يحتفي الإماراتيون، في الثلاثين من نوفمبر كل عام، بيوم الشهيد؛ عرفاناً وتقديراً لتضحيات أبناء الشعب الإماراتي في مختلف الميادين الإنسانية والعسكرية كافة. ويتزامن يوم الشـهيد، الذي أمر المغفور له الشــيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 2015، بأن يكون تاريخه يوم 30 نوفمبر كل عام، مع تاريخ استشهاد أول جندي إماراتي.
ويعود اختيار هذا التاريخ، تخليداً لذكرى ارتقاء أول شهيد في تاريخ الإمارات في 30 نوفمبر 1971، ويدعى سالم سهيل خميس، خلال المعركة التي خاضتها بلاده ضد القوات الإيرانية، لاستعادة جزيرة طنب الكبرى.
وتهتم دولة الإمارات، بقيادة حكامها وشيوخها الكرام، بالشهداء وعائلاتهم، فقد خصصت نصباً تذكارياً تعريفياً بشهداء الدولة، تحتضنه "واحة الكرامة"، التي تم افتتاحها رسمياً في السادس من ديسمبر من عام 2016، وتعبر الواحة عن المحبة والتقدير اللذين تكنهما دولة الإمارات وشعبها لأرواح شهدائها.
ويتكون "نصب الشهداء" من 31 لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة، التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن، وقد تم نقش قسم الولاء للقوات المسلحة الإماراتية على عمود طويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد. بينما نُقشت على الألواح الأخرى قصائد وأقوال للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، واقتباسات من أقوال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، ويتكون نصب الشهيد من حوالي 300 طن من الحديد.
كما تضم الواحة جناح الشرف، الذي يغطي سقفه ثمانية ألواح ترمز إلى الإمارات السبع، بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة، ويوجد في منتصف الجناح عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة، تمثل الإمارات السبع، وتحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، ويحيط بكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود، يمكن للزوار قراءته من أي جانب، وفي جدران الجناح توجد ألواح من الألمنيوم تحتوي على أسماء شهداء الوطن، ومعلومات عنهم.
ومن معالم الواحة، أيضاً، "ميدان الفخر"، الذي تصل مساحته إلى حوالي 4000 متر مربع ويتخذ شكلاً دائرياً، ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع لحوالي 1200 شخص، وتوجد في منتصفه بركة ماء دائرية عمقها 15 مم، وتشكل البركة لوحة فنية في غاية الروعة، تجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد الكبير، ونصب الشهيد عليها.