يعد إيلون ماسك واحداً من أشهر أسماء المخترعين في العصر الحالي، فمنذ أكثر من 30 عاماً ظهر وهج المهندس الأميركي ولم ينطفئ بعد.. في رحلة سريعة، سوف نلقي بالضوء على حياة الرجل الأشهر في عالم التكنولوجيا اليوم، تابعوا معنا.
من إيلون ماسك؟
الملياردير إيلون ماسك مهندس ومخترع، أسس شركة "Zip2"، عندما كان في العشرينات، وباعها لشركة Compaq للحواسيب، وحينها أصبح مليونيراً في سن العشرين، وبعد ذلك أسس شركة "إكس دوت كوم" (X.com)، التي حقق من خلالها المزيد من النجاح عام 1999، ثم شركة "سبيس إيكس" في 2002، المتخصصة في صناعة الصواريخ الفضائية، وشركة "تيسلا موتورز" في 2003، وأخيراً استحوذ على شركة "تويتر" 2022.
عُرف اسم إيلون ماسك أكثر في عام 2012، حينما أطلقت شركته "سبايس إكس" صاروخاً فضائياً على أول مركبة تجارية لمحطة الفضاء الدولية.
الطفولة المبكرة.. والمعاناة
ولد ماسك في جنوب أفريقيا، لأب جنوب أفريقي يدعى إيرول ماسك، وأم كندية تدعى ماي هالدمان، في مدينة بريتوريا، وأمضى طفولته هناك مع شقيقه كيمبال، وشقيقته توسكا، وحتى سن الـ12 بدأ إيلون يطور نفسه، وشرع في تنمية قدراته بعالم الحاسوب، واستخدام لغات البرمجة. وبالفعل، نجح في ذلك من خلال تصنيع أول برنامج قابل للبيع، حيث صمم لعبة باسم "بلاستر" (Blaster).
وصف طفولته بأنها صعبة، بسبب طلاق والديه، والتنمر في المدرسة، وصعوبة التعرف إلى الإشارات الاجتماعية بسبب متلازمة "أسبرجر".
وعلى الرغم من محاولات إظهار معاناة أسرة إيلون ماسك مادياً، فإنها كانت من أغنى العائلات في جنوب إفريقيا، حيث كان ماسك الأب يعمل مستشاراً هندسياً، ومُطوِراً عقارياً، ومالِكاً لأحد مناجم الزمرد، وكانت عائلته تعيش حياة مليئة باليخوت، ورحلات التزلُّج على الجليد والحواسيب الباهظة الثمن، في حين أن إيلون نفسه تلقّى تعليمه في مدارس مرموقة باهظة الثمن، وهو ما ينكره الآن كلياً.
التعليم.. وحياته العملية
في عام 1988، وبعد حصوله على جواز سفر كندي، غادر ماسك جنوب أفريقيا، لأنه لم يكن على استعداد لدعم الفصل العنصري، من خلال الخدمة العسكرية الإجبارية، ولأنه سعى وراء الفرص الاقتصادية الأكبر المتاحة في الولايات المتحدة.
وفي عام 1992، غادر كندا ليدرس الفيزياء وإدارة الأعمال في جامعة بنسلفانيا Pennsylvania. وبالفعل، حصل على شهادة في الاقتصاد، ثم أكمل دراسته للحصول على درجة بكالوريوس ثانية في الفيزياء.
كيف حقق الشهرة؟
يعتقد الجميع أن رجل الأعمال، إيلون ماسك، نجح في تحقيق الشهرة من خلال ترويج نفسه منذ الصغر، بامتلاكه ذكاء حاداً، حيث يُشاع أنه يمتلك درجة ذكاء (155)، وهي معدل مرتفع. بفضل ذلك، تمكن ماسك من بدء تأسيس شركاته في مجال التكنولوجيا، والتي حقق من خلالها ثروة هائلة، ومن ثم شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية.
كيف جمع ثروته؟
بعد قبوله في برنامج درجة الدراسات العليا بالفيزياء في جامعة ستانفورد، انسحب ماسك بسرعة، وأسس شركتين مبتدئتين في مجال التكنولوجيا خلال "طفرة الإنترنت" في التسعينيات، هما شركة برمجيات ويب، وشركة مصرفية عبر الإنترنت أصبحت في النهاية (PayPal)، وبيعت لشركة "eBay"، في عام 2002، مقابل 1.5 مليار دولار.
استثمر ماسك ثروته في شركة صواريخ جديدة "SpaceX"، التي كان يهدف من خلالها إلى صنع بديل فعال من حيث التكلفة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ثم أسس شركة جديدة للسيارات الكهربائية "Tesla"، حيث ترأس مجلس الإدارة حتى أصبح الرئيس التنفيذي في عام 2008. ويعود الفضل إلى الشركتين المذكورتين في ثروته الهائلة، لأنه حتى مع وصولهما في بعض الأحيان إلى حافة الانهيار المالي، ظلتا متماسكتين، وتدران له الكثير من المال.
صنفته "فوربس" و"بلومبرغ" على أنه أغنى شخص في العالم، حيث تبلغ ثروته الصافية حوالي 250 مليار دولار، أكثر بعشرات المليارات من منافسيه، مثل مؤسس أمازون جيف بيزوس، ويعتمد هذا إلى حد كبير على قيمة أسهمه في "Tesla"، التي يمتلك منها حوالي 17%. وانفجرت قيمة أسهم الشركة منذ بداية عام 2020، حيث ارتفعت بمقدار 10 أضعاف مع زيادة إنتاج الشركة، وبد تحقيقها أرباحاً منتظمة.
حياته الشخصية وعلاقاته وأولاده
دائماً يكون إيلون ماسك صريحاً بشأن حياته الشخصية والعائلية، إذ تزوج مرتين بعد حصوله على الجنسية الأميركية، ورزق بـ5 أبناء. ففي عام 2000، تزوج جستين ويلسون Justine Wilson. وتوفي ابنه بشكل مفاجئ بعد 10 أسابيع من ولادته، وبعدها رزق بـ5 أبناء (توأم، وتوأم ثلاثي).
وبعد طلاقه، تزوج إيلون ماسك من الممثلة تالولا رايلي Talulah Riley عام 2010، لكنّ الزوجين انفصلا عام 2012، إلا أن انفصالهما لم يدم طويلاً، وتزوجا مجدداً عام 2013، لتنتهي مسيرتهما نهائياً في 2016.
معلومات غريبة عنه
يمتلك إيلون ماسك طريقة تفكير مختلفة، وصفها البعض بأنها "مجنونة"، نظراً لوجود بعض التصريحات والمعلومات الخارجة عن المألوف عنه، ومن أبرز المعلومات والحقائق الغريبة عن ماسك ما يلي:
· تعرض للتنمر أثناء دراسته في المدرسة الابتدائية بجنوب أفريقيا، وكان رفاقه يعتدون عليه بالضرب.
· كان يتأمل والديه أثناء الحديث معهما، ما دفعهما للاعتقاد بأنه يواجه صعوبة في السمع، لكن لاحقاً اكتشفا أنه ما يسمى "أحلام اليقظة".
· أثناء دراسته في جامعة بنسلفانيا، كان ماسك يؤجر منزله لزملائه من أجل إقامة حفلات ليلية، مقابل 5 دولارات رسم دخول، حتى يتمكن من دفع الإيجار، وأقساطه الشهرية.
· لم يكمل دراسة الفيزياء في جامعة بنسلفانيا، لأنه رأى في الإنترنت احتمالية تطور، نظراً لاحتوائها على ملايين المعلومات في جميع المجالات، ما شجعه على ترك الدراسة، والاتجاه لتأسيس شركة إلكترونية هي "Zip2" للخرائط واتجاهات للصحف الإلكترونية.
· بعد طلاقه من زوجته الأولى جستين ويلسون، عاش على الاستدانة من أصدقائِه الأغنياء، وأنفق كل ما يملك وعقد آماله على شركة "SpaceX"، التي تبلغ قيمتها اليوم حوالي 33.4 مليار دولار، يملك منها إيلون ماسك 12.7 ملياراً.
أغرب تصريحاته
يمتلك إيلون ماسك دماغاً وتفكيراً استثنائياً للغاية، ويبدو أن هذا هو السبب في تصريحاته الغريبة، التي تثير الجدل دائماً، ومن أغرب التصريحات التي أعلنها في البرامج التلفزيونية والمؤتمرات العالمية، ما يلي:
· فهم مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "فيسبوك"، لمخاطر الذكاء الاصطناعي محدود.
· إذا وصف برنامج الأغذية العالمي طريقة حل مشكلة الجوع في العالم بـ6 مليارات دولار، فسوف أبيع أسهم "تيسلا" الآن.
· إذا لم ينجب الناس المزيد من الأطفال، فستنهار الحضارة.
· في تغريدة، عبر حسابه على "تويتر"، دون "من الواضح أن كائنات فضائية بنت الأهرامات".
· في تغريدة أخرى: "المستقبل سيكون مثيرًا للغاية، وأود أن أتقدم بجزيل الشكر".
استحواذه على "تويتر"
من أشهر الصفقات إثارة للجدل، استحواذ إيلون ماسك على منصته المفضلة "تويتر"، بمبلغ 44 مليار دولار، وتعد واحدة من أهم الصفقات، لكن على مدار الشهور الماضية كانت هناك حالة من الجدل والشد والجذب بين ماسك ومؤسسي شركة التواصل الاجتماعي، إلى أن أعلن مؤخراً عن حل مجلس الإدارة، ليصبح المدير الوحيد للشركة.
بدأ حب إيلون ماسك لـ"تويتر" منذ عام 2009، عندما انضم لأول مرة للمنصة، وأصبح أحد أشهر الحسابات عليها، ليصل لأكثر من 85 مليون متابع في عام 2022.
انتقد ماسك التزام "تويتر" بمبادئ حرية التعبير، في ضوء سياسات إدارة المحتوى الخاصة بالشركة، وفي أوائل أبريل 2022، كشفت إيداعات "تويتر" لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات أن ماسك قد اشترى أكثر من 9% من الشركة، بعد ذلك بوقت قصير، أعلن Twitter أن ماسك سينضم إلى مجلس إدارة الشركة، لكنه قرر عكس ذلك، وقدم عرضاً للشركة بأكملها، بقيمة 54.20 دولاراً للسهم، مقابل 44 مليار دولار.
وافق مجلس إدارة "تويتر" على الصفقة، ما يجعله المالك الوحيد للشركة، وذكر ماسك أن خططه للشركة تضمنت "تعزيز المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، وهزيمة روبوتات البريد العشوائي، والمصادقة على جميع البشر".
وفي يوليو 2022، أعلن ماسك أنه سحب عرضه، مشيراً إلى أن "تويتر" لم يقدم معلومات كافية حول حسابات الروبوت، وادعى أن الشركة كانت في "خرق مادي لعدة أحكام" لاتفاقية الشراء، ورد بريت تايلور رئيس مجلس إدارة "تويتر"، بالقول إن الشركة "ملتزمة بإغلاق الصفقة بالسعر والشروط المتفق عليها مع السيد ماسك"، ورفع "تويتر" دعوى قضائية ضد ماسك، لإجباره على شراء الشركة. وفي سبتمبر 2022، صوت مساهمو الشركة لقبول عرض ماسك في مواجهة معركة قانونية، شرع في نهاية المطاف لإنهاء الصفقة، وتم بالفعل شرائها في أكتوبر.
ظهوره في الأفلام
يلقب إيلون ماسك بلقب "الرجل الحديدي" (Iron Man)، بسبب قرب شخصيته من شخصية "توني ستار" (الرجل الحديدي)، في سلسلة الأفلام العالمية، فكلاهما يعشق التقنية والتكنولوجيا، ويمتلك المليارات، ويقال إن روبرت داوني جونيور قد تأثر بالفعل بشخصية ماسك، حتى إنه زاره في أحد مصانعه، قبل تصوير الجزء الأول من الفيلم.
وفي هذا السياق، ظهر إيلون ماسك بشخصيته، في لقطة جمعت مع توني ستارك (روبرت دوني جونيور) في الجزء الثاني من فيلم "Iron Man".
الحياة خارج كوكب الأرض
كثيراً ما يثير ماسك الجدل بتصريحاته حول الفضاء والعيش على الكواكب الأخرى، ومؤخراً أعلن أنه يطمح إلى تحويل الجنس البشري إلى جنس متعدد الكواكب، أي يسكن في أكثر من كوكب.
عمل ماسك على تطوير صواريخ "ستار شيب"، التي تنقل الأشخاص والبضائع حول الكواكب الأخرى، والهدف من ذلك هو إنشاء مستعمرة مكتفية ذاتياً على كوكب المريخ، مؤكداً أن ذلك سيساهم في بقاء البشرية طويلاً.
وعلى النقيض من اختراعات إيلون ماسك للعيش في كواكب أخرى، ولعمر أطول، صرَّح مؤخراً بأنه يرى أن الموت ضروري للبشر، لأنه من النادر تغيير أفكارهم، لذا البقاء طويلاً يعني أن البشرية لن تتقدم، لذلك يجب أن يفسح كل جيل للتالي، ليبرز المزيد من الأفكار الجديدة.
الذكاء الاصطناعي
دائماً يعرب ماسك عن قلقه حيال الذكاء الاصطناعي وخطورته على البشرية، ففي عام 2018 حذر من استخدامه، وإمكانية جعل العمليات الإرهابية أكثر توسعاً من قبل المجرمين والإرهابيين، بفضل الذكاء الاصطناعي.
كما حذر من التهديد الوجودي، الذي شكلته هذه التقنية على البشر في السنوات الأخيرة، مؤكداً أنه سوف يتجاوز قدرات البشر العقلية في غضون السنوات الخمس المقبلة، وسوف تختلف أنظمة العالم بسبب الذكاء الاصطناعي.