شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة مساء اليوم حفل تكريم الفائزين في بينالي الشارقة بنسخته الخامسة عشرة، وذلك في منطقة قلب الشارقة.
وكان في استقبال سموه عند وصوله الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مكتب الشارقة الرقمية، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، ورؤساء ومدراء العموم ومدراء الدوائر الحكومية والفنانين.
واستهل الحفل بفقرات غنائية فنية عقبه عرض فيلمي تناول الأعمال والإنجازات التي تم عرضها في بينالي الشارقة على مدار الدورات السابقة وكبريات المشاركات من قبل الفنانين العالميين.
وفي كلمة ألقتها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، عبرت فيها عن امتنانها لصاحب السمو حاكم الشارقة، وتناولت أهمية الفنون في إمارة الشارقة قائلةً: «لقد شهدنا اليوم هذا الحدث المرتقب، وأصبحت الجهود التي بذلناها في مؤسسة الشارقة للفنون في عُهدة الشارقة وعُهدَتكم، ونحن نلتمس نبضها فيما نجوب العالم بحثاً عن قطافٍ إبداعيٍ يليق بها، وأعمال تقيم حوارها الكوني في مدنها وضواحيها، وها نحن قد أطلقنا النسخة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة، الذي أضاء لنا دروب الفكر والمعرفة والعطاء، واضعة بين يديه هذه الدورة التي أتمنى أن تكون جديرة بيديه الكريمتين».
وأضافت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي: «كان رهان الشارقة التاريخي هو رهان على الثقافة بمختلف تجلياتها وعلى الإنسانية بمختلف إثنياتها ومرجعيتها، وقد حاولنا أن نضيف شيئاً جديراً بإرثها الكبير، خصوصاً ونحن نحتفي بمرور ثلاثين عاماً على انطلاق الدورة الأولى من بينالي الشارقة، ذلك البينالي الذي دفع القيّم الراحل أوكوي إينوزور على التفكير بتقييم هذه الدورة متخذاً شعار»التاريخ حاضراً«عنواناً لها، فقد وجد أوكوي في الشارقة المكان الأمثل لإقامة حدث يبقى حاضراً في الأذهان على امتداد السنين».
وتطرقت رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون في كلمتها إلى الجهود المبذولة من قبل القائمين على بينالي الشارقة قائلةً: «ولأننا تشاركنا الحلم ذاته والرغبة ذاتها، فقد حاولت بكل ما اوتيت من عزيمةٍ ومقدرةٍ أن احقق هذا الحلم بصياغة دورة تسترشد بأفكاره وتصوراته التي أفضت في نهاية المطاف، وبعد رحلةٍ مديدةٍ من البحث والاستكشاف في عالم الفن والفنانين إلى هذه النسخة التي توزعت على امتداد الإمارة، في محاولة لإقامة حوار بين عروض البينالي والأعمال التي يستضيفها وبين الأماكن التي رسمت ملامح الشارقة بعمقها التاريخي وثرائها الثقافي لكم ولإكوي، ولأهلنا في الشارقة وجميع محبي الفن الذين توافدوا علينا اليوم من كل حدب وصوب».
من جانبها تحدثت الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون في كلمة ألقتها خلال الحفل مشيدةً بالشارقة واستضافتها للمبادرات الثقافية على مدار العام حتى أصبحت منارةً وعلامةً ثقافية فارقة وركيزة مرجعية للمنطقة، بفضل توجيهات ورؤية ومتابعة صاحب السمو حاكم الشارقة.
وأشادت الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي بجهود الشيخة حور بنت سلطان القاسمي للتحضير لهذه الدورة من بينالي الشارقة وفريق العمل في مؤسسة الشارقة للفنون، لما لمسته من تطور ونقلة نوعية في بنيته الأساسية وطبيعة العروض التي تبناها واتساع وتنوع البرامج هذا العام، مشيرةً إلى أن بينالي الشارقة أصبح عاملًا أساسيًا في استقطاب الفنانين والقّيمين والعاملين في الحقل الثقافي والإبداعي، والذي يهدف إلى توفير الاحتياجات التي يتطلبها المجتمع من دون المغامرة بالسوية الإبداعية التي من شأنها الارتقاء بوعيه الفني وذائقته الجمالية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الفائزين في بينالي الشارقة في النسخة الخامسة عشرة وهم بشرى خليلي عن عملها (الدائرة)، ودوريس سالسيدو عن عملها (مُجتث)، وهجرة وحيد عن عملها (ترنيمة 2)، إضافة إلى جوائز الإشادة الشرفية التي تم منحها إلى الفنانين لي كاي تشونغ، وتانيا الخوري، وغابرييلا جولدار، وأمار كانوار، وجويري مينايا، وفارونيكا صراف، كما تفضل سموه بتكريم الرعاة للدورة الخامسة عشرة، ملتقطاً سموه معهم الصور الجماعية.
ويركز بينالي الشارقة 15 الذي يقام في الفترة من 7 فبراير ولغاية 11 يونيو في مختلف مدن الإمارة على ماضي الشارقة الحي، عبر عالم متعدد الثقافات وعابر لها يتجسد من خلال ما يزيد على 300 عمل فني لأكثر من 150 فناناً ومجموعة فنية من جميع أنحاء العالم، والتي سيتم تنصيبها في خمس مدن على امتداد الإمارة، إذ عمد الفنانون المشاركون إلى تطوير ممارسات نقدية للتفاهمات الأحادية للنزعة الوطنية والتقاليد والعرق والجندرية والجسد والخيال، ولتندرج هذه الروح النقدية في ثيمة البينالي وتقاطعاتها.
ويعد بينالي الشارقة منصة دولية للعرض والتجريب لفنانين من المنطقة وخارجها، ومنذ عام 1993، قام بينالي الشارقة بتكليف وإنتاج وتقديم أعمال تركيبية عامة ضخمة، وعروض أداء، وأفلام لفنانين من جميع أنحاء العالم، مما جلب مجموعة واسعة من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية والمنتجين للمجتمعات في الشارقة والإمارات العربية المتحدة والمنطقة.