كأي أم، لا بد أنك لاحظت أن أطفالك يعلنون شعورهم بالجوع غالباً عند حلول موعد نومهم، وربما لم تجد تفسيراً لهذا الأمر على الإطلاق.
ويؤكد خبراء الطفولة وعلم النفس أن الطفل في هذه الحالة يحاول كسب الوقت والمماطلة لعدم الذهاب إلى النوم، وبالتالي ينصح هؤلاء بضرورة تقديم وجبة خفيفة للطفل قبل موعد نومه بفترة معقولة والتأكيد له أن المطبخ قد أغلق تماماً ولن يتم استخدامه بعد ذلك حتى الصباح.
ولكن لماذا يهرب الأطفال ويماطلون في موعد نومهم، ولماذا يفضلون السهر دائماً؟
توضح الطبيبة النفسية سهير هاشم أن هذه التقاليد التي يمارسها عدد كبير من الأطفال عند بدء الوقت المخصص لنومهم، عائدة لكون معظمهم لا يحبون النوم، ويحاولون الهرب منه وذلك لعدة أسباب من أبرزها انهم يعتبرون أن النوم سيفصلهم عن الشخص الذي يحبونه سواء كان الأب أو الأم.
كما أن عدداً كبيراً من الأطفال يرون أن النوم يرمز للهدوء المطلق وربما الموت، وهو أمر يعاكس تماماً رغبتهم في الحياة واللعب والضجيج اللذين يمارسانهما أثناء صحوهما، ويرفضون الذهاب لهذه المرحلة من الهدوء لأنهم يريدون البقاء بمرحلة الضجة والحياة.
وتؤكد الطبيبة النفسية أن هذا الأمر يحتم على الأهل وضع روتين يومي لنوم الطفل والحرص على عند تغييره بسهولة وبشكل دائم.
وتشرح انه من الصعوبة أن يكون الطفل يلعب ويتحرك ونأتي إليه بشكل مفاجئ لنضعه في سريره ونقطعه عن الأمر الذي يمثل له الحياة، لذا يتوجب وضع فترة انتقالية والتدرج ضمن عدة مراحل حتى نهيئه للنوم.
وعلى سبيل المثال إذا كان الموعد المحدد لنوم الطفل هو الساعة الثامنة مساءً يجب علينا أن نعد له طعام العشا قبل بساعة من هذا الموعد، ومن ثم يذهب للغسيل وتنظيف أسنانه، ثم نجلس معه بعضاً من الوقت ونتحدث معه، ولا مانع أن نسمح له بقراءة أحد الكتب المفضلة لديه في السرير، وان كان لم يصل لمرحلة القراءة بعد فمن الأفضل مرافقته والحديث معه عندما يستلقي في سريره، وهما أمران ضروريان وفق ما بينت الطبيبة النفسية في نصائحها التي توجهها عبر منصاتها المختلفة في السوشال ميديا.
وتحذر الطبيبة المختصة بالطفولة من سحب الطفل مباشرة من الضجيج واللعب ووضعه في السرير دون أي تمهيد، لان هذه العملية ستكون صعبةً جداً بالنسبة اليه ولن يتقبلها غالباً وسيبدأ بالمماطلة والبكاء واختلاق الأعذار كالجوع والعطش للبقاء بعيداً عن سريره أطول فترة ممكنة، لأننا فصلناه عن عالمه الذي يحب بشكل مفاجئ وسريع.