تناولت الصحفيّة والمصوّرة السينمائية إليسا إياناكون في حوارها الملهم ضمن فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» منهجيتها الخاصة في توظيف الفنّ والواقعيّة السحرية في علاج الأزمات وقضايا العنف المنزلي والجسدي وغيرها، مشيرة إلى أنّ الفنّ يُمكنه أن يعيد القوة إلى الضحيّة، لرواية قصتها مع شعور بالفخر بدل الحزن أو الخزي، كما يعدّ أداة لتجسيد العدالة والألفة والتواصل وتحقيق الشفاء، فهو قادر على مواجهة الأزمات وقضايا العنف.

وشاركت إياناكون خبرتها في تغطية النزاعات في أكثر من 50 دولة في 6 قارات، وذلك في جلسة اندرجت ضمن فعاليات اليوم الأول من النسخة السابعة من المهرجان في «إكسبو الشارقة». واستعرضت العديد من الصور التي انتقلت خلالها من التصوير التقليدي إلى التصوير الإبداعي، ووظّفت فيها الفنّ والألوان وغيرها من العناصر كأداة لإخراجها وفقاً لمنهجيتها التي تؤمن بها والمتمثلة بالواقعيّة الساحرة، إذ أدخلت عناصر الخيال على القصص الحقيقيّة وقدمتها بشكل فنّي يُسهم في توصيل الرسالة على أكمل وجه، وتحديداً فيما يتعلق بنقل الألم والمعاناة جرّاء النزاعات التي يشهدها العالم.

وتنقلت إليسا أثناء الحوار بين العديد من القضايا التي قامت بتغطيتها، كالاحتجاجات في عدة دول، بما فيها مصر، ووثقت أيضاً أزمة اللاجئين في العديد من مخيمات النزوح بما فيها العراق، وقالت: «بعد هذه المسيرة الطويلة كنت شاهدة على مدى الألم الذي يمكن أن يسببه الإنسان للإنسان، وكان لا بدّ من نقل ذلك للعالم، ولكن بالطبع هناك حدود أخلاقيّة، فكان التحدي هو كيفية نقلها دون المساس بالقيم الإنسانية، ومن هنا جاءت فكرتي بتوظيف الألوان عوضاً عن التصوير بالأبيض والأسود الذي يزيد من ألم الضحيّة».

وأضافت: «قمت بالتركيز على موضوع يخصّني جداً لأنه ليس بإمكاني أن أحمل كل هذه الهموم التي شاهدتها على عاتقي، فانصبّ تركيزي على موضوع العنف الجسدي، والتقيت بالعديد من الضحايا الذين قرروا رواية معاناتهم وتحدي الألم الذي عاينوه على مدار فترات طويلة، ومن هنا بدأت باستخدام تقنية عجلة الألوان، وهي عبارة عن 24 لوناً على شكل عجلة أقوم بربط الصور فيها وتوظيفها لإضفاء طابع من الواقعية السحرية عليها لتصل الرسالة بشكل قوي».

واستعرضت إليسا العديد من القصص، والتي وثّقتها على شكل صور فنيّة تزخر بالألوان والتفاصيل الدقيقة مثل صورة «المملكة» التي تُشرك الضحيّة في العملية الإبداعيّة بهدف تمكين مواجهتها للألم والمعاناة، وبالتالي الوصول إلى مرحلة الشفاء.

إقرأ أيضاً:  بعد 25 عاماً على «تايتنك».. جاك كان يمكن أن ينجو
 

وتطرّقت إليسا إلى موضوع الصدمة والشفاء ضمن مسيرتها الطويلة، عبر الحديث عن العديد من المشاريع، منها أحلام الطفولة، التي سلطت الضوء على الصغار في مستشفى نيسلون مانديلا للأطفال، إلى جانب الحديث عن الحرب في أوكرانيا، وغيرها من القضايا.