أكّد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، دور المشاريع الثقافية في رفع وعي المجتمعات وتطورها، وأهميتها في دعم قطاع الثقافة والفنون بالدولة والارتقاء بها نحو آفاق العالمية، جاء ذلك خلال حضور سموه، حفل افتتاح مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، والشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي والشيخ سلطان بن صالح بن حمد الشرقي.

 

 

وأشار سمو ولي عهد الفجيرة، إلى دعم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لقطاع العمل المسرحي عامة، وفنّ المونودراما خاصة، واهتمام حكومة الفجيرة بإبراز المبادرات التي تدعم النهوض بالمسرح، وتبرز قيمه الاجتماعية والإنسانية المختلفة، والارتقاء بالفنون الأدائية على مستوى العالم.
وفر مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، الذي تنتهي فعالياته مساء اليوم الخميس 23 فبراير الفرصة لعشاق فن الممثل الواحد والفن الصامت، للاستلهام ومعايشة الشخصية التي تعبر عن فكرٍ وتجربة وواقعٍ وخيالٍ تتناسق فيه عناصر تجتمع لتمهد للتعبير عن رغبات وصراعٍ وتوجهٍ وأفكار، ولربما تعود لحقب زمنية سابقة، تخدم العمل بدلالاته واجتماع عناصره.

 

 

مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، متنفس القُرّاء والكتاب ومحبي الفنون والمسرح، من خلال ما يوفره من فرصة للتعرف إلى تجارب الآخرين وإبداعاتهم الفنية، فيستلهم المشاهد من الإخراج والتقنيات المنفذة والتصوير والتمثيل والنصوص، وهو ما يضيف الكثير لعشاق المسرح. إن ما يميز المهرجان أنه يُشعرك بأنك في وطنك، بين معارفك، يجمع في مكان واحد أولئك الذين لا يجتمعون إلا في موطن الفن والإبداع ليتذوقوا الفنون، فهو وسيلة للتواصل والتقاء الكتاب والممثلين والفنانين والأصدقاء، للتعمق في الشعور واللاشعور أحياناً وقليل من الصمت المتقن.

 

 

العروض التي تم تقديمها، تميزت بقوة الممثل وهو ما لمسه الجمهور في العرض المكسيكي «أنتيجون»، أما العرض الإماراتي «مايسترو» فهو عمل مُتقن بجدارة نظراً لما قدمه من فكرة وتميزه بالسينوغرافيا والموسيقى والإضاءة، ومن ناحية العرض السوداني «الانتظار» فقد تمتع بحضور قوي للممثلة وتقلبات في النص وحوارات قوية ووجود قوي وجهد ملحوظ بواقع الحال.

 

 

الندوات التطبيقية التي تسبق عروض المونودراما، لها أهمية كبيرة للكاتب والممثل والمخرج، لأن المهرجانات وُجِدت حتى تعطي كل شخص الفرصة لإبداء رأيه في الأعمال، فلكل شخص وجهة نظر، وحق في ترجمة العمل حسب رؤيته، حتى الفنان ذاته يستفيد من الحوارات والنقد والنقاشات التي تتم خلال الندوة فيأخذ منها الدافع ليشتغل على نفسه ويطور عمله ويجتهد، كذلك الكاتب هو الآخر يجد الاستفادة القيمة من النقد والمدح، والمخرج بطبيعته يحب أن يعرف المزيد والمزيد عن مدى استيعاب المشاهد للعرض المقدم، ورسالته، فقد بذل الجهد الكثير لينتج هذا العمل ويقدمه بأفضل ما يكون مستعيناً بكل العناصر الممكنة، ومن هنا تأتي أهمية الندوات.

 

 

الدورة الـ 36 للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح
وتزامناً مع مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما استضافت الفجيرة برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، فعاليات الدورة الـ 36 للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح تحت شعار «نجتمع من أجل الإنسانية والفنون الأدائية»، خلال الفترة 20 – 24 فبراير الجاري، وبحضور 500 فنان وممارس مسرحي من 75 دولة حول العالم.

 

 

وقال سعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة، إنّ استضافة الفجيرة للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح بعد جائحة كوفيد 19 كأول مدينة عربية تستضيف الحدث، يعدّ خطوة هامة في دفع الحركة المسرحية في العالم، وإضافة نوعيّة لمكانة الإمارة ودورها في ترسيخ قطاع الفنون الأدائية وحضوره دولياً.

 

 

وأضاف الضنحاني: «إن توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ودعم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، يشكّلان دعماً كبيراً للعمل في المشاريع الثقافية الكبرى التي تهدف إلى إبراز القيم الإنسانية المشتركة بين دول العالم، وتجمع الخبراء والمختصين وصناع القرار لمشاركة الممارسات المسرحية والتجارب التخصصية في مجال المسرح والفنون الأدائية».

 

 

من جانبه، قال سعادة محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح، إن الدورة الـ 36 للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح افتتحت بقمّة المسرح التي تحمل شعار «الفنون الأدائية: أكثر من مجرد فنان»، وتعتبر الأولى والأضخم من نوعها في العالم، وتتضمن جلسات حوارية مع أبرز الشخصيات العالمية في مجال المسرح وممثّلي الهيئة الدولية للمسرح لمناقشة قضايا الفنون الأدائية وتحدياتها المعاصرة.

 

 

كما تضمنت فعاليات الحدث مشاركة أبرز العروض العالمية التي تقدم نماذج من أفضل الممارسات المسرحية من حول العالم، ومحاضرات تخصصية في مجال المسرح.