على الرغم من شهرة القفطان المغربي باعتباره زياً فلكلورياً مغربياً خاصاً، له شهرته العالمية، ورواده الذين يفضلون ارتداءه في مناطق مختلفة من العالم، فإنه لايزال بعيداً عن قائمة "اليونيسكو"، المعنية بإدراج أبرز الأشياء الإنسانية غير المادية على لائحة التراث الثقافي العالمي.
ويُقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من التراث الثقافي.
وكانت "اليونيسكو" أعلنت، الأسبوع الماضي، عن إدراج بعض التقاليد العربية المتعارف عليها ضمن قائمتها، منها: المنسف الأردني، الهريسة التونسية، الخنجر العماني، الأعواد الموسيقية، حداء الإبل، البن الخولاني، والراي الجزائري، وغيرها، لكن القفطان لم ينضم بَعْدُ إلى تلك القائمة.
لهذا السبب، نظمت وزارة الثقافة المغربية معرضاً للتعريف بالهوية الثقافية المغربية، تحت عنوان "المهارات المرتبطة بلباس القفطان المغربي"، ويؤرخ المعرض لأزياء يعود بعضها إلى 200 سنة، وإن كان عهد هذا اللباس يرجع، وفق مصادر تاريخية، إلى القرن الثاني عشر ميلادي، إلى عهد الدولة الموحدية.
وأشار القائمون على المعرض إلى أن المغرب نجحت، في السنوات الماضية، بتسجيل "التبوريدة المغربية" في قائمة "اليونيسكو"، وهناك مخطط لتسجيل "فن الملحون، والسيلسه، والقفطان" في غضون ثلاث سنوات مقبلة.
رمز للنبالة
ويعد القفطان المغربي زياً تقليدياً، ترتديه النساء في المغرب، ويُعتبر من أقدم الألبسة التقليدية في العالم، التي تخص المغاربة، ويعود ظهوره للقرن الثاني عشر خلال عهد الدولة الموحدية بالمغرب، وينظر إليه باعتباره رمزًا للنبالة والأناقة والتراث والهوية في المغرب، خاصةً في المُناسبات السعيدة، مثل: حفلات الزفاف والحناء والختان.
والقفطان المغربي عبارة عن ثوب طويل بكمين طويلين، ويعتمد في صنعه على أقمشة فاخرة كثوب البروكار، الموبرا أو المخمل، الحرير، جوهرة والثليجة المغربية، ويتم تزيينها بالتطريز اليدوي المغربي كالرباطي (نسبة إلى مدينة الرباط)، أو الفاسي (نسبة إلى فاس)، أو التطواني (نسبة إلى تطوان)، أو الشاوني (نسبة إلى شفشاون أو الشاون)، وطرز النطع بفاس الذي يعتمد على خيوط الذهب، إضافة إلى تزيينه بالأحجار والعقيق.
إقرأ أيضاً: صافية علي.. مصممة أزياء إماراتية تطمح إلى العالمية
وظلت المرأة المغربية تتزين بهذه اللوحة الفنية المسماة "القفطان" وحدها لقرون طويلة، قبل أن يخرج من حدوده الجغرافية إلى العالمية في فترة تسعينيات القرن الماضي، بفضل تنظيم عروض تروج القفطان المغربي، وتفنن كبار المصممين والمعلمين المغاربة في تقديم تصاميم فاخرة، كما ترتديه النساء في منطقة الخليج العربي بصورة لافتة.