يحتاج الأطفال إلى الحب والحنان والرعاية، كي يشعروا بالأمان مع آبائهم، ويستمدوا منهم الثقة في تصرفاتهم وحركاتهم واكتشافاتهم للأماكن حولهم، عند بداية وعيهم وتفتح إدراكهم.
وأكثر ما يخشاه الأطفال هو الخوف من المجهول، وقد يزداد خوف الطفل إن كان مصدر الأمان بالنسبة له، والدته أو والده، يخاف منه أيضاً، ويجبر على القيام بتصرفات معينة تطلبها الأمهات، نتيجة خوفه من العواقب.
من المهم أن يشعر الطفل بأن والديه يستجيبون له ويتفاعلون مع طلباته، وهذا بعكس النصيحة الشائعة بعدم الاستجابة لرغبات الطفل كي لا يفسد بالدلال الزائد. الفكرة هنا في طريقة الاستجابة لطلبات الطفل، فهو يبحث دائماً عن الاهتمام والرعاية حتى وهو يخطئ، فقد يفعل ذلك متعمداً لجذب الانتباه له.
من المهم أيضاً أن تدعم الأم نمو طفلها، فهذا لن يحدث إلا إذا جرب الطفل بنفسه الأشياء الجديدة حوله وحاول اكتشافها، لا تقولي له ممنوع أمام كل خطوة أو حركة، دعيه يكتشف ويجرب، وكافئيه باحتضانه إن فعل أمراً جيداً.
وفي كل الحالات، التواصل بين الأم والطفل مطلوب وضروري وهام، فقد يكون الطفل لا يستطيع بحسب عمره تكوين جملة كاملة مفهومه، فلا توقفيه، ودعيه يأخذ كل الوقت ليعبر عن نفسه بشكل صحيح ومباشر، هذا التشجيع يدفعه للتقدم دائماً.
يجب على الأمهات ألا ينظرن لأخطاء أطفالهن باعتبارها خطيئة كبرى، فالخطأ الذي يحدث وتنبه عليه الأم، هو أسرع وسيلة لجعل عقل الطفل يفكر بماهية الخطأ وطريقة تجنب تكراره. تعلمي أن تكوني إيجابية في التعاطي مع تصرفات طفلك وتمنحيه كل الفرص المتاحة لكي يتعلم من تجاربه.
إقرأ أيضاً: إذا شاهدت هذه العلامات فاعرفي أن طفلك ليس سعيداً
فالطفل الصغير يتمتع بسلوكيات معينة يورثها من والديه، ويشكل قربهما منه ضماناً له للتصرف بحرية وثقة، وكونه لا يملك سوى البكاء أو الصراخ تعبيراً عن رفضه لحاله معينه، فهو يلجأ للتشبث بوالديه إذا شعر بالخوف من أمر ما. لذا يجب الحذر من تخويفه أو محاولة إشعاره بإنه مذنب ويستحق العقاب.
العلاقة العاطفية التي تنشأ بين الطفل وذويه، مهمة في تحديد خياراته المستقبلية في التعامل مع المواقف والأحداث التي يوجهها، فالطفل اعتباراً من عمر ستة أشهر، عبارة عن آلة تسجيل يراقب بصمت ما يدور حوله، ويعكس فهمه لما رآه بتصرفاته البريئة.
لذا.. ازرعي الحب والعطف والحنان في عقل طفلك، واجعليه قريباً منك بحب وليس بخوف.