وسامة في الإطلالة، وسلاسة في الأداء، وأناقة في المظهر، والكثير من المميزات الأخرى؛ جعلته «نجم الموسم» بلا منازع.. إنه الفنان قيس الشيخ نجيب، الذي تربع - خلال بطولة مسلسل «ستيليتو» - على قائمة الفنانين الأكثر متابعة، خلال 4 أشهر استغرقها عرض هذا العمل، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً؛ بسبب حكايته التشويقية، التي بدأت بجريمة قتل غامضة، ولم تتحلحل خيوطها إلا في الحلقات الأخيرة، بعد سرد تفصيلي ليوميات مجتمع كامل.. وها هو «كريم معوض» في حوار خاص عن هذا المسلسل:
• بعد 30 حلقة، انتهى عرض «ستيليتو»، وبشخصية «كريم معوض» استحوذت على إعجاب الجمهور.. ما الاختلاف في هذه الشخصية؟
- الاختلاف ليس فقط في الشخصية، فالمسلسل - بشكل عام - لا يشبه المسلسلات الأخرى. الحبكة الدرامية، وبناء الشخصيات، وأسلوب الإخراج، وأداء الفنانين، وحتى مواقع التصوير.. كلها عوامل ساهمت في نجاح العمل، وتحقيقه نسب مشاهدة كبيرة، ولا بد من الإشارة إلى أن المسلسل - طوال فترة عرضه - بقي في المركز الأول كأكثر المسلسلات مشاهدة عبر المنصة التي عرضته في مختلف الدول. أما اختلاف الشخصية، فأعتقد أنه تركيبة «كريم معوض» النفسية بالدرجة الأولى، فهذا الرجل أفاق إلى نفسه عندما شعر بالحب يطرق باب قلبه، في وقت كان يعيش فيه حياة زوجية روتينية من الناحية العاطفية إلى حد ما، بالإضافة إلى خلافاته مع أهله، رغم أنه ينحدر من طبقة ثرية. أيضاً المكائد التي تعرض له خلال العمل، جعلته يبدو مختلفاً وصادماً أحياناً في تعبيراته، وردود أفعاله، وتصرفاته بشكل عام.
• كيف تعاملت مع هذا الدور، وهل تأثرت بالشخصية الأصلية في المسلسل التركي؟
- بالنسبة لمسألة التأثر بالشخصية الأصلية، أعتقد أن جميع الممثلين في النسخة العربية بعيدون كل البعد عن هذا الأمر، فكلنا صممنا على تقديم شخصيات أقرب إلى واقعنا وحياتنا وتعابيرنا. بالطبع، العمل يتحدث عن طبقة معينة من المجتمع، وله خصوصيته، لكن مع ذلك الشخصيات كلها كانت متقاربة. بالنسبة لي، تعاملت مع «كريم» بحالة من «الهارموني»، إن صح التعبير؛ فالشخصية بدأت من مكان وانتهت في آخر. أتمنى أن يكون هذا التصاعد الدرامي قد وصل إلى الجمهور، واستمتع به.
• تعرَّض العمل للكثير من الانتقادات، وفي المقابل حقق جماهيرية واسعة.. ما سر هذا التناقض؟
- لا يوجد عمل فني تجتمع عليه كل الآراء، فوجهات النظر المتفاوتة دائماً موجودة، وهذا حق مشروع، ومن تابع العمل بنظرة نقدية سجل بعض النقاط السلبية. أما من اعتبر أن المسلسل سرد لحكايات قد يحصل بعضها في حياتنا اليومية، فقد سجل إعجابه بالعمل. في النهاية، قدمنا العمل بصيغة مرضية، وإن وجدت بعض الانتقادات البناءة؛ فهي مفيدة لنا في تجاربنا القادمة.
• «هذا العمل شكلٌ حديثٌ للدراما العربية».. هل توافق على هذه المقولة؟
- ليس بالمعنى الدقيق، فهو امتداد لتجارب فنية نعيشها منذ سنوات، وإذا عدت إلى التاريخ، فستجد أن الأعمال قبل الفضائيات كانت 13 حلقة، ومع انتشار المحطات والتركيز على موسم رمضان أصبحت 30 حلقة، واليوم هناك مسلسلات مؤلفة من 6 حلقات، فالدراما تتطور حسب الحاجة؛ لأنها مرآة المجتمع، فلا يجوز اليوم، مثلاً، أن نغفل التكنولوجيا أو الأحداث المحيطة بمسلسل معاصر اجتماعي. أنا، بالطبع، لا أتكلم عن أعداد الحلقات وحسب، بل عن الشكل، والمضمون أيضاً.
• كاريس بشار وديمة قندلفت.. من منهما الأقرب إلى قلبك؟
- (ضاحكاً) تخيرني بين زوجتي «فلك»، وحبيبتي «ألما»!.. الاختيار صعب؛ فهما زميلتان غاليتان على قلبي، واستمتعت بالعمل معهما خلال هذا المشروع الطويل. لا أستطيع أن أقول من الأقرب إلى قلبي؛ لأنني أكنَّ لهما كل المحبة والتقدير، وهما فنانتان لهما شأنهما وحضورهما، وأضافتا الكثير إلى العمل.
• حالياً، تصور عملاً جديداً في تركيا، هل مِن تفاصيل عنه؟
- في العادة لا يمكننا الحديث عن مشاريعنا القادمة، لكن باختصار هو مسلسل طويل من بطولتي أنا والنجمة سلافة معمار، وبمشاركة عدد كبير من الفنانين، وهو مختلف تماماً عن مسلسل «ستيليتو».
• هل تشعر بالرضا عما قدمته.. حتى الآن؟
- بكل تأكيد أشعر بالرضا، لكن في الوقت نفسه مع كل حلم أحققه يولد معه حلم جديد أكبر منه، ربما باتجاه مختلف. لا شك في أن الشخصيات التي قدمتها سابقاً كلها أحبها، ولست نادماً على أيٍّ منها، لكنني أيضاً أبحث عن تجارب جديدة، تستفزني، وتقدمني بشكل جديد إلى المشاهد العربي.
• لو وقفت وجهاً لوجه مع «كريم معوض».. ماذا ستقول له؟
- أقول له شكراً مرتين: الأولى: للمتعة التي منحني إياها طوال عام كامل تقريباً، استغرقه تصوير المسلسل برفقة هذا الفريق المميز. الثانية: للنتيجة المبهرة التي ظهر بها، إذ إنها حققت لي مكانة جديدة، ونجاحاً كبيراً.