تروي قصة قديمة أن رجلاً عجوزاً كان يجلس خارج أسوار مدينة عظيمة، ويقترب منه المسافرون، ويسألونه: أي نوع من الناس يعيشون في هذه المدينة؟.. ليجيب العجوز: أي نوع من الناس يعيشون في المكان الذي جئت منه؟ فإذا أجاب المسافرون الأشرار يعيشون في المكان الذي أتينا منه، فيجيبهم: ستجدون الأشرار هنا أيضاً. أما إذا أجابوا بالقول: الناس الطيبون يعيشون في المكان الذي أتينا منه، فيقول: ستجدون الطيبين هنا.
تدل هذه الحكاية الشعبية على أن الناس لديهم خيار مشاهدة الآخرين بالمنظار الذي يريدونه، ويمكنهم تشويه الآخرين أو البحث عن الجمال بداخلهم، فكيفما نرى نحن العالم، سنجده عليه غالباً.
وينطبق هذا الأمر على الأزواج أيضاً، فيمكنك رؤية زوجك كهدية رائعة أو لعنة من السماء، إذا كنت تركزين على ما أخطائه أو حسناته، وإذا غلبت قناعتك بأنك تمتلكين زوجاً سيئاً؛ فسترين الأشياء الجيدة به.. والعكس صحيح.
بناء جدار بين الأزواج
يقول خبراء الزواج إنه لا توجد زيجات سيئة بالمطلق في العالم، وإنما هنالك أشخاص يحتاجون إلى الخروج من الزواج بسبب القيم غير المتوافقة، ومنها الخيانة أو سوء المعاملة وبعض الأسباب الأخرى، لكن بشكل عام لا توجد زيجات سيئة وأخرى جيدة، وإنما كيف يرى الأزواج بعضهم.
قد تنتهي بعض الزيجات لأن أحد الزوجين قد بدأ بالتركيز على ما يزعجه في الطرف الآخر، بدلاً من البحث عما يعشقه ويحبه في تصرفاته، فإذا بحثنا على سبيل المثال عما يقدمه الزوج لنا؛ فإننا نوطد العلاقة العاطفية بيننا. أما إذا بدأنا بالبحث عما يزعجنا في شريكنا، فإننا نكون قد بدأنا بناء جدار بين بعضنا بعضاً، وفي حال عدم الحذر سيرتفع هذا الجدار حتى يمنعنا من رؤية الطرف الآخر بتاتاً.
وعندما نتوقف عن رؤية بعضنا، فإننا نقضي على أي علاقة عاطفية أو فرح وسعادة في زواجنا.
الاعتراف بالجهد
تقول إحدى السيدات إن زوجها كان مريضاً للغاية، وبعد انتهاء عملها ذهبت للسوق لشراء بعض الحاجات، ومن بينها الزنجبيل وبعض الأعشاب التي من شأنها إراحته، وقامت بتحضيرها له في المنزل، ورغم مرضه الشديد وعدم قدرته على الحركة، فإنه لم يتأخر بتقديم الشكر لها، وكرر ذلك أكثر من مرة.
وتؤكد أن اعترافه بجهدها، من خلال هذه الكلمات البسيطة، كان له أثر كبير بالتواصل بينهما.
وتشير هذه القصة البسيطة إلى أهمية تقدير الشريك، ودوره الكبير في استقرار العلاقة في الزواج.
اعرف ما تقدمه زوجتك لك
في حال أردت لزواجك أن يستمر، ولا يعلو الجدار بينك وبين شريكتك، فعليك بالتركيز بشكل كبير على ما تقدمه، لا على ما لا تقوى على تقديمه، ومن المهم جداً أن ترى كل ما تستطيع تقديمه لك وللمنزل وللأولاد كهدايا يومية.
وقد يكون زوجك والداً رائعاً ومفيداً وذكياً، أو حتى صديقاً مميزاً، ومستمعاً جيداً، لذا عليك أن تخبريه بما تشعرين به تجاهه، فهذا الأمر يقربكما بدرجة كبيرة ويزيل المسافات بينكما.
عزز الاتصال مع زوجتك
ابحث دائماً عن أماكن الفرح والاتصال في علاقتكما، من خلال رؤية نقاط القوة في الزواج.
قد يسبب العمل المستمر ضعفاً في الاتصال، وهذا أمر مهم يجب تجنبه من خلال الاتصال الدائم خلال وقت العمل، ومنح الشريك شعوراً بأهميته وخوفك عليه، ومدى حرصك على الاطمئنان عليه دائماً.
ومن المهم دائماً ألا تضع شريكك في موقف دفاع بشكل دائم، فهذا الأمر قد يذهب به بعيداً عنك، ويجعله يتجنب الحديث والتواصل معك.
قلل الاتهامات
احرص، دائماً، على العثور على الخير في شريكك، والتعبير عن خيبات الأمل بطرق أقل اتهاماً، ما قد يساعد على إيجاد علاقة أكثر تأكيداً للحياة.
إذا قمنا ببناء جدار بين أنفسنا وبين أزواجنا، فإن المدح وكلمات الشكر والثناء واستخدام اللغة اللطيفة، حتى خلال الاحتجاج ستزيل هذه الجدران بشكل أكيد، ومن ثم نستطيع رؤية بعضنا بعضاً، وإيجاد طريقة للعودة إلى الحنان والفرح في زواجنا.
إقرأ أيضاً: أفلام.. ينتظرها الجمهور على "نتفليكس" في 2023