قوة ناعمة بين الآليات العسكرية

بدعم من قيادتها الرشيدة وسند اجتماعي واع بدورها الأصيل انضمت المرأة الإماراتية إلى المجتمع العسكري منذ أكثر من عقدين من الزمان حيث وضعت بصمتها في جميع قطاعات صناعة المعدات العسكرية، بداية بالتصميم ومروراً بالتنفيذ وانتهاء بالترويج له، وهاهي اليوم تتألق بوجودها المميز في الدورة السادسة عشرة لمعرض الد

بدعم من قيادتها الرشيدة وسند اجتماعي واع بدورها الأصيل انضمت المرأة الإماراتية إلى المجتمع العسكري منذ أكثر من عقدين من الزمان حيث وضعت بصمتها في جميع قطاعات صناعة المعدات العسكرية، بداية بالتصميم ومروراً بالتنفيذ وانتهاء بالترويج له، وهاهي اليوم تتألق بوجودها المميز في الدورة السادسة عشرة لمعرض الدفاع الدولي «آيدكس 2023» والدورة السابعة لمعرض الدفاع البحري «نافدكس 2023»، اللذين تُنظمهما مجموعة «أدنيك» بالتعاون مع وزارة الدفاع في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة أكثر من 1350 شركة من مختلف دول العالم.

«زهرة الخليج» قامت بجولة بين أروقة المعرض، والذي شكل فيه العنصر النسائي حضوراً لافتاً، وقامت بالتعرف على نساء تواجدن بين منصات الأسلحة في ميدان كان محتكراً بامتياز للعنصر الذكوري.

 

 

الشغف منذ الصغر بالالتحاق بالقوات المسلحة هو ما قاد العقيد ركن مايا المزروعي (المتحدث الرسمي لمعرضي آيدكس و نافدكس 2023) إلى الانخراط في المجال العسكري وما وصلت إليه لم يأت من فراغ، فقد أثنت على الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة والثقة والاهتمام البالغين اللذين حظيت بهما المرأة الإماراتية منذ التحاقها بصفوف القوات المسلحة عام 1990؛ قاد الإماراتية بأن تعمل بجد لتكون أهلا لهذه الثقة، فتولت الكثير من المناصب العسكرية، وتقلدت مختلف الرتب فيها.

 

 

وأكدت العقيد ركن مايا المزروعي بأنها حظيت بفرص مكافئة للرجل من حيث التعليم والتدريب والتأهيل العسكري: «وهذا يعود إلى حرص أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله على متابعة مسيرة المرأة في المجال العسكري كداعم أول لها، إذ وفرت لها بيئة مناسبة لطبيعتها وهي «مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية» لتتلقى فيها تدريباتها التي ساهمت في تأهيلها لهذا المجال». وتستطرد قائلة: «اليوم المرأة الإماراتية تلعب دوراً بارزاً في المجال العسكري لتكون سنداً لأخيها الرجل وشريك استراتيجي في بناء الدولة والمحافظة على مكتسباتها».

 

 

وعن تجربتها الشخصية، تؤكد أنها لم تواجه تحديات تذكر تحول دون استمرارها في هذا المجال، وتبين: «منذ التحاقي بصفوف القوات المسلحة عام 1998 وجدت دعماً كبيراً من المؤسسة العسكرية ومن أسرتي والقادة المسؤولين المؤثرين الذين ساهموا في وضع خطط المسار الوظيفي لي لتأهيلي للوصول إلى مناصب قيادية وهذه الرتبة العسكرية، وكلي فخر بأن أكون إحدى منتسبات وزارة الدفاع».

وتجد العقيد ركن مايا المزروعي إن الحضور المميز للعنصر النسائي الإماراتي اليوم في معرضي (آيدكس ونافدكس 2023) إنما يعكس مثابرة المرأة الإماراتية لتكون حاضرة في جميع المحافل وتعمل في جميع المجالات ولم ينحصر في المجال الإداري فقط بل تجدها تعمل في مختلف التخصصات العلمية والمهنية تحت مظلة وزارة الدفاع». وتضيف: «المرأة العسكرية تعمل في التخصصات الفنية والطبية والهندسية والعسكرية، فتقود الطائرات المقاتلة وغيرها، وهي جزء فاعل في الشركات الوطنية للصناعات الدفاعية».

 

 

جو تنافسي

وفي سياق متصل تبين العقيد الركن مهندس نجلاء التميمي، المتحدث الرسمي لمعرضي آيدكس ونافدكس 2023، أنها نشأت في بيئة عسكرية، حيث يعمل أقاربها في هذا السلك، لكنها أول امرأة في العائلة تنخرط في هذا المجال، حيث بدأت بالجمع بين حب الهندسة المعمارية كتخصص أكاديمي، ومهنتها كضابط في القوات المسلحة. وساعدتها الفرص غير المحدودة التي توفرها الدولة للمرأة الإماراتية لتنطلق بشغفها إلى آفاق تجاوزت التخصص الأكاديمي، الأمر الذي قادها للنجاح والتميز، وتوضح: «غيرت العسكرية الكثير من جوانب شخصيتي، حيث تعرفت على مكامن القوة لدي وصقلتها، زاد عندي الالتزام ومهارات التفكير المنطقي والاستراتيجي، الشجاعة والعمل تحت الضغط، وتحديد الأولويات والفرص واختيار معاركي الحياتية وعدم العودة منها إلا بالانتصار».

وترى التميمي أن «وجود المرأة عموماً في القوات المسلحة خلق جواً تنافسياً مختلفاً مع الرجل، وهذا الأمر انعكس إيجاباً على المجال، وحقق التكافؤ في الفرص والذي طالما عملت عليه القيادة الرشيدة، واهتمت بتحقيقه ضمن دعمها للعنصر النسائي والاستفادة من مقدراته».

وبنظرة إلى وجود المرأة الإماراتية في (آيدكس ونافدكس 2023) ومقارنة بحضورها فيه الأعوام السابقة تجد التميمي أن هناك تطوراً هائلا في إمكاناتها، حيث أبرزت تقدماً في مهاراتها على جميع المستويات في المجال العسكري (الفني، والعملياتي والاستراتيجي).

 

 

حضور لافت

تعرف فاطمة الأحبابي (مدير أول للشؤون التجارية في المنصة الخاصة بشركة نمر للصناعات العسكرية) الزائرين بالآليات العسكرية التي تقوم الشركة بتصنيعها، طريقة عملها وإمكانياتها، حيث ترى أن وجود المرأة الإماراتية في الصناعات العسكرية طبيعي نظراً لمشاركتها بخطى حثيثة في جميع قطاعات الدولة، وقد باتت المرأة تحقق ذاتها في المجال العسكري، وتتطور بتطوره شأنها شأن الرجل.

وتلفت المهندسة بسمة الظنحاني (مهندسة تطوير في قسم الكهرباء) في شركة «أدفانست كونسيبت» إلى أن: «الأعوام الأخيرة ومع تطور التكنولوجيا شهدت تميزاً كبيراً للمرأة الإماراتية في هذا المجال، ولذا فإن وجودها في أضخم معرض للمعدات الدفاعية في المنطقة أمر عادي، حيث إن دعم القيادة لها جعلها جزءاً أصيلا من منظومة الدولة، وهو أمر مهم لزيادة معلوماتها والمشاركة في تطور القطاع، ومعرفة ما توصل إليه العالم فيه».

وتؤكد زميلتها هدى النعيمي (مهندسة تطوير أول) أن النساء في الإمارات وبدعم سخي من قيادتهن تجاوزن التمييز بين المرأة والرجل في الأعمال، فالقدرة والكفاءة لأي عمل باتا هما المعيار، وبالتالي الدخول إلى المجال العسكري والإبداع فيه يخضع إلى هذه الرؤية.

أما مهندسة الكومبيوتر علياء حسن الحمادي، في شركة «أف بي جي أيه إنجينيير» فترى أن هناك تزايداً في الإقبال على العمل في القطاع العسكري، من جانب الفتيات الإماراتيات، نسبة لاعتماد هذا القطاع حالياً ـ وفي جميع أنحاء العالم ـ على التكنولوجيا، فهو مجال تبدع فيه النساء كما الرجال. وأثبتت المرأة الإماراتية أنها قادرة على القيام بكل المهام، وفي كل المواقع التي يتطلب العمل تواجدها فيه.