يبدو أن تأثير سحر ريال مدريد تجاوز ما قدمه على أرض ملعب الأنفليد في ليفربول، وامتد لواحد من أكثر الجماهير تعصباً وشراسة في العالم.
ومن المعروف عن جماهير نادي ليفربول تعصبها الشديد لفريقها، كما أن هذه الجماهير اشتهرت بالكثير من الأفعال العدوانية مع الأندية التي تواجه فريقها، وكان آخرها ما أحدثته مع نادي ريال مدريد نفسه، قبل ليلة واحدة من اللقاء الكبير الذي جمع الملكي بليفربول ضمن دوري أبطال أوروبا. إذن جماهير الأخير عمدت لإطلاق الألعاب النارية طوال الليل أمام الفندق الذي تقيم فيه بعثة الفريق الملكي لإزعاج لاعبيه وحرمانهم من النوم قبل المباراة، وبالتالي التأثير في أدائهم خلال المباراة.
إلا أن كل شيء انقلب عكسياً في الملعب، فبعد تأخر الفريق الملكي بهدفين استطاع لاعبوه قلب النتيجة لصالحهم بفوز هو الأكبر بتاريخ لقاءات الفريقين، لا بل هو الأكبر الذي يسجله أي فريق إسباني على الفرق الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد أن انتهت المباراة بتفوق الميرينغي بخمسة أهداف مقابل هدفين.
ويبدو أن الأداء المذهل الذي قدمه مدريد، وتحديداً لاعبين منه، دفع جماهير ليفربول للقيام بفعل نادر جداً، وتمثل ذلك بالاعتراف بسحر نجمين ملكيين والتصفيق لهما بحرارة على ما قدماه من متعة كبيرة خلال المباراة، فمن هما هذان النجمان؟
بنزيما ومودريتش يكسران القواعد
شهدت الدقيقة 87 تحديداً من ذلك اللقاء التاريخي حدثاً يصعب تكراره، إذ إن جميع الجماهير المتواجدة بأنفليد قامت بتحية اللاعبين الفرنسي كريم بنزيما والكرواتي لوكا مودريتش خلال خروجهما من الملعب واستبدالهما بكل من توني كروس وماركو اسينسيو.
وفي مشهد نادرٍ جداً قد لا يحدث فيما بعد، لم تتوقف جماهير ليفربول عن التصفيق الحار للاعبين رغم أنهما كانا السبب الرئيسي في الخسارة المذلة التي تعرضه لها فريقهما.
وقدم كل من بنزيما ومودريتش أداءً استثنائياً في المباراة، وبدا اللاعب الكرواتي ذو الـ37 عاماً وكأنه في العشرينيات من العمر، فقد أرهق دفاعات الخصم وتفوق عليهم بشكل كبير من حيث السرعة والأداء وغادر الملعب من دون أن يبدي أي تعب، بينما سجل بنزيما هدفين من الأهداف الخمسة، تلاعب في أحدهما بدفاعات وحارس مرمى ليفربول بطريقة مذلة.
وعلق اللاعب الفرنسي الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم على الحادثة بالقول: «أود أن أشكر جمهور ليفربول على التصفيق لنا، لكن الشكر الكبير لجمهورنا لأنهم كانوا اللاعب رقم 12 بالنسبة لنا».