لاقت الأفلام والمسلسلات الكورية رواجاً كبيراً في العالم العربي، واستطاعت دخول البيوت دون استئذان، وقد يرجع هذا الأمر، وفق ما يعتقد عدد كبير من النقاد والمحللين، إلى أسباب عدة، منها ما هو بعيد عن صناعة الدراما وقصتها وأبطالها، وإنما له علاقة مباشرة بالعادات والتقاليد والأخلاق التي تعرضها هذه الدراما، والتي تتشابه إلى حد كبير، وتتطابق تماماً مع العادات والتقاليد التي اعتادها العرب.
وليس مفاجئاً أن الثقافة الكورية قريبة بشكل كبير لتلك التي تعيشها الشعوب العربية، وتناقلتها جيلاً بعد جيل، وتبدو بعيدةً بعض الشيء عن الثقافة الأوروبية.
ومن الجميل أن العادات المشتركة، بين هذه الشعوب، تتمثل بالكثير من السلوكيات الإيجابية، وأفعال الفضيلة التي تنشدها كل الشعوب بشكل عام. وسنسرد، في هذا التقرير، أبرز أوجه التشابه بين الثقافة الكورية والعربية، التي تنسحب إلى وجود تشابه في بعض الطقوس الدينية.
العائلة
كما هم العرب، فإن الكوريين يعتبرون العائلة أمراً مقدساً، وتحث عاداتهم وتقاليدهم على بر الوالدين، والاعتناء بهما وطاعتهما والعيش معهما حتى الزواج والاستقلال، ولا تنقطع روابط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم طيلة حياتهم، إذ يحرصون على برهم ورعايتهم دائماً.
ويشترك الكوريون مع العرب في ما يعرف بفضيلة صلة الرحم، فهم يتواصلون مع أقاربهم وينتمون لعائلاتهم، ويلجؤون لهم في السراء والضراء، كما تعرف علاقة الأخوة بقوتها ومتانتها في كوريا، كما هي معروفة لدى العرب بشكل عام، وقد يرهن الكوري منزله، لينقذ شقيقه من مأزق مالي، على سبيل المثال.
التراحم والتكافل
يعد التراحم والتكافل، أيضاً، من العادات المشتركة بين العرب والكوريين، إذ يحرص أبناء الشعب الكوري على تقاسم السراء والضراء، كما اعتدنا نحن العرب، وفي حال حدوث مأساة أو مصيبة لا قدر الله، فإنهم يهرعون لمساعدة المحتاج، كما أن المناسبات الاجتماعية لديهم تعتبر مناسبة لتقديم المساعدة والعون، مثل تقديم المساعدات المالية عند الزواج، التي تقدم عادة من خلال وضعها بمغلف ورقي، وتقديمها للعريس أو العروس تماماً كما يفعل العرب.
ويحترم الكوريون كبار السن بشكل كبير، وعلى سبيل المثال يحني الكوريون رأسهم قليلاً عند طرح السلام، لكنهم ينحنون أكثر للأشخاص كبار السن.
إقرأ أيضاً: بقع الملابس.. كيف تتخلصين منها؟