قضى الرحالة والمستكشف التونسي، منير المجدوب، معظم عمره (30 عاماً)، يتجول في غابات تونس وتلالها وهضابها، ويغوص في بحارها؛ ليستكشف مكنونات وسحر الخالق؛ فهو يرى أن الاستكشاف والترحال ليسا مجرد هواية؛ لذا يسعى - من خلالهما - إلى أن يبثّ طاقة إيجابية في من حوله، ويحفز الناس على الحياة، واستكشاف الطبيعة، وجمالها وأسرارها، بعيداً عن فوضى المدن، والتلوث الذي يتسبب فيه البشر.. «زهرة الخليج» التقت المجدوب، قبل أن يبدأ رحلته نحو القارة الأفريقية بالدراجة الهوائية؛ فكان معه هذا الحوار:

• متى وكيف بدأ شغفك بالاكتشاف؟

ـ شغفي بالطبيعة والاكتشاف بدأ منذ طفولتي؛ إذ كان يصطحبني والدي إلى البراري والبحر، وبينما كان الكل منشغلين إما بالمشي أو السباحة، كنت أتطلع إلى اكتشاف ما وراء الحجر والشجر، وكنت أغوص لأكتشف ما تخبئه الصخور البحرية من خيرات، ولوحات جميلة من صنع الخالق، وهكذا بدأت الرحلة، فكلما اكتشفت ورأيت الجمال؛ أبحث عن اكتشاف جديد، وبعد ذلك بدأت مرحلة التوثيق، فأصبحت أصور وأكتب عن كل ما تراه عيني من جمال.

 

 

• من أين تستمد شغفك بالطبيعة؟

ـ من العائلة المحبة للطبيعة، ومن مدينتي «قليبية» التونسية، فهي تقع وسط ربوع خضراء وهضاب وغابات وبحار، وموقعها الاستراتيجي وسط الطبيعة جعلها - في حد ذاتها - لوحة جميلة من صنع الخالق.

بيت الأسماك

• تحب اكتشاف مكنونات البحار أكثر من غيرها، ما الذي يشدك إلى البحر؟

ـ ربما لأن البحر أقرب إلى بيتي من الغابة؛ فتجدني أتوجه إليه كل صباح حاملاً شغف الاكتشاف والمغامرة، كما أنني أغوص بأعماقه في كل فصول السنة؛ لأنني تعودت على برودة مياهه. وأحاول، دائماً، أن أصل إلى السفن القديمة الغارقة؛ لأكتشف ما فيها من موجودات، خاصة أنها غنية بالأسرار، واستطاعت الطبيعة أن تجتاحها وتكيفها مع ذوقها؛ فنجدها أصبحت بيتاً للأسماك وغيرها من المخلوقات البحرية الأخرى، إضافة إلى الطحالب والنباتات البحرية النادرة.

• ما أكثر ما يلفت انتباهك أثناء ترحالك؟

ـ الكثير من المشاهدات التي رسخت في ذاكرتي، وأكثرها للكائنات البحرية الغريبة والنادرة، بألوانها المدهشة، وانعكاس ضوء الشمس عليها. لقد منحني إصراري اليومي على مشاهدة شيء جديد مشاهدات ومواقف أقرب إلى الخيال.

 

 

• ما الرسالة التي تريد إيصالها؟

ـ دائماً أسعى إلى الحديث عن مخاطر الصيد العشوائي، خاصة أنه تسبب في ندرة الكثير من الحيوانات في الغابة والبحر، كما أنني أسعى إلى بث روح المغامرة والاكتشاف لدى الأجيال الجديدة.

حماية البيئة

• يقال إن الإنسان هو أكثر من أضر بالطبيعة.. إلى أي مدى تعتبر هذا الكلام صحيحاً؟

ـ نعم، التلوث البيئي من أشد وأخطر ما يهدد كوكب الأرض، وأحاول - من خلال صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي - أن أبعث دائماً برسائل حول التلوث، كما أنني أنظم مع أصدقائي حملات دورية للتنظيف، سواء على شاطئ البحر، أو في الغابات المحيطة بنا، وأجد الكثير من التفاعل، خاصة مع فئة الشباب.

 

 

• ما أكثر المواقف الخطرة، التي تعرضت لها؟

ـ تعرضت كثيراً لمواقف خطرة، آخرها وقوع الكاميرا الفوتوغرافية التي أغوص بها في قاع البحر، ولم يكن لديّ الكثير من الأكسجين، وكنت وقتها بين خيارين: الأول: أن أتركها وأصعد للتنفس مع رجوع غير مضمون؛ لأنني ربما أفقد القدرة على التوجه نحو المكان نفسه. الثاني: أن أخاطر بالقليل من الأكسجين المتبقي لديَّ، وأغوص بحثًا عنها، وقد استطعت الغوص والتقاطها بعد مشقة.

• بدأت التحضير الآن لاكتشاف القارة السمراء.. كيف ستكون الرحلة، ومن أين ستبدأ؟

ـ نعم، أجهز حالياً، للترحال بالدراجة الهوائية نحو جمهورية تشاد، ومنها إلى العمق الأفريقي. وأسعى - من خلال ذلك - إلى توثيق المغامرة، والفوز باكتشافات جديدة ونادرة.