كل منا يملك علاقات كثيرة، نشأت بفعل الزمالة في المراحل الدراسية، أو بسبب الجيرة بحكم موقع البيت، أو بحكم علاقات العمل. ودائماً ما يكون لأي شخص منا أصدقاء مقربين نبوح لهم بأسرارنا ونلجأ لهم لحل مشاكلنا وطرح همومنا أمامهم.
لكن هل هؤلاء الأصدقاء فعلاً يساهمون في مدنا بالصحة والراحلة النفسية؟
هذا ما أجابت عنه دراسة بحثية أجراها باحثون من جامعة «كوينزلاند الأسترالية»، حيث توصلوا إلى أن قضاء الوقت مع الأصدقاء، له آثار إيجابية للغاية على الصحة.

 

 

وأجريت الدراسة على 7700 امراة تتراوح أعمارهن بين 40 و50 عاماً، وتوصلوا إلى نتيجة تعني أن وجود عدد من الأصدقاء المخلصين يقلل من خطر الإصابة بأمراض كثيرة، منها أمراض القلب والسرطان، كما يمنح وجود الأصدقاء الكثير من الراحة النفسية.
وتتبع الباحثون معدلات عدة أمراض رئيسية تصيب الإنسان، أبرزها: السكري، ارتفاع ضغط الدم، السرطان، التهاب المفاصل، هشاشة العظام، أمراض القلب، السكتة الدماغية، الربو، الاكتئاب والقلق.

 

 

وقال كبير باحثي الدراسة الدكتور شياولين شو، أن نتائج الدراسة تبين بوضوح تام، أن الحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة في منتصف العمر، يعزز من صحة الفرد على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الصحة النفسية.
ويحتاج الناس عادة في مراحل عمرهم المتقدمة، من يحيطون بهم بحب وحنان ورعاية، حتى لا يشعروا بالوحدة والضعف والذل.
وكانت دراسة فرنسية نشرت في شهر يناير الماضي، قد بين أن 20% من سكان فرنسا يشعرون بالوحدة، وهو ما يقارب 11 مليون شخص من السكان.

 

 

وقالت الدراسة أن الوحدة تبدأ على مراحل، في أوقات مختلفة من الحياة، وغالباً بعد سلسلة من الأحداث المؤلمة التي تضعف نسيج العلاقات لدى الفرد، ويتحول هذا «الدخول في العزلة» أحياناً إلى «عزلة راسخة».
ويؤكد مؤلفو الدراسة أن هذا الإحساس بالوحدة، يصيب النساء أكثر من الرجال، تمر منه الأمهات العازبات بسبب انشغالهم بأطفالهم وبالعمل المنزلي مما يزيد من الانسحاب من العالم الاجتماعي، وكذلك الأشخاص الذين يعيشون في الدور الاجتماعية.