دائماً ما نسمع عن النيازك ومرورها في السماء، وعن سقوطها في أماكن متفرقة على سطح الأرض، ونعلم بأن منطقتنا العربية تكاد تخلو من آثار هذه النيازك التي يسقط معظمها في الأراضي الجرداء في قارات بعيدة. 
لكن اليوم نحن أمام اكتشاف علمي مذهل، إذ أعلن قسم علوم الأرض بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس العمانية، عن اكتشاف فوهة نيزكية يبلغ قطرها 1000 متر في ولاية محوت، يعود عمرها إلى 60 مليون عام. ويرجح أن يكون قطر النيزك الذي تسبب في ظهور هذه الفوهة، يتراوح بين 50 و60 متراً، مما يجعلها إحدى أكبر الفوهات الناتجة عن اصطدام نيزك في منطقة الشرق الأوسط.

 

 

وبحسب موقع جامعة السلطان قابوس، تعتبر هذه الفوهة النيزكية المذهلة والفريدة والتي يقوم بدراستها الدكتور صبحي نصر مع زملائه في قسم علوم الأرض بالجامعة، ظاهرة على السطح في ولاية محوت بشكل متكامل، مما يجعلها من أهم الفوهات الاصطدامية في العالم والتي ستقدم أفضل مثال متكامل للفوهات النيزكية على الأرض والكواكب الأخرى، حيث أن غالبية الفوهات الاصطدامية على الأرض قديمة وتعرضت للتآكل أو تم تغطيتها بالمياه أو الرواسب.
وبعد أن فقد علماء وباحثو علوم الأرض الأمل في دراسة تأثير ارتطامات النيازك على الأرض، أعادت فوهة النيزك المكتشفة الأمل لهم، إذ تشكل هذه الفوهة موقعاً علمياً نادراً لدراسة آثار الارتطامات على الأرض، مما يمنح سلطنة عمان موقعاً ثانياً يؤكد على تميزها وتراثها الجيولوجي، حيث تعد صخور الأفيوليت المنتشرة فيها، المثال الأول والفريد من نوعه، إذ تكشف صخور القشرة المحيطية على سطحها، كما يمثل دور هذه الصخور في امتصاص ما يقدر من 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، لتساعد هذه الصخور في مكافحة الاحتباس الحراري وبشكل طبيعي. 

 

 

ووفق بيان نشرته الجامعة على موقعها، فإن التحليلات الصخرية لكتل الصخور غير الذائبة، أظهرت وجود معادن ناتجة عن ارتطام نيازك مثل بلورات الكوارتز بنمط مميز من الشقوق المتوازية المستوية، نتيجة موجات الصدمة التي تنتقل عبر الأساس الصخري وتواجد معدن الكوسيت، إضافة إلى ذلك يدل على الاصطدام الكبير مع الكويكب الذي ضرب المنطقة.
وأظهرت نتائج التحليل من ناحية أخرى، شظايا زجاجية على شكل دمعة، وقطع من الزجاج مثقوبة بثقوب صغيرة ناتجة عن فقاعات غازية، وتشير هاتان الميزتان أيضاً إلى حدوث اصطدام عالي الكثافة هناك، كما دلت المسوحات الجيوفيزيائية على شكل الطبقات الوعائي المميز للفوهات الاصطدامية. ومن المتوقع أن يحتوي الموقع على بعض المعادن الاقتصادية، وسيكون موقع مهم للسياحة الداخلية والعلمية الدولية والتراث الوطني في سلطنة عمان.

إقرأ أيضاً: هذه هي الأبراج الثلاثة الأكثر ليونة في التعامل مع الآخرين