منذ طفولتنا وحتى بعد أن كبرنا ولعقود طويلة، كنّا دائماً ما نسمع عن مدى أهمية الفاكهة لصحتنا ولعل أبرز جملةٍ سمعناها «تفاحة كل يوم تغنيك عن الطبيب»، وغيرها من التأكيدات التي تربط بين استهلاك الفاكهة وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض مؤشر كتلة الجسم.
ولكن ورغم كل تلك الفوائد الكبيرة التي يتحدث عنها الأطباء للفاكهة، يبقى السؤال الكبير، هل من الممكن أن يأكل شخص ما الكثير من الفاكهة؟ وما المقدار الذي يجب أن يحصل عليه الشخص من الفاكهة يومياً؟
وفي حال كنتِ من مصابي مرض السكري أو ممن يتبعون حميةً غذائية لإنقاص الوزن، فإن أكثر ما ستقلقين بخصوصه هو كمية السكر الموجودة في أنواعها المختلفة، وقد تجدين نفسكِ تتجنبين تناول العديد منها.
ولذلك قد تتساءلين حول ما إذا كان يجب عليك الحد من كمية الفاكهة التي تتناولينها يومياً للمساعدة في إدارة وزنك وحدة مرضك.
بعض السلبيات المحتملة لتناول الكثير من الفاكهة
بدايةً لا بدَّ من التأكيد على أن الفاكهة غذاء صحي بشكل لا يصدق ويأتي بالكثير من الفوائد، ولكنها كأي طعام آخر فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يكون له سلبيات، وهي ليست استثناءً عن هذه القاعدة.
ورغم أن التفاح والتوت والحمضيات والفواكه الأخرى توفر ترطيباً طبيعياً للجسم والكثير من العناصر الغذائية المهمة، إلا أنه وفي حال كنتِ تأكلين الكثير منها بحيث تستبعدين مجموعاتٍ غذائية أخرى، فقد تتعرضين لمشكلة، أساسها نقص الدهون الصحية والبروتينات.
وصدقي أو لا تصدقي، فإن تناول الكثير من الفاكهة قد يأتي بنتائج عكسية ويقوض جهودك الصحية في إدارة وزنك، لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
كيف يمكن أن يؤثر تناول الكثير من الفاكهة على ظروف صحية معينة؟
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري أو مرض السكري، من الضروري مراقبة الكربوهيدرات، التي تحتوي عليها الفاكهة بكثرة، وهو الأمر الذي قد يضر صحتهم.
لذلك، وبالنسبة لأولئك الأشخاص المصابين بهذه الأمراض الالتزام بحصة واحدة من الفاكهة لكل وجبة أو وجبة خفيفة، ودمجها مع مصدرٍ للبروتين أو الألياف أو الدهون.
أما بالنسبة لأولئك المصابين ببعض أمراض الجهاز الهضمي، فقد تكون الأطعمة الغنية بالألياف صعبة الهضم أو تسبب عدم ارتياح في وأعراضاً سلبية مثل الغازات والانتفاخ والتهاب القولون، وعليه يجب التحدث مع الطبيب لتحديد الفاكهة التي يمكن للجسم تحملها.
هل الفوائد الصحية الأخرى تفوق المخاوف بشأن السكر؟
يستجيب الجسم بشكل مختلف للسكريات المضافة مقارنة بالسكريات الطبيعية، حيث يتم توصيل السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة إلى مجرى الدم تدريجياً بسبب وجود العناصر الغذائية مثل الألياف والبوليفينول، وعليه يجب على الجسم تفكيك هذه العناصر الغذائية، مما يعني امتصاص السكر في الجسم بشكل أبطأ.
والخبر السار بالإضافة إلى ذلك، هو أن الفاكهة تحتوي على العناصر الغذائية المفيدة التي تفوق مخاطر استهلاك السكريات الطبيعية لذا لا ينبغي تجنبها، حيث أظهرت الأبحاث أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الفاكهة الكاملة يمكن أن تعزز مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية.
ما كمية الفاكهة التي يمكنك تناولها في اليوم؟
يعد تناول أربع إلى خمس حصص من الفاكهة هو أعلى مستوى مقبول، ولكن يجب عليكِ أيضاً أن تسعي للاعتدال والتنوع في طبقك، والتأكد من أنكِ تستهلكين كميات كافية من الخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية أو الحيوانية.