منار آل علي: الجمال يكمن في البساطة
نشأت منار آل علي في كنف عائلة طموحة، تحب وتشجع الإبداع والمبدعين، ودرست «إدارة أعمال وتسويق»، وتخرجت في جامعة الشارقة عام 2008. تزوجت منار عام 2013، وانتقلت من الشارقة إلى أبوظبي، وكان هذا الانتقال نقطة التحول في حياتها إلى الأفضل. وهي أم، وموظفة في مجال التسويق بإحدى الهيئات الحكومية، ورائدة أعمال، ومؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي بمجال الديكور والتصميم الداخلي.. دخلنا بكاميرتنا إلى منزلها الجميل، الذي ينم عن ذوق رفيع، وشخصية راقية، فحدثتنا عن تفاصيل تصميمه الداخلي، وأمور أخرى، في هذا الحوار:
* متى بدأت تتلمسين حبك للتصميم الداخلي والديكور؟
- بدأ حبي للتصميم منذ صغري، وأنا في منزل والدي. ووالدتي كان لها التأثير الكبير في مهاراتي؛ كونها من عشاق التغيير والتجديد لأثاث المنزل بشكل سنوي؛ فقد كانت تأخذ بآرائنا جميعاً، وتصحبني معها في رحلاتها للبحث عن ديكورات وأثاث للمنزل. بمرور الوقت، وبعد أن أصبحت لديَّ أسرة ومنزل خاص، ازداد شغفي بالتصميم الداخلي فتعلقت به، وبدأت تلقي دورات تدريبية؛ لصقل مهاراتي، ومساعدتي على تحقيق الرؤية التي وضعتها لبيت المستقبل، وهو المنزل الحالي الذي أعيش فيه اليوم.
* أخبرينا بالمزيد عن تصميم منزلك، الذي تتبعين فيه الأسلوب «المودرن»!
- ربما يكون الأسلوب - الذي اتبعته في المنزل - مختلفاً عن المتعارف عليه في مجتمعنا الإماراتي؛ فلطالما أحببت اللون الأبيض، وكان لديَّ شغف بالتصميم الحديث، خاصة أسلوب «ميامي» في التصميم. وهذا ما حاولت إظهاره في منزلي، مع المحافظة على هويتنا، التي أبرزتها من خلال بعض الصور واللوحات. وبما أن اللون الأبيض من الألوان المفضلة لديّ، فقد اعتمدته في التصميم، ووضعته منذ البداية لوناً أساسياً، وأحببت أن يكون المنزل بسيطاً وفخماً في الوقت نفسه، إذ تكثر به الأشجار والخضرة في كل زاوية، فأنا من عشاق النباتات والأشجار.
* للرخام مكانة خاصة في منزلك، كيف تصفين جمالياته من منظورك؟
- غالباً يجذب الرخام الانتباه، بألوانه المبهرة ولمعانه الجميل، كما يضفي على المكان فخامة ورقياً. بالنسبة لي، كل قطعة رخام لها قصة وتاريخ، من حيث أصلها ومكان جلبها وطريقة حفّها وقصها.. وإلخ. أكثر ما أحبه في الرخام كونه حجراً طبيعياً لا مثيل له، فكل قطعة منه متميزة عن الأخرى؛ ما يجعل كل قطعة رخامية في أي منزل متفرّدة بحد ذاتها، ناهيك عن أصولها، ومصادرها المختلفة، التي تميزها عن بقية المواد.
* ما نصيحتك الثمينة والأزلية لمن يريدون تصميم غرفة جلوسهم؟
- غرفة الجلوس هي غرفة العائلة، فاحرصوا على انتقاء مكانها في المنزل؛ لتكون المكان الأجمل والأوسع الذي يحتويكم كل يوم. أنتم تستحقون الأفضل والأجمل مع ضيوفكم، وتذكروا دائماً أن الجمال يكمن في البساطة.
* وما نصائحك العملية لتصميم غرف الأطفال؟ وغرف ألعابهم؟
- بالنسبة لغرف الأطفال، اجعلوها مملكتهم الخاصة، عبر عكس الألوان، والثيمة التي يحبها كل طفل، مع ضرورة عدم المبالغة في التصميم؛ فالأطفال سرعان ما يكبرون، وتتغير متطلباتهم في الغرفة. أما غرفة الألعاب، فنصيحتي الأبدية أن تجعلوها قريبة منكم، ومن غرفة جلوسكم؛ لأن هذه اللحظات لن تعود، وستصنعون ذكريات جميلة؛ إذا كنتم بجوارها، ولستم بعيدين عنها.
* كيف نختار اللوحات الفنية بشكل يناسب ستايل وثيمة المنزل؟
- اللوحات تشكل عاملاً مهماً في تحول المكان وإعطائه الطابع الذي تحاولون الوصول إليه. وعليه، من المهم تحديد ثيمة وستايل وطابع المكان منذ البداية؛ حتى يتم اختيار اللوحات بشكل صحيح دون تشتت. وكذلك، من المهم تحديد مكان اللوحة، وسبب وضعها، فهل هي - مثلاً - قطعة أساسية لشد انتباه الزائر، أم قطعة مكملة للأثاث؟.. وهكذا. في رأيي، اللوحات تعكس شخصية الأفراد؛ لذا اختيار اللوحات يجب أن يعكس ذائقة الشخص وشخصيته، ويلائم المكان في الوقت نفسه.
* ما الذي تفضلينه من الأسلوب الكلاسيكي والفن المعماري القديم؟ ومن اتجاهات الديكور لعام 2023؟
- أنا لست من عشاق الأسلوب الكلاسيكي، لكن الخشب والأقواس وورق الجدران من خصائص الأسلوب الكلاسيكي، الذي يمكنني استخدامه وعكسه في التصاميم الحديثة (المودرن) بطريقة معاصرة. وبالنسبة للفن المعماري القديم، فلطالما استهوتني البراجيل بأشكالها وألوانها، وكذلك الليوان، الذي يعتبر نمطاً كلاسيكياً إماراتياً بحتاً، وأيضاً النقوش والرسوم الصخرية بشتى أنواعها على الجدران الداخلية والخارجية في المباني والعمارة. ومن اتجاهات الديكور، أفضل وأعشق فكرة دمج الطبيعة في التصميم الداخلي، والألوان الهادئة للخشب والأرضيات، وكذلك دمج الألوان الصارخة في الألوان الهادئة بطريقة فنية ومحترفة.
بيت مثالي
* في رأيك.. ما البيت المثالي؟
- ليس هناك بيت مثالي. لكن، بالنسبة لي البيت المثالي، هو الذي يغمره الحب والأمان والراحة النفسية.
* ما توقعاتك لمنزل «المستقبل».. ربما بعد خمسين عاماً؟
- أتوقع أنه سيكون منزلاً هادئاً صغيراً، يطل على بحر أو بحيرة، ويجمعني بزوجي الغالي، وأستقبل فيه أبنائي وأحفادي.