيرتها.
وتحل المناسبة في الوقت الذي كرست فيه دولة الإمارات مكانتها العالمية المتقدمة مناصرة لقضايا المرأة عبر إطلاقها لسلسلة من المبادرات والبرامج والخطط الرامية للنهوض بها في جميع المجتمعات وتعزيز مكانتها والدفاع عن حقوقها، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت نموذجاً ملهماً على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشهدت الإمارات خلال الأشهر الماضية مجموعة من الفعاليات التي أسهمت في إتاحة منصة للحوار وإطلاق المبادرات وتوفير الدعم على المستويين العربي والعالمي سعياً للخروج بحلول للتحديات المشتركة التي تواجهها مثل الفجوة بين الجنسين، والعنف الأسري، والتهميش الاجتماعي والاقتصادي، ومعالجة العقبات الفكرية والثقافية التي تقف أمام تمكينها في جميع المجالات.
كانت بداية الفعاليات مع «القمة العالمية للمرأة 2023» التي استضافتها الإمارات يومي 21 و22 فبراير الماضي تزامنـًا مع ذكرى مـرور مائة عـام على حصـول النسـاء علـى الحـق في التصويـت والانتخـاب، وشارك فيها عــدد مــن القيــادات النسائية العالميــة البارزة من رئيسات دول، ورئيسات وزراء، ووزيرات، ورائدات الأعــمال والعمــل المجتمعــي، وشخصيات ثقافية وعلمية بــارزة، مــن أكــثر مــن 100 دولــة.
وناقشت القمة القضايـا والتحديـات التـي تهـمُّ المرأة في هـذه الظـروف المفصليـة مـن تاريـخ البشريـة، إلى جانب اكتشــاف ســبل بنــاء جســور الســلام، وتحقيــق الاندمــاج، وازدهــار الأوطــان.
وجاءت قمة الإعلان العربي بعد نحو شهرين من احتضان العاصمة أبوظبي حفل الإطلاق الرسمي للإعلان العربي لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة بمشاركة إماراتية وعربية ودولية واسعة.
ودعا الإعلان إلى الالتزام بتبني إستراتيجيات من شأنها معالجة مشكلة العنف ضد المرأة وتحقيق الأمن والأمان والرفاه والرخاء والتقدم والسلام في المجتمعات العربية.
وقالت هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية الدكتورة إن انعقاد هذه الفعالية تأكيد على الموقف العربي الموحد لمواجهة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، وإيماناً بضرورة اعتماد آليات قانونية فعالة للوقاية والتصدي والقضاء على العنف ضد المرأة والفتاة.
وثمنت أبو غزالة الدور الداعم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية«أم الإمارات»، لمختلف الجهود التي تصب في مصلحة حماية ودعم حقوق المرأة العربية وتعزيز مكتسباتها.
وواصلت دولة الإمارات جهودها في تعزيز مشاركة المرأة في مجالي الأمن والسلام وذلك من خلال مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، والتي شهدت في نوفمبر الماضي تخريج دفعة ثالثة من المتدربات، قوامها 140 متدربة من دول عربية وأفريقية، بتنظيم من الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع وزارة الدفاع وبالتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وجاءت المتدربات المنتسبات للدفعة الثالثة الجديدة من دول عربية وأفريقية مختلفة هي الإمارات واليمن والبحرين وليبيريا والسنغال وجامبيا والنيجر وباكستان وتشاد وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا وموريتانيا.
ويعد الاهتمام بقضايا المرأة وتمكينها، اقتصاديا وسياسياً واجتماعياً، أولوية متقدمة في فكر القيادة الإماراتية التي تنظر إلى المرأة بصفتها شريكًا أساسيًّا ومؤثرًا في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة.
وواصلت الإمارات خلال العام 2022 والعام الجاري تقدمها في ملف تمكين المرأة على الصعد المحلية، وتعزيز الصورة المشرفة لإنجازاتها ونجاحاتها في المجالات كافة، إضافة إلى التأكيد على ضرورة الاستمرار والعمل على تنمية مهاراتها وإمكاناتها وتجلى ذلك في عدة أوجه أهمها التعديل الوزاري في 7 فبراير الماضي والذي تم بموجبه رفع عدد الوزيرات إلى 10، لترتفع نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في الحكومة إلى نحو (28.5%)، ولتواصل تبوّء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
وأصدرت الإمارات في يونيو الماضي قرارا نص على معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة، وذلك في تجسيد لحرص قيادتها على دعم أسر أبناء المواطنات واستقرارها.
وفي إطار تعزيز تمكين المرأة في المجال الاقتصادي ودعم مشاركتها في سوق العمل، بدأت الإمارات في عام 2022 تطبيق أحكام مرسوم بقانون اتحادي ينص على حظر جميع أشكال التمييز في مجال العمل ليس فقط على أساس النوع الاجتماعي، بل على أساس العرق واللون والأصل الوطني، أو الأصل الاجتماعي.
واعتمدت الإمارات استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، التي تستند إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين.
تتضمن الإستراتيجية 4 ركائز وأهداف رئيسية، هي: المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال والشمول المالي، والرفاه وجودة الحياة، والحماية، والقيادة والشراكات العالمية، بهدف الانتقال من مرحلة سد الفجوات والاطلاع على أفضل الممارسات إلى مرحلة وضع الدولة كمُصّدِر لأفضل ممارسات التوازن بين الجنسين والتركيز على مرحلة ما بعد التنافسية العالمية.
وحققت الإمارات المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك بعد ارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز الـ 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز الـ 72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
وتستعد المرأة الإماراتية للمشاركة الفاعلة في استضافة دولة الإمارات في نهاية العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، إذ تم تعيين معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع رائدة مناخ للشباب، ورزان المبارك رائدة المناخ للمؤتمر.
وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، والاتحاد النسائي العام، ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، في بداية مارس الجاري، مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين».
جدير بالذكر أن النساء في الإمارات تشكلن نسبة 50 بالمائة من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، و60 بالمائة من أعضاء مجلس الإمارات للشباب والمجالس المحلية للشباب، فيما يمثلن 24 بالمائة من عضويات مجالس الإدارات في الجهات الاتحادية والمحلية.
وفي مجال التعليم بلغت نسبة المعلمات حتى المرحلة الثانوية 76 بالمائة، بالإضافة إلى 37 بالمائة في الكادر التعليمي لمؤسسات التعليم العالي.. أما في القطاع الصحي فقد بلغ إجمالي العاملين من النساء 63 بالمائة.