بدأ محمد هلال رحلته في صناعة العطور العربية المشحونة بالمشاعر، منذ أكثر من 20 عاماً، مع شركة العطور الإماراتية «هند العود»، مدفوعاً بالطموح لابتكار عطور حصرية لكلّ نوع من الأحاسيس، باستخدام أروع المكوّنات العطريّة، وأفخرها. وانطلقت دار العطور الإماراتية الفاخرة بزخم كبير، وقادت مجموعة محمّد هلال إلى التوسّع مع علامات تجارية إضافية، مثل: «أنفاسك دخون»، و«خلطات». وبعد فترة وجيزة، قامت المجموعة بنشر أجنحتها منتقلة من إحساس بالعطور إلى الرائحة والذوق، من خلال مطعمين معروفين. وشاركت المجموعة بعطر «أهوجس» في معرض فنّ أبوظبي الأخير.. وعنها وعن مسيرته، نحاور الإماراتي الحالم محمد هلال:
• كيف تطورت عطور محمد هلال مع الزمن؟
- كان هناك نوعان من التطور: الأول: التطور في استخدام العطر، والثاني: التطور في نوعية المواد المستخدمة لصناعة العطر. في البداية، كان استخدامنا للعطر عبارة عن رائحة تعطر حياتنا، وبعدها كان الطموح الوصول إلى أهداف كبيرة. والآن، أصبح العطر يستخدم كوسيلة للإضافة والإرشاد وتوجيه محبي ومستخدمي الرائحة، حيث إن هدفنا اليوم أن تكون الرائحة هي المدرب والمذكّر، فهي ما يذكرك ببعض أهدافك وطموحاتك. أما عن شقّ المواد المستخدمة في صناعة عطورنا، ففي الماضي كنا نبحث عن مواد مميزة ونادرة؛ كي نصنع عطوراً نادرة ومميزة، والآن نستخدم المواد المتاحة لدى كل الناس، لكن نرتقي بها بطريقة خاصة؛ كي تكون مميزة بفكر ومهارات وعلم.
• هل من روائح معينة تذكرك بأشخاص أعزاء على قلبك، وألهمتك ابتكار عطر ما؟
- نعم هناك روائح كثيرة تذكرنا بالأعزاء على قلوبنا؛ لابتكار عواطف وأفكار جديدة، وهذه الحال بشكل عام هي التي تلهمنا سواء كانت رائحة أو لوناً أو مساحة أو حواراً؛ فدائماً الابتكار يحتاج إلى أذن مصغية، والنظر إلى الواقع، وتحويله إلى بعد جديد أو رائحة جديدة. وهناك كثير من الروائح التي كان لها إلهام بسبب أصدقاء أعزاء علينا.. أهلنا، الوالدة، الوالد، الإخوة.
• لماذا اخترت اسم «هند العود» لأحد عطورك الأيقونية الثلاثة؟
- اسم «هند العود» كان نية طيبة، ودافعاً عالياً وراقياً بهدف سامٍ، وهذه النية وهذا الهدف السامي سر خاص له أكثر من عشرين سنة، ودائماً أعتذر عن مشاركة هذا السر.
عطر المستقبل
• ما التجربة التي يختبرها ويعيشها رواد أسبوع «فن أبوظبي»؟
- التجربة هي إلهام كل فنان زائر، ومحب للفن، بأن حياته قرار، وأن لديه الخيار في أن يصنع البعد والعالم اللذين يريدهما في خياله. فالتجربة هي أن نقوم بتعزيز قدرات الإنسان على أن حياته قرار، من خلال قدرته على الخيال، وتطوير ما يريد في حياته، فهي عبارة عن تجربة بسيطة نسميها «أهوجس»؛ حينما تقوم بصناعة آفاق جديدة للواقع من خلال فنك، والحفاظ عليها إلى الأبد في الزمان والمكان. «أهوجس» هي المساحة الخاصة بك لتشكيل شغفك، لممارسة مهارة، أو لالتقاط موهبة إبداعية، وهذا انعكاس حقيقي لهدفك الشخصي المبتكر، لتمريره وإلهام الجيل القادم.
• حدثنا بالمزيد عن فكرة عطر «أهوجس»!
- نحن نؤمن، دائماً، بأن من أسباب النجاح أن يكون طموحك وأساسه إعطاء الناس شيئاً يضيف إلى حياتهم شيئاً جميلاً. ومن أساسيات طموحنا، من خلال «أهوجس»، أن نضيف إلى البشرية شيئاً مهماً يحتاجه كل إنسان، ويحتاج أن يعلم أن حياته هي صناعة طموحاته وأفكاره، لذلك «أهوجس» عطر يلهم الكثيرين بأنهم يستطيعون أن يصنعوا الحياة التي يريدونها، حيث إن شعار هذا العطر «عندما تصنع الروح بعداً جديداً للواقع»، فرائحة «أهوجس» هي الرائحة التي تلهم الجميع صناعة شيء جديد يتمنونه بحياتهم، وتعطيهم المفتاح لاختيار ما يريدونه في حياتهم، ويزيلون ما لا يريدونه في حياتهم.
• كصانع للعطور.. بماذا تلهمك أبوظبي؟ وهل تعتبر أنك تقدم عطوراً برائحة الإمارات؟
- أبوظبي كعاصمة لدولة الإمارات، هي شعلة من التميز والنجاح. أبوظبي قبل أن تلهمني، قامت بدور عظيم تجاهي، فقد سلطت الضوء علينا كتجار، وكعلامات تجارية إماراتية، كي ينظر العالم إلى إنجازاتنا. أبوظبي تلهمنا أن العالمية نتيجة طموحات صنعتها لنا الإمارة والدولة، فأبوظبي فكر ملهم، له عاطفة مميزة، نعمل عليها، ونشارككم هذه العاطفة الملهمة، غير الموجودة إلا في دولة الإمارات. سنجعل العالم يزور دولة الإمارات؛ لكي يعيش هذه العاطفة المميزة.
• هل تطورت العطور العربية عن السابق؟ وكيف يرتبط الجيل الجديد بالعطور القديمة؟
- في الحقيقة، لم تكن هناك عطور عربية، كانت هناك عطور يسمونها شرق أوسطية، أو شرقية، وليست عربية، فنحن ابتكرنا وقمنا بصناعة العطور العربية ونجحنا، وأصبحت هناك شركات عالمية تقوم بتقليد هذه الروائح. ونحن، الآن، في طور صناعة عطور عربية مستقبلية، من خلال محاكاة الناس، وطرح بعض الأسئلة عليهم، مثل: كيف تتخيل الروائح التي ستكون في سنة 2050؟ وهذا المشروع نحن نعمل عليه، وعلى تحفيز الخيال، ونسابق الزمن كي نصنع عطر 2050 في السنوات القادمة.
• كيف يمكن لقارورة عطر أن تختزل الماضي والحاضر.. وربما المستقبل؟
- الشم من أهم الحواس للإنسان، حيث إن كل الحواس، مثل: النظر، والسمع، واللمس، تذهب عند إجراء معين، وفي البداية يستلمها العقل، ويفكر فيها. أما الرائحة فلا يفكر فيها العقل، إذ يشعر بها مباشرة، فهي تتعدى التفكير. فالرائحة لها دور دائم، إذ تختزل حسب رغبة الشخص نفسه، وأفكاره، وخياله، وواقعه. كل هذا نستطيع أن نسترجعه بمجرد أن نشم رائحة معينة؛ لأن لها دوراً كبيراً في صناعة الماضي، والاستمتاع بالحاضر، والطموح للمستقبل، وطموحنا أن نصنع روائح تذكرنا بالتخطيط لأهداف وطموحات ومهارات نحب أن نكتسبها ونربطها بالرائحة، وهذا أحد أهدافنا.
هدفنا البقاء
• هل تعتبر أنك وصلت إلى العالمية في عطورك الفاخرة؟
- ليس طموحي العالمية، بل أن أقدم شيئاً مميزاً، والعالمية ستكون نتيجة هذا التميز.. هل وصلنا إلى العالمية؟ لست أدري، فهدفنا ليس الوصول، وإنما هدفنا البقاء. لا أتوقع أننا وصلنا إلى العالمية، لأنه توجد ثمانية مليارات نسمة، وسأقول وصلنا إلى العالمية يوم نصل إلى الثمانية مليارات نسمة.
• طموحك كبير، ومشاريعك متنوعة، بين متاجر العطور، والساعات، والمطاعم، وحتى مجال صناعة الأفلام.. أين أنت من كل ما سبق؟ وعلى ماذا تركز حالياً؟
- الهدف من كل الذي نقوم به، هو أن نعطر حياة الثمانية مليارات نسمة، وإذا استطعنا أن نعطر حياتهم؛ فنحن قادرون على أن نوصل إليهم التعليم والغذاء والصحة والسكن، فطموحنا أن نجعل الرائحة جزءاً من أساسيات الحياة، مثل: الأكل والصحة والتعليم والمأوى، ونضيفها إلى حاجات «ماسلو». فهذا طموحنا، وطموحنا الأكبر هو أن نجعل حاسة الشم الصديق والمدرب لك، حيث إننا نربطها بعادات مختلفة تضيف إلى الإنسان، فنكون قد أضفنا هذا الشيء إلى العالم.
• كيف تعايد نفسك والآخرين، بمناسبة عيد الاتحاد الـ51؟
- أولاً أعايد نفسي بأن أتذكر من أنا، وبدوري في دولة الإمارات. معايدة النفس هي تجديد المسؤولية لطموحات هذا الوطن، وأن نضيف إلى أنفسنا أهدافنا القادمة؛ للارتقاء بالوطن وإنجازاته. وأن نشكر قيادتنا الرشيدة والملهمة على كل ما تقدمه إلى الوطن والمواطنين والمقيمين، ونتطلع إلى غدٍ جميل، ملهم ومبدع.. أتمنى عيد اتحاد سعيداً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
إقرأ أيضاً: عطور الفانيليا الأكثر رواجاً.. هذه أفضل الخيارات