يلفت نظر متابعي مباريات كرة القدم دخول أطفال صغار يرتدون ملابس رياضية، برفقة نجوم كل مباراة، حيث يصطف هؤلاء الأطفال بجانب لاعبي كل فريق، ويبقون ينتظرون إتمام مراسم بداية كل مباراة، ثم يذهبون إلى ممر غرف الملابس لحضور المباراة.

هذه العملية حدثت مراراً وتكراراً في مباريات كأس العالم الأخيرة، التي أقيمت في دولة قطر، لكنها لم تكن المرة الأولى التي تطبق فيها فكرة حضور 22 طفلاً من الجنسين، وبأعمار مختلفة لمرافقة الفريقين إلى أرض الملعب، إذ تعود المرة الأولى إلى عام 1999، في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، التي أقيمت بين فريقَيْ مانشستر يونايتد ونيوكاسل، ومن يومها يطلق على هؤلاء الأطفال لقب "التمائم". 

 

 

وتعود فكرة دخول "التمائم" مع لاعبي كرة القدم إلى اتفاق عقد مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومنظمة "اليونسيف" المعنية بحقوق الأطفال حول العالم، والهدف من هذا الإجراء هو تسليط الضوء على أهمية حماية الأطفال، إضافة إلى حث أصحاب العلاقة في كل الدول على توفير الرعاية الصحيحة لهم، وجرى الاتفاق على أن يتم إدخال الأطفال، الذين أطلق عليهم اسم "التمائم" برفقة لاعبي كرة القدم من الفريقين المتنافسين، مع ارتداء زيٍّ مشابه لزي اللاعبين يضاف إليه شعارا "الفيفا"، و"اليونيسيف". 

ومع مرور السنوات، تطورت الفكرة لتكون أشمل، وبات من أهم أهداف ظهور "التمائم" إيقاف العنف بين المشجعين تجاه اللاعبين، فبعض الجماهير كانوا يتعمدون رمي قارورات المياه، أو بعض الأشياء الصلبة باتجاه اللاعبين، لكن وجود الأطفال يمنعهم من الإقدام على هذه التصرفات.

 

 

ويمنح دخول اللاعبين برفقة الأطفال شعوراً لدى معجبيهم بإنسانية هذا النادي وخدمته للمجتمع، ودعمه للأطفال، خاصة إذا كان الطفل مريضاً أو يحمل قصة إنسانية، أو إن كان طفلاً يتيماً أو فقيراً، ما يولد في أذهان المشاهدين أن لاعبهم المفضل، أو فريقهم المفضل، ذو تأثير إيجابي وإنساني على المجتمع.

وعن طريقة اختيار أي طفل للظهور مع ناديه المفضل، يتم ذلك من خلال موقع Make a Wish Foundation وهي منظمة غير ربحية، أُنشئت في الولايات المتحدة، وتهدف إلى تحقيق آمال وطموحات للأطفال بين عامين إلى 18 عاماً، والذين لديهم إصابة بأمراض مزمنة وخطيرة، أو من خلال قيام بعض رعاة المباريات من شركات كبرى باستخدام الأطفال "التمائم" لأهداف ترويجها، وتشير فكرة ظهور الأطفال بجانب لاعبي كرة القدم المشاهير إلى أن كرة القدم لعبة صديقة للأسرة وتهتم بالطفل، وتلقى احتراماً من المجتمعات المختلفة، رغم أنها ليست الرياضة الوحيدة التي تشرك الأطفال في مناسباتها.

إقرأ أيضاً: قطر تدهش العالم في ليلة تتويج الأرجنتين بطلة للمونديال