لا يزال اسم وصورة أسد الأطلسي، اللاعب المغربي سفيان أمرابط، عالقان في أذهان الجماهير العربية والعالمية بعد تلك الملاحم الكروية التي قدمها رفقة منتخب بلاده في مونديال فيفا قطر 2022، والتي حقق فيها إنجازاً تاريخياً بالوصول للمربع الذهبي ونيل المركز الرابع، كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز.
وفي حوار مطول أجراه نجم وسط نادي فيورنتينا الإيطالي مع صحيفة «ذا أتلنتيك» يوم أمس الإثنين، كشف النجم المغربي الكثير من الأسرار والأمور التي دارت في الكواليس ولم يشعر بها الجمهور أو يشاهدها على أرض الملعب.
واستعاد أمرابط ذكريات ذلك المجد الذي سطره وزملاؤه في قطر، واستطاعوا من خلاله نقش أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ المستديرة.

 

 

وتصف الصحيفة النجم المغربي باللاعب السريع في الكرة، القوي في التدخلات، دقيق التمرير، الذي لعب ورأسه مرفوعة دائماً، واستطاع تطويع المباريات وفقاً لإرادته هو، ووقف أمام ملوك الكرة رافضاً الانحناء لأحد منهم، والذي استطاع بروح العمل الجماعي إخراج بلجيكا وإٍسبانيا من المنافسة، تاركاً العالم أجمع يشاهد دموع كرستيانو رونالدو بعد أن فعل الأمر نفسه مع البرتغال، ووقف وقفة الرجال أمام بطل العالم السابق فرنسا في نصف النهائي.

تلقى الحقن ليلعب وذرف الدموع
كشف أمرابط عن أنه لغاية الساعات الأخيرة التي سبقت مباراة المغرب وإسبانيا كان غير قادر على اللعب نهائياً، بسبب معاناته من آلام شديدة في منطقة الظهر بعد تعرضه لإصابة مفاجئة قبل يوم واحد من اللقاء المنتظر، وأوضح أنه كان عاجزاً تماماً عن تحريك ظهره.
يقول أمرابط: «ما لا يدركه الناس هو أنني لم أكن أعرف حتى أنه يمكنني لعب تلك المباراة، لقد تعرضت لإصابة في الظهر، ظهرت بشكل مفاجئ في اليوم السابق للمباراة، لم أستطع التحرك، كان ظهري مقفلًا».

 

 

 

وأضاف أنه استمر بالعمل مع طبيب المنتخب لغاية الساعة الثالثة صباحاً على أمل التخلص من الآلام التي يعانيها من دون أي فائدة، ولم يستطع النوم بذلك اليوم بسبب الآلام والتفكير في اللقاء ومحاولة الإجابة على السؤال الأهم الذي كان يدور في ذهنه «هل يمكنني اللعب؟». وتابع مشيراً إلى أنه ومع حلول صباح يوم المباراة لم يكن يشعر بأي تحسن، وبات مقتنعاً بأنه لن يكون ضمن صفوف الفريق الذي سيخوض ذلك اللقاء حتى جاءه المدرب وليد الركراكي وقال له: «عليك أن تلعب، نحن بحاجة إليك، إنها كأس العالم، وطنك بحاجة إليك». يضيف أمرابط بأنه لم يكن يملك الخيار ولم يفكر سوى أن يكون في الملعب رفقة زملائه، ورغم ذلك فقد تملكه خوف كبير، بأن يخذل الآخرين بسبب أدائه.
وكشف النجم المغربي عن أنه اضطر لتلقي حقنة تمكنه من اللعب وقال: «تلقيت حقنة وعندما سمعت صافرة الحكم نسيت كل شيء، لعبت بجنون، كانت 120 دقيقة، لأن المباراة ذهبت إلى الوقت الإضافي. ركضت 15 كيلومتراً، وكان هذا رقماً لم يحققه أي لاعب على أرض الملعب»، مبيناً أنه بكى كثيراً بعد انتهاء المباراة وتأهل منتخب بلاده.

 

 

تفوق على مبابي
رغم خسارة المنتخب المغربي في نصف النهائي أمام فرنسا، لكن أمرابط قدم واحدةً من أعظم مبارياته واستطاع التفوق على نجم فرنسا الأول كليان مبابي في جميع الالتحامات، رغم أن سرعة الأخير تفوق سرعته بكثير وقد تصل لغاية 35 كم في الساعة.
يصف أمرابط الإستراتيجية التي اتبعها مع مبابي: «يمكنك أن ترى الطريقة التي كنت أركض بها مع مبابي من وجهي، لقد قدمت كل شيء خلال هذا الالتحام، الجميع يعلم كم هو رائع وكم هو سريع، ولكني تمكنت من إيقافه». وأوضح أنه عندما كانت النتيجة تشير لتفوق الفرنسيين بهدف مقابل لا شيء، كان كل تفكيره هو أن تسجيل أي هدف آخر يعني نهاية الحلم المغربي، ولذلك فإنه قدم كل شيء لديه.
يكمل أمرابط: «الانقضاض كان وسيلتي الوحيدة لإيقافه، كان التحاماً مثالياً، وسمعت بعدها أصوات المشجعين، كانوا يزأرون كما لو كان هدفاً».