كارلوس عازار: مسؤولية المطرب أكبر من الممثل!
يقال في المثل الشعبي: «فرخ البط عوّام»؛ فحينما ينشأ المرء في منزل فنان؛ فهو - بكل تأكيد - سيتأثر بالمناخ الذي يحيط به، وهذه هي حال الفنان اللبناني كارلوس عازار، ابن الفنان المخضرم جوزيف عازار، الذي لم يختر أن ينهل الفن من والده وحسب، بل أصر على أن يتعلم أصول الفن المسرحي والموسيقي بشكل أكاديمي. وهاهو اليوم، يبرع في مختلف مجالات الفنون، وإن كان التمثيل قد أخذه أكثر من الغناء، وتقديم البرامج. في رصيد عازار الغنائي عدد بسيط من الأغنيات، لكن في رصيده الدرامي مسلسلات وأدوار كثيرة، كما أنه شارك في عدد من الأعمال المشتركة والمعرّبة.. التقينا الفنان اللبناني؛ فكان هذا الحوار:
بين الغناء والدراما
• هناك تفاوت بين إنتاجك الغنائي والدرامي.. أيهما الأقرب إليك؟
ـ ليس الموضوع بالنسبة لي سباقاً بين الغناء والتمثيل، ولا ما هو أقرب إليّ، أنا أحب الغناء كما التمثيل، لكن المشكلة هي أن الغناء مجهود فردي، أو لنقل إنه مسؤولية فردية، فإن نجحت الأغنية أو فشلت؛ ينسب الأمر برمته إلى من يغنيها؛ فاليوم لم يعد سهلاً إيجاد أغانٍ ناجحة، بينما التمثيل عمل جماعي، صحيح أن الممثل يبرز هنا ويخفق هناك، لكن نجاح العمل وفشله لا ينسب إلى ممثل واحد فقط.
• هل تناقض بذلك حلمك القديم بأن تكون الممثل المطرب؟
- لا أبداً، لا أناقض هذا الحلم، الذي سبق أن حققته بشكل جزئي في أعمال عدة، منها على سبيل المثال «ديو الغرام»، الذي جمعني مع الفنانة ماغي بوغصن قبل سنوات، لكنني لم أحقق هذا الأمر كما يجب، وأعتقد أن العمل الذي يجسد هذه الشخصية الفنية المتكاملة لم يأتِ بعد. أتمنى، فعلاً، أن تأتيني الفرصة لتقديم شخصية مختلفة، أستطيع من خلالها تجسيد هذه الحالة.
• تشارك، حالياً، في المسلسل الطويل «ستليتو» بشخصية «طارق».. ماذا تقول عن هذه الشخصية؟
ـ من الصعب أن أتحدث عن شخصية مازالت في بداياتها، لكن أريد أن أقول عن «طارق» إنني أحببت هذه الشخصية كثيراً؛ لأنها تجسد حالة شخص بسيط في تصرفاته رغم أنه ذكي، وهو في الوقت ذاته يحترف الهروب بالضحك، ضمن مجريات المسلسل، كما أن الحس الكوميدي - إذا أردنا تسميته كذلك - لا تجده إلا عند شخصيتَيْ: «طارق»، و«جويل» التي تؤدي دورها الفنانة ريتا حرب.
• ماذا عن كواليس العمل، وكيف كانت أجواء التعامل بين الممثلين؟
- الحقيقة إن التصوير استمر لعام كامل تقريباً، قضيناه جميعنا في تركيا معاً، ولا شك في أن التصوير متعب، وبعد التصوير أو قبله كنت أجتمع وجميع الزملاء والزميلات، الذين أكن لهم جميعاً كل المحبة والتقدير. ولا يمكنني أن أحصر المواقف الطريفة، لكن بالنسبة لي، خلال 11 شهراً هي مدة التصوير، هذا أكثر مسلسل «أسخن وأمرض» خلال تصويره، فقد أصابتني الأنفلونزا 3 مرات، وأصبت بفيروس كورونا مرة واحدة. يبدو أنني لم أكن معتاداً برودة الطقس في تركيا، وفي كل مرة كان الجميع يقفون بجانبي؛ فالتعامل بيننا كان ممتازاً، وكلنا خرجنا بصداقات مهمة من هذا العمل، وما ستراه على الشاشة انعكاس لما خلف الكواليس، وهذا أمر مهم أن تكون العلاقة وطيدة بين الممثلين؛ لأن ذلك ينعكس إيجاباً على المشاهد، دون أن يشعر.
متابعة الأفضل
• كيف وصلت إلى تركيبة شخصية «طارق» في مسلسل ليس بالأصل عربياً؟
- هنا، دور المسلسل، فقد شاهدت جزءاً من الشخصية في النسخة الأصلية، ووجدت أن الشخصية بإطلالتها العربية تتحمل تفاصيل أكثر؛ لذلك أخذتها باتجاهي، أو كما أريدها بأدواتي الخاصة، وجربت - قدر المستطاع - الابتعاد عن الشخصية الأصيلة في المسلسل التركي؛ كي لا يقال إنني قمت بتقليده، وبحالتي أنا لا أشبه المسلسل التركي مطلقاً.. لا في الشكل أو بالأداء.
• كيف تعاملتم مع اللغة، خاصة أنك وزملاءك ذكرتم هذه المشكلة، في اللقاء الصحافي الذي سبق عرض العمل؟
- من الجيد أن المخرج يتحدث اللغة العربية، صحيح أنه لا يتحدثها بطلاقة، لكنه يستطيع إيصال الفكرة، وهذا أمر إيجابي، كما كان معنا مترجمون في الموقع، لكن يبقى العائق هو الترجمة بين لغة وأخرى، وإدراك ما يقال، وهذا الأمر كان صعباً، خاصة أن طريقة العمل مختلفة بينا، بمعنى أن العمل السوري واللبناني يشبهان بعضهما، لكن العمل التركي يختلف عنا؛ لذلك أخذ الأمر بعض الوقت؛ حتى تمكنا من التأقلم مع أجواء العمل. والعمل القادم ستكون لدينا خبرة، وستكون الأمور أقل صعوبة.
إقرأ أيضاً: محمد عبده يعقد صفقة خيالية.. لبيع ألبوماته
• هل تفضل أن تشاهد أعمالاً طويلة، تمتد إلى 90 حلقة مثلاً، أم مسلسلاً من 10 حلقات؟
- العمل الجيد يتابعه الجمهور سواء كان طويلاً أو قصيراً. أنا شخصياً تابعت أعمالاً لمواسم متتالية، كل موسم كان مؤلفاً من 15 حلقة مثلاً ليس أكثر. فقد شاهدت مسلسل «كيف تنجو بجريمة قتل»، وكان كل موسم 19 حلقة تقريباً، فأنا أشاهد هذه الأعمال وأتابعها بشغف، وأنتظر المواسم الجديدة منها. لا أعتقد أن العدد أو الشكل مهمان، فإذا جذبك العمل فستتابعه، وقد يكون المسلسل مكوناً من 10 حلقات ولا يجذبك، وقد يكون 99 حلقة، ولا تستطيع أن ترفع عينيك عنه.