يرفض الأطفال والمراهقون، المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الذهاب إلى المدرسة، لأن أساليب التدريس المختلفة التي قد لا تكون منطقية لأدمغتهم، والجلوس لفترات طويلة في المكاتب، والتفاعلات المعقدة مع الأقران، والطلبات المستمرة من المدرسين، تجعل المدرسة صعبة عليهم في كثير من الأحيان.
وعندما يصلون إلى المنزل، يشعرون بأنهم بحاجة ماسة إلى وقت للتعافي، أو معالجة ما حدث في ذلك اليوم، وعندها يواجهون واجبات منزلية، أو أنشطة ما بعد المدرسة، أو الأعمال المنزلية فتزداد الأمور تعقيداً، ويكرهون المدرسة بشكل كبير.
ولحسن الحظ، الآباء ليسوا عاجزين عندما يتعلق الأمر بمساعدة أطفالهم المصابين بهذا الاضطراب على الازدهار في المدرسة، إذ إن هناك مشاكل مدرسية، يمكن للوالدين المساعدة في حلها.
مشكلة وضع أهداف غير واقعية
نظراً لأن المدرسة تستخدم جميع مهارات الأداء التنفيذي على مدار اليوم، فغالباً يصل الأطفال إلى المنزل وهم مستنزفون عقلياً وجسدياً، فمستويات الأداء النمطية العصبية قد تعمل أو لا تعمل مع أدمغتهم الفريدة.
ويمكن أن يتمتع العديد منهم بنقاط قوة غير عادية في بعض المجالات، لكن ليس في كل المجالات، في حين أن عليهم التكيف معها كلها، ما يجعلهم غير قادرين على ذلك، ويضع ضغطاً إضافياً غير ضروري عليهم، ويساهم في المواقف السلبية وتقليل احترام الذات. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعرون بأن معلميهم قد أساؤوا فهمهم، فيصيبهم الإحباط، ويبدو لهم أن لا أحد يمكنه مساعدتهم.
الحل :
أولاً: تأكدي من أن طفلك، أو ابنك المراهق، قد خضع لتقييم شامل لأي تحديات في التعلم.
ثانياً: يجب أن تكون الأهداف التي تحددينها مرتبطة بمنطقة مليئة بالتحديات التي يستمتع بها طفلك أو لا يعانيها. على سبيل المثال، إذا كان ابنك يحب الرياضيات، ويأخذ فصلاً متقدماً فيها، فما آماله في هذا الموضوع؟
أيضاً، إذا كان لديه عسر القراءة وكانت اللغة الإنجليزية صعبة، فاكتشفي ما سيكون مناسباً لهذا الفصل ليكون فعالاً.
مشكلة الدافع والتركيز غير المتسقين
إنه أمر محير، أحياناً، كيف يمكن لشخص أو طفل التركيز على شيء مثل العزف على الجيتار لساعات، لكن لا يكون قادراً على التركيز على مهمة مدتها 20 دقيقة للعلوم.
الحل:
تعتمد دوافع التنشئة على تحديد الاهتمامات، والاعتماد على الحوافز الخارجية والداخلية.
الدافع الخارجي هو مسؤولية أو مكافأة خارجية، تعتمد على تحقيق الهدف، مثلاً أنت تدفع ثمن تذكرة القطار الخاصة بك مقدماً، لذلك لديك مقعد، وتقوم بتسليم ورقة الواجب في الوقت المحدد، حتى لا تحصل على درجة سيئة.
ويعني الدافع الجوهري السعي نحو هدف للرضا الشخصي أو الإنجاز، لكن عندما لا يكون هناك رضا واضح أو فوري عن مهمة ما، فإن الأطفال (والكبار) المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يستغرقون وقتاً أطول لفعل أي شيء، أي أنهم يفضلون تجنبه والقيام بشيء يستمتعون به أولاً، وعدم الانخراط في أي نشاط مخيف.
لذلك، يحتاج العديد من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلى تعلم كيفية إعداد حوافز فعالة، تهمهم للتعامل مع الأشياء غير السارة.
مشكلة التواصل مع العالم الاجتماعي ومن حولهم
يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط، عند تكوين صداقات والاحتفاظ بها، وقد يشعرون بالحرج على مائدة الغداء أو أثناء الاستراحة أو التحدث أمام الآخرين، وقد يلاحظون غالباً أن الأطفال الآخرين يتفاعلون بسهولة مع بعضهم بعضاً، ولا يمتلكونها، ما يشعرهم بالخجل لأنهم لا يستطيعون "أن يكونوا مثل أي شخص آخر"، وأن يتفاعلوا بشكل طبيعي مع الآخرين.
والمدرسة هي البيئة التي يكون فيها العالم الاجتماعي معروضًا بالكامل، حيث إنها بوتقة لبدء الصداقات وتغيير ديناميكيات العلاقات والمقارنات المستمرة، لذا إن ذلك يزيد توترهم وعدم رغبتهم في الذهاب إليها.
الحل:
يمكن أن يؤدي الوعي الشديد بالذات، وعدم اليقين بشأن تعريف الصديق وصعوبة الأخذ والعطاء في العلاقات، إلى الإقصاء أو العزلة.
لذا، ساعدي طفلك أو المراهق المصاب بالاضطراب عن طريق العصف الذهني، وممارسة أدوات المحادثة في المنزل، وإنشاء بعض الردود على الأسئلة الشائعة، وصياغة استراتيجية خروج عندما يشعر بعدم الارتياح، مثل قول: "هذا سؤال جيد.. هل يمكنني العودة إليك؟"، وهي طريقةٌ للابتعاد عندما لا تعرفين ماذا تقولين لشخص ما. أي بدلاً من الابتعاد دون رد، وإبعاد الشخص الآخر، أصبحت لديه الآن أداة تعمل في مواقف مختلفة غير مؤكدة.
وعندما تكون هناك مشكلة، استمعي إليه بدلاً من تقديم النصيحة، واعملي معه لإيجاد حلول، بدلاً من تقديم المشورة.
إقرأ أيضاً: خرافات حول "عسر القراءة".. أحد أكثر اضطرابات التعلم شيوعاً