أحمد الجسمي: صناعة النجم لدينا مفقودة

تاريخ مملوء بالتجارب الفنية المهمة، أوصلته إلى التربع على عرش النجومية المحلية، ومكانة خليجية وعربية مميزة، لمعت أدواره في المسرح والتلفزيون، وأكد حضوره دائماً في كل شخصية يقدمها.. إنه النجم الإماراتي المخضرم أحمد الجسمي، الذي زارته «زهرة الخليج» في موقع تصوير أحدث أعماله «أهل الدار»؛ لتكريمه ضمن تك

تاريخ مملوء بالتجارب الفنية المهمة، أوصلته إلى التربع على عرش النجومية المحلية، ومكانة خليجية وعربية مميزة، لمعت أدواره في المسرح والتلفزيون، وأكد حضوره دائماً في كل شخصية يقدمها.. إنه النجم الإماراتي المخضرم أحمد الجسمي، الذي زارته «زهرة الخليج» في موقع تصوير أحدث أعماله «أهل الدار»؛ لتكريمه ضمن تكريم المجلة لنجوم الفن الإماراتي، وقد استقبلنا الجسمي بكل ترحاب، مؤكداً اعتزازه بهذا التكريم، الذي يعني له الكثير، والذي بدأنا الحديث انطلاقاً منه:

 

 

 

• تشرفنا بتكريمك ومنحك درع «المجلة» التقديرية على مسيرتك الفنية الطويلة والغنية.. ماذا يعني لك التكريم بشكل عام؟

- في الحقيقة.. أتقدم بالشكر - بشكل شخصي - إلى «زهرة الخليج»، هذه المجلة الأصيلة، التي قضينا عمراً معها منذ التأسيس؛ فمجلتا: «ماجد»، و«زهرة الخليج»، من المجلات التي لها سمعة راقية على المستوى العربي. في الحقيقة، تم تكريمي كثيراً من قبل المسرح والتلفزيون، وبعض المهرجانات الفنية، المحلية والعربية والخليجية، وهذا يعني لي الكثير. لكن، تكريمي من «زهرة الخليج» تكريم جديد أعتز به كثيراً، فلكم كل الشكر والتقدير.

• ما أبرز المحطات التي تفتخر بها.. خلال هذه المسيرة الطويلة؟

- بدأت من المسرح، ومازلتُ ابناً له، وأعتز وأفتخر بفرقة مسرح الشارقة الوطني، والتلفزيون كذلك، ومحطات أخرى مثل المهرجانات العربية أو الخليجية. هناك محطات بحياتي مثل بعض العروض التي فزت فيها كأفضل ممثل دور أول، بداية من مهرجان قرطاج المسرحي في مسرحية «مقهى أبو حمدة» عام 1987، ثم مسرحية «صهيل الطين»، من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، ومسرحية «طقوس الأبيض»، وسلسلة الروائع المسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بداية من «عودة هولاكو»، وانتهاء بـ«داعش والغبراء»، وضمت هذه السلسلة 12 مسرحية. نأتي إلى التلفزيون، وأتصور أن الأعمال التي قدمتها فيه مهمة وجيدة، لكن هناك محطات تكون مختلفة، مثل «أم هارون» الذي عرض في محطة محلية، وقبله «عجيب وغريب»، وإلى الآن الناس يطالبون بإنتاج أجزاء منه، وقدمناه مع سيدة الشاشة الفنانة حياة الفهد، وأيضاً العمل الأخير «ست الحسن» له أكثر من موسم، وقدمناه مع الفنانة هدى حسين، وكل المهرجانات التي شاركت بها مهمة بالنسبة لي، خاصة المهرجانات التي كنت فيها عضواً بإحدى اللجان.

 

 

• لك تجارب إنتاجية من خلال شركة «جرناس».. كمنتجٍ ما الصعوبات التي تواجهها الدراما الإماراتية اليوم؟

ـ في وقت ما كان لدينا إنتاج ضخم، وكان الآخرون يأتون إلى الإمارات، للمشاركة في أعمالنا المحلية، ثم أصبحت هذه الإنتاجات قليلة، رغم أن لدينا محطات تلفزيونية تعتبر رئيسية في الوطن العربي؛ لذلك يجب علينا أن نضع خطة للإنتاج المحلي، وألا يقتصر ذلك على شهر رمضان، فإذا أنتجنا من 6 إلى 8 أعمال تلفزيونية في العام، فسيعمل بها كل الفنانين الإماراتيين، وسيحدث حراك نوعي من الناحية الإنتاجية، حتى على مستوى الكتّاب والمخرجين.. لماذا نقول: إن فلاناً يعمل منذ أربعين عاماً، وإلى اليوم لم يحقق نجوميته؟.. ببساطة لأن صناعة النجم لدينا مفقودة، بسبب عدم وجود خطة واضحة لاستمرارية الإنتاج، لذلك الخطة هي رقم واحد؛ لأنها تؤدي إلى أمور إيجابية للمخرج والكاتب والممثل وشركة الإنتاج أيضاً. والشيء الثاني هو تطوير عملك كفنان، لكن لأن الفنان لا يجد أعمالاً كثيرة، يقبل أي سيناريو يطرح عليه. النقطة الثالثة المهمة هي التسويق، إذ إن الدراما الإماراتية تعرض على محطاتنا المحلية فقط، بينما نحتاج إلى تسويقها لتعرض خارج حدودنا. في الحقيقة، نحن في زمن لابد أن يتم فيه اختيار العمل والتعامل معه كمشروع؛ لأنه إلى الآن مازال مجرد «بيزنس».

• بدأت تصوير مشروعك «أهل الدار» لرمضان 2023.. أخبرنا عن هذا العمل!

- سيعرض هذا العمل على قناة سما دبي، وتلفزيون دبي، وكل الشكر والتقدير لهما على دعمهما، ولا نستثني تلفزيون أبوظبي أيضاً، المهتم بإنتاج الدراما المحلية. وعن مسلسل «أهل الدار»، ببساطة، عندما أقدم مشروعاً أضع العنوان الرئيسي كأساس للبناء عليه، والعمل باختصار يتكلم عن موضوع مهم، هو التفاوت بين الأفكار والأساليب والتعامل بين جيلين: جيل التواصل الاجتماعي و«السوشيال ميديا»، وجيل الآباء الذين يرون أن عاداتهم وتقاليدهم وارتباطهم بالدين والأسرة الأساس الصحيح، وكيف نقرب بين الجيلين. لذا، نحاول أن نوصل هذه الفكرة، من خلال أربعة من كبار السن، لا يستطيعون التفاهم مع أسرهم، كأنهم أحيلوا للتقاعد، فلا أحد يوافق تفكيرهم، ويشعرون بأنهم عالة على أسرهم. وهؤلاء الأصدقاء الأربعة يقترح أحدهم عليهم أن يذهبوا إلى دار للمسنين، لكنهم يقررون أن يجعلوا أحد بيوتهم دار مسنين خاصة.