حلم ارتياد الفضاء يراود الجميع منذ الأزل، ولتحقيقه واقعاً، أنشأت الحكومة الأميركية، عام 1957، الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، واختصارها العلمي ناسا (NASA)، لتكون مسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة.
واسم "ناسا" صار مألوفاً لدى الجميع، فغرض إنشائها للنهوض بالبحث العلمي معروف، وبرامجها الكثيرة للوصول للفضاء والبحث في أسرار الكون لا تتوقف عند حد معين، وتستقبل سنوياً آلاف النوابغ من مختلف أنحاء العالم، للعمل ضمن طاقمها البحثي.
وعلى مدار سنوات عملها، استقبلت "ناسا" مئات العلماء والباحثين النوابغ من العرب، كان آخرهم التونسية سلمى البركاوي، والمصرية مريم عصمت، فمن هما وماذا تفعلان؟
انضمت سلمى البركاوي، إحدى مؤسسات الجمعية التونسية للفضاء، إلى "مختبر الدفع النفاث" (JPL) في "ناسا"، لاستكمال أبحاثها ضمن برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراه، وتشرف سلمى على أنظمة التحكم في الأقمار الاصطناعية، وتحديد مسارها خلال مشاركتها في مشروع القمر التونسي التعليمي الأول من نوعه في تاريخ البلاد، لتطوير قمر "تونس سات 1"، إلى جانب مواطنها عالم الفضاء محمد عبيد، الذي شارك سابقاً في صناعة المركبة الفضائية "برسيفيرانس"، التي هبطت بنجاح على كوكب المريخ في شهر فبراير من العام الماضي، بعد رحلة دامت نحو 7 أشهر.
فيما تعمل باحثة الفيزياء الفلكية المصرية مريم عصمت، في "تلسكوب جيمس ويب الفضائي"، الذي أطلقته "ناسا" من منطقة "غويانا" الفرنسية على الساحل الشمالي الشرقي لأميركا الجنوبية، نهاية العام الماضي، والذي استطاع التقاط عشرات الصور شديدة الوضوح لمجرات ونجوم وكواكب مختلفة. ومن المتوقع أن تساعد هذه الصور العلماء على اكتشاف المزيد عن الكون الذي نعيش فيه. وتعاونت وكالتا الفضاء الأوروبية والكندية مع "ناسا" في العمل على صنع "جيمس ويب"، الأمر الذي استغرق أكثر من 20 عاماً، وكلّف ما يزيد على 10 مليارات دولار، بمشاركة آلاف التقنيين والمهندسين والعاملين، ومريم من هؤلاء.