لم يبق الكثير حتى ينتهي أجمل وأسرع شتاء في العالم!!!
فلنستغلنَّ: ما تبقى منه في الرحلات البرية، والتجمعات الأسرية.
ولنستمتعنَّ: بجمال الطبيعة الخلابة، وسكون الصحراء، و«نوري الضو»، ونلتم حولها.
ولنسردنَّ: لأطفالنا حكايات أجدادنا، وكيف تميزت حياتهم بالبساطة، وتعاملوا مع البيئة بمهارة؛ ليتعرفوا - خلالها - على السنع الإماراتي، الذي استقاه الأجداد من ثقافتهم الأصيلة، وموروثهم الثقافي العريق، ليحافظوا على هذا الموروث، والعمل به في كل شؤون حياتهم اليومية؛ فالسنع أسلوب حياة.
ولنخبرنهم: كيف كان الأطفال يقضون زمنهم في تلك الحقبة، حيث كان الصبيان يرعون الأغنام في أجواء صحراوية مختلفة المناخ، ويؤدون صلاة الجماعة في الفريج الواحد مع الكبار، وتربوا على العمل والمشاركة في الحياة اليومية، وقد حرصت الأمهات على تربية أبنائهن على السنع أي الأدب والأخلاق الحميدة؛ ليتصفوا بشِيَم الرجال منذ الطفولة؛ فتسند إليهم بعض المهام؛ للاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية؛ فتجدهم «حامسين» أي مستعدين لاستقبال الضيوف؛ ليقدموا إليهم القهوة، وما يتوفر من تمر وطعام حاضر، وليسألوا عن علومهم أي أخبارهم.
ولنبلغنهم: بأن الفتيات يترعرعنَّ على أن يكنّ «راعيات بيوت»، ومسؤولات عن أمور كثيرة، أهمها أسرهن، ويتعلمن الاحتشام، ويشاركن في صناعة البراقع، والغَزْل، وحياكة الملابس، وصناعة الخوص، والجامي، واليقط، وخض الحليب، وصناعة الزبدة.
وأنهن يشاركن في الحرف اليدوية، كصناعة الحبال، والجلود التي تحفظ الأغذية والماء، والخوص باستخدام السعف أي أوراق شجر النخيل في عمل السلال، والمهفة، والحابول أي الحبل، بعد نقع ليف النخيل في الماء، وبناء العريش.
ولنأخذنهم: في جولة استكشافية؛ للتعرف إلى النباتات الصحراوية، التي لا تنمو إلا في فصل الشتاء مع هطول الأمطار، ولنعلمنهم الفرق بينها، كالطراثيث، والعرايين، والفقع، والحميض، وفوائدها.
ولنستمتعن، في الختام، بإعداد المجبوس مع «مكيكة» الأرطا، تحت ظل الغافة.
مقتبس من كتاب «وين الطروش؟»، للشيخة صبحه بنت محمد الخييلي.