مع اقتراب مونديال قطر 2022، يبدأ عشاق الكرة المستديرة استذكار اللحظات الخالدة، في تاريخ البطولة الأشهر بجميع الرياضات على مستوى العالم.
وقد ذكر المحلل الرياضي، محمد عواد، أفضل خمس لحظات فردية تاريخية، عاشها جمهور كرة القدم في جميع البطولات السابقة، وجاءت كالتالي:
1. مارادونا 1986
قدم أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، دييغو أرماندو مارادونا، أداءً فردياً خارقاً في تلك المباراة، وسجل بها هدفه الشهير بيده. وكان المميز في هذا الهدف أنه سجل من لاعب اشتهر بقصر قامته أمام حارس مرمى عملاق، ولم يمنح الحكم فرصة لمشاهدة اللقطة، كما أنه كان ماكراً في طريقة احتفاله.
وبعد ذلك، أسكت مارادونا الجميع بهدفه التاريخي الذي صُنف كأفضل هدف بتاريخ بطولات كأس العالم، بل إن الأغلبية يعتبرونه الأجمل في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، عندما راوغ ثمانية لاعبين، وسجل في المرمى، معلناً انتصار الأرجنتين على إنجلترا، وهو النصر الذي حمل في ذلك الوقت طابعاً رياضياً وسياسياً وعسكرياً، إذ إن الأرجنتين كانت مهزومة قبلها بأعوام في حربها مع إنجلترا، التي عرفت باسم حرب "فوكلاند".
ولم يتوقف سحر ماردونا وأداؤه الفردي عند هذه المباراة، فقد قاد منتخبه لهزيمة بلجيكا في نصف النهائي، وقال مدرب بلجيكا بعد المباراة: "الفرق بيننا وبينهم أن لديهم مارادونا".
أداء مارادونا الخيالي في تلك البطولة جعل الناس يدركون وجود بطل خارق في كرة القدم، فما قدمه أمام إنجلترا استخدم لترويج لعبة كرة القدم نفسها.
زين الدين زيدان 2006
صُنف أداء اللاعب الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، الذي قدمه في مباراة منتخبه فرنسا أمام البرازيل، بأنه أفضل أداء فردي خلال القرن الحالي.
دخل منتخب البرازيل المدجج بالنجوم، مثل: رونالدو ورنالدينهو وكافو وربيرتو كارلوس وكاكا، وهو شبه ضامن الفوز باللقاء، حتى إن الكثيرين اعتبروا أنها المباراة الأخيرة في مسيرة زيدان، إلا أن الفرنسي لعب بعقله ضد منتخب البرازيل بأكمله، وحملت تحركاته في الملعب شيئاً من السحر، فكان يستلم الكرات ويسلمها ويفتح الثغرات لدى الفريق المنافس، ثم صنع الهدف الشهير الذي سجله تيري هنري.
أداء زيدان في ذلك اللقاء دفع الإعلام البرازيلي للقول: "زيدان علمنا إدارة كرة القدم"، فيما قالت الصحافة إن زيدان استطاع إخراج منتخب كامل من البطولة، وهزم البرازيل وحده.
كريستيانو رونالدو 2018
قدم رونالدو أداءً خارقاً في مباراة دور المجموعات أمام منتخب إسبانيا، ورغم أنه كان يعيش شائعات تركه ناديه ريال مدريد في ذلك الوقت، فإنه استطاع تسجيل ثلاثة أهداف منوعة (هاتريك)، كان أحدها من ركلة جزاء حصل عليها بنفسه، ثم سجل الثاني بتسديدة مباغتة، وكان الثالث هو الأروع عندما أسكن ركلة حرة مباشرة داخل شباك الحارس الإسباني دي خيا، حتى إن ما قدمه في تلك المباراة وصف بالإعجاز.
رونالدو نفسه وصف الأهداف التي سجلها في هذه المباراة بأنها أفضل "هاتريك" سجله بحياته، فيما علق مدرب إسبانيا بذلك الوقت، قائلاً: "عندما تلعب مع فريق يدربه رونالدو، سيحصل بك هذا الأمر".
كانافارو 2006
رغم أنه يلعب بمركز قلب الدفاع، فإن الإيطالي فابيو كانافارو قام بكل ما يمكن القيام به في مباراة إيطاليا أمام ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2006، واعتبر الكثير من النقاد أن أداء كانافارو في هذه المباراة كان السبب الرئيسي بفوزه بالكرة الذهبية في ذلك العام، وتتويجه أفضل لاعب في العالم.
المذهل أن كانافارو، المشهور بقصر قامته، استطاع كسب جميع الصراعات الهوائية أمام مهاجمي ألمانيا، المتميزين بطول القامة، والمتمرسين بالألعاب الهوائية، كما أنه هو بنفسه من بدأ الهجمة التي سجل منها الهدف الثاني لمنتخب بلاده، وقضى الهدف على آمال الألمان تماماً.
وإضافة إلى ذلك، استطاع اللاعب الإيطالي كسب جميع التدخلات الفردية مع اللاعبين الألمان، وكان افتكاكه للكرة يأتي دائماً بشكل صحيح دون ارتكاب أي أخطاء.
يقول كانافارو إنه عندما قام بالسلام على لاعبي ألمانيا قبل اللقاء، تجنبوا النظر في عيون لاعبي إيطاليا، وهو ما بعث بنفسه الثقة بأنهم خائفون من جمهورهم، ومن إيطاليا.
مانويل نوير 2014
يذكر عشاق الكرة ما فعله الحارس الألماني في مباراة منتخبه ألمانيا أمام الجزائر تحديداً، إذ إنه قدم كل شيء يمكن تقديمه من تصديات خارقة، وممارسة دور قلب الدفاع، وصناعة اللعب من الخلف؛ ليغطي بذلك الأخطاء الكارثية التي ارتكبها مدرب المنتخب في ذلك الوقت.
أداء نوير في تلك المباراة لفت أنظار المدربين، وتسبب بنقلة نوعية بأداء وتدريبات حراس كرة القدم في العصر الحديث، كما أنه جعل الكثير من المدربين يبنون خططهم على امتلاكهم حارساً بمثل تلك المواصفات، التي أظهرها الحارس الألماني، خاصة الثقة الكبيرة، وسرعة التوقع، والاندفاع، كما أنه كان السبب الرئيسي في منح زملائه الثقة في الملعب.
إقرأ أيضاً: دراسة لـ"Nike" تكشف رأي الأهالي بالإمارات والسعودية في فوائد الرياضة