علمتني «الجائحة» أشياء كثيرة.. علمتني أن الصحة هي بالفعل أغلى ما نملك، ومثلها الصحة النفسية؛ فعندما تعرض الكبار والصغار للتوتر والاكتئاب في فترة «الجائحة»، بسبب الإغلاقات، وبُعْد الأطفال عن ذويهم بالمدرسة؛ عرفنا حينها أهمية التواصل الإنساني. وبالتالي، علينا بالتدخل المبكر والسريع؛ لحل مشكلة التواصل والتعلم «ما بعد الجائحة»؛ حتى لا يكون هناك تأثير سلبي في الطفل على المدى البعيد.
إن أبسط ما نقوم به لصحتنا، هو أن نمارس رياضة المشي السريع كل صباح، أو كيفما أتيحت لنا الفرصة؛ لما له من فوائد جمة للصحة العامة، وصفاء الذهن، والتخلص من الطاقة والشحنات السلبية؛ لتسهيل يومنا بكل حيوية. كما وصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، حينما قال: «عليكم بالنسلان» (النسلان أي المشي السريع).
أما موضوع العمل عن بُعْد؛ فقد كانت له فوائد كثيرة، لاسيما في الترابط الأسري، وتأثير إيجابي، خاصة للصغار بإمضاء الوقت واللعب معهم، فقد كان لذلك أثر طيب. وفي بعض الحالات، اكتشفنا أن بعض الوظائف يمكن أن تكون عن بُعْد بنسبة إنجاز عالية، بمنفعة متبادلة: استقرار أسري، وعمل متقن.
ومن الدروس المستفادة من «الجائحة»، وفي نظري هي الأروع، إدراك أن الأعراس، خلال فترة «الجائحة»، كانت أجمل بكثير؛ لما لها من ألفة خاصة مع المقربين والأصدقاء، ولاقتصار الاحتفال على مجموعة مقربة، ولا يكون الإسراف والبذخ مصدر تعاسة للزوجين بسبب الديون، بل يمكن في المقابل بناء وتأسيس عش الزوجية، والاستفادة بالطريقة الصحيحة مالياً، بما ينفع الزوجين.
يقول الإمام الشافعي:
جزى الله الشدائد كل خير وإن كـانـت تغصصـنـي بـريقي
وما شكري لها حمـداً، ولكـن عرفـت بها عدوي من صديقي.