تصيب متلازمة "آشر" ما بين ثلاثة إلى عشرة أشخاص من بين كل مئة ألف شخص حول العالم، وعلى الرغم من قلة عدة المصابين بالمتلازمة، فإن علماء الطب لا يتوقفون عن ابتكار وسائل مساعدة طبية تعين المرضى على التعايش مع إصاباتهم، وتساعدهم على المضي قدماً في الحياة.
ومتلازمة "آشر"، هي مرض وراثي يؤثر على السمع والرؤية، والسبب الجيني الأكثر شيوعاً للصمم والعمى المشتركين.
ومعظم المواليد المصابين بالمتلازمة يعانون الصمم، بينما يتدهور بصرهم تدريجياً حتى يفقدوه تماماً مع بلوغ أعمارهم ما بين 15 و18 عاماً.
واستطاع العلماء ابتكار معينات سمعية يمكن أن تساعد المصابين على سماع من حولهم، لكنهم لم يكونوا قد توصلوا إلى علاجات تساعد في الرؤية، لكن دراسة طبية أميركية، توصل الباحثون فيها في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال في ولاية كاليفورنيا إلى تطوير تقنية ثلاثية الأبعاد، مأخوذة من عينات الخلايا الجذعية لبعض المتبرعين من المصابين بمتلازمة أشر، يمكن أن تعيد الأمل في حال نجاحها إلى المصابين في الرؤية.
وتقوم الدراسة على ابتكار عيون مصغرة، اعتماداً على الخلايا التي تكشف الضوء في العيون، والتي تعرف بالخلايا العصوية، ويوضح مؤلف الدراسة والباحث الرئيسي فيها، الدكتور يه تشوان ليونغ، أنه من الصعب دراسة الخلايا العصبية الدقيقة لشبكية المريض التي يتعذر الوصول إليها، لأنها مرتبطة بشكل معقد، وتقع في مؤخرة العين، فيقول: "قمنا باستخدام خزعة صغيرة من الجلد عبر التكنولوجيا لإعادة برمجة الخلايا إلى خلايا جذعية، ثم إنشاء شبكية عين طُورت في المختبر بنفس الحمض النووي، وبالتالي نفس الظروف الجينية لمرضانا، والعيون المصغرة التي تم تطويرها في هذا البحث، تسمح مستقبلاً بدراسة الخلايا الفردية الحساسة للضوء من العين البشرية، وبتفاصيل أكثر من أي وقت مضى".
والخلايا العصوية تسمى علمياً "ROD CELLS"، وهي خلايا مستقبلة للضوء في شبكية العين، وتسمى بالعصوية بسبب شكلها الأسطواني الطويل، حيث تعمل هذه الخلايا في ظروف إضاءة أخف مما تعمل فيه الخلايا المستقبلة للضوء الأخرى، مثل الخلايا المخروطية، وتتركز في الحافات الخارجية للشبكية حول مركز الشبكية، وتستخدم في الرؤية المحيطية والرؤية في الظلام.
إقرأ أيضاً: عمليات تصحيح النظر.. إليك كل ما تحتاجين معرفته