سنوات طويلة، قضتها النجمة الإماراتية، رويدة المحروقي، بعيدة عن الفن، وتقديم الأعمال الغنائية الجديدة، لكن رصيدها السابق المتنوع والمميز ساعدها في العودة سريعاً إلى جمهورها، بمجرد أن أطلقت عملها الجديد، الذي يعتبر امتداداً لخطها المختلف في تقديم أعمال لا تشبه بقية ما يقدم على الساحة. العمل الجديد يحمل رسالة اجتماعية مهمة، هي الدعوة إلى الابتعاد عن الهواتف المتحركة أثناء اللقاءات الشخصية، في محاولة لاستعادة الحياة الاجتماعية الطبيعية، التي بدأت تختفي في السنوات الأخيرة.. حاورناها؛ لمعرفة المزيد عن حياتها وجديدها:
• كانت آخرة إطلالاتك الفنية في 2018، ثم انقطعت مرة ثانية.. ما الذي حدث؟
- الاختفاء الأول كان بسبب ظروف خاصة، وقررت أن أبتعد لأرتب حياتي قليلاً، والأمور أصبحت أفضل بعدها؛ فعدت إلى الفن، ثم هاجمتنا جائحة «كورونا»، وحدثت ظروف عائلية أخرى معي، ما دفعني إلى الابتعاد مرة ثانية، واليوم أعود بحماس كبير.
•تزامناً مع عيد الاتحاد، شاركت في أوبريت «إماراتي وأفتخر».. ما تفاصيل هذا العمل؟
- شاركت في تصوير وتسجيل أوبريت «إماراتي وافتخر»، من كلمات سلطان مجلي، وألحان فايز السعيد، مع مجموعة من فناني الإمارات، منهم: حمد العامري، والوسمي، وهزاع، وأريام، وفيصل الجاسم، وديم، وفايز السعيد، وصورنا الأوبريت بإدارة المخرجة نهلة الفهد. العمل جميل، ويحمل الطابع الإماراتي بحلة مختلفة قليلاً عما اعتدناه سابقاً في هذه النوعية من الأعمال، من حيث الشكل، وطريقة التصوير.
•بعد الغياب.. كيف كان لقاؤك مع الفنانين؟
- كنت أشعر بالتوتر بداية؛ لأنه مضى وقت طويل، ولا أعرف كيف سيستقبلونني، لكن ما إن دخلت الاستديو شعرت كأنني كنت معهم قبل يومين، واستقبالهم كان أكثر من رائع؛ فشعرت كأنهم عائلتي، وكنت مشتاقة إلى رؤيتهم جميعاً.
دعوة للتواصل
•«يللا دانس» هي أغنية العودة.. هل حقاً يجب أن ندعو العالم إلى التخلي عن الهواتف المحمولة؟
- لسنا ضد الهواتف المحمولة، لكن ضد فكرة أن تكون مع عائلتك مرة واحدة بالأسبوع، فعندما تجتمع العائلة على الغداء، أو غيره، ترى الجميع يمسكون بهواتفهم. وإذا التقى بعض الأشخاص في مقهى أو كافيه، كما رأيت بالفيديو كليب، فكل شخص ينظر في هاتفه، رغم اشتياقهم إلى بعضهم بعضاً، فالعلاقة الشخصية لم تعد موجودة. نحن نوجه دعوة إلى الاستمتاع بحياتنا؛ فإذا سافرت إلى مكان جميل، وقضيت الوقت في التصوير بهاتفك؛ فلن ترى بعينك «الحقيقية» جمال الرحلة، ومن ثم تعود وتنظر إلى هذه المظاهر عبر الهاتف!.. فلماذا - مثلاً - لا نشاهدها عبر «غوغل»، وينتهي الأمر؟ (تضحك)، يجب أن نتعلم الاستمتاع بالحياة.
•هل هذه الأغنية، بشكل عام، نتاج هذه الحالة التي حققتها طوال مشوارك الفني؟
- هذه شخصيتي، وليست خطة أتبعها، أنا أمشي خلف قناعاتي، وما أحبه، وسأبقى على المنوال ذاته، بأن أكون مختلفة، وأقدم أموراً تشبهني.
•لفت نظري أكثر من اسم، مثل: إنتاج «لايف ستايلز ستوديوز»، والمخرجة بتول عرفة.. أخبريني عن هذه العلاقة!
- الاسم الأول «لايف ستايلز ستوديوز»، التي تعاقدنا معها منذ عام، شركة يملكها الأستاذ فهد الزاهد، وهي شركة تحب دعم الفنانين، ومن فيها يحبون الفن، وكانوا يتمتعون بالمرونة عند اختيار الأغنية، وحتى خلال التصوير؛ فهم داعمون للفن والفنانين، وتعاملهم لطيف، ومن الجميل التعامل مع شركة واعية ومتفهمة، وشيء رائع أن أكون معهم. أما بتول عرفة، فتعرفت إليها منذ فترة قريبة؛ فمنذ عام تواصلنا بشكل عادي، ولم يكن بيننا خطط لأي أعمال، ولما جاءت الفرصة أحببت التعاون معها، وقد أعجبتني أفكارها وتركيزها في العمل ودقتها واختلافها عن غيرها؛ فقد أخرجتني بطريقة مختلفة عن الكليبات السابقة، صحيح هذه شخصيتي، لكن هناك بعض الاختلاف؛ لهذا أحببت التعاون معها، فلديها لمستها الخاصة بالمشهد التمثيلي في بداية الكليبات، وهذه لمستها الخاصة.
تعاون.. رغم الخلاف
• الأغنية من توزيع طليقك مدحت خميس.. كيف تم هذا التعاون، بعد خلافات بينكما وصلت إلى المحاكم؟
- (بابتسامة) نحن فصلنا حياتنا الشخصية عن العملية، ورغم أنه حدث خلاف بيننا وانفصلنا؛ فهناك ابن يجمعنا، وليس من مصلحة ابننا «نور» أن نعيش في خلاف دائم، وليس من مصلحتنا أيضاً. لا يوجد لدينا غير هذا الولد الوحيد، حفظه الله، ولأجل علاقة صحية في ظل الانفصال عدنا نتحدث من جديد، وعرفنا كيف نعمل معاً. لا أنكر أن فترة الانفصال لم تكن لطيفة، لكننا شخصان ناضجان بما فيه الكفاية، ونتعلم؛ فابننا «نور» هو أولويتنا. أثناء خلافاتنا، حينما كان يسألني أحدهم عن مدحت كموزع، كنت أفصل مشاعري عن مهنيته؛ لأنه من أمهر الموزعين بالعالم العربي.
• ألم يكن طليقك السبب في ابتعادك عن الغناء؟
- أستغرب اعتقاد الناس أنه كان السبب في ابتعادي؛ أنا عملت معه، وانفصلنا، وأكملت في عملي، ثم قررت الابتعاد عن الغناء، لكنني أرى تعليقات في «السوشيال ميديا» تقول إن طليقي سبب ابتعادي عن الفن، وهذا أمر غير صحيح.
• لماذا لم تعاودي كرة الزواج؟
- ربما لأنني لا أرغب في أن يكون لـ«نور» زوج أم؛ فربما يتعامل معه بطريقة سيئة، وقد نرزق بأبناء آخرين؛ فيختلف التعامل، وأعيد كرة الانفصال؛ لذلك ركزت مع «نور».. عموماً الزواج في النهاية «قسمة ونصيب».